أدانت إدارة المهرجان الحادث الإرهابى الغاشم، والعمل الإجرامى الخسيس، الذى وقع فى العاصمة الفرنسية باريس وأكدت دعمها الجهود المبذولة لمكافحة الظاهرة الخبيثة، واجتثاث الإرهاب من جذوره، حيث ان ما حدث فى باريس لا ينفصل مُطلقا عما يجرى فى مصر وغيرها من دول العالم، التى ينبغى لها أن تستشعر خطورة الموقف، وتتحرك لدرء الظاهرة؛ فالكل فى قارب واحد. شهدت فعاليات الدورة 37 للمهرجان أمس الأول إقبالا جماهيريا كبيرا على مشاهدة الفيلم «الليلة الكبيرة» الذى يمثل مصر فى مسابقته الرسمية وينافس على جائزة أفضل فيلم روائى طويل مع 15 فيلما من مختلف الثقافات السينمائية، ومن بينها الفيلم المصرى أيضا «من ضهر راجل» الذى يعرض غدا. وتدور أحداث الفيلم فى إطار اجتماعى درامى مشوق فى يوم واحد فى أحد الموالد الشعبية، مستعرضا عالم هذه الموالد، والأحداث المصاحبة لها من حلقات ذكر، وطقوس دينية مختلفة، وأيضا الأسواق التى تقام حول هذه الموالد، من خلال مجموعة من القصص والحكايات التى تحدث سواء للقائمين والعاملين فى هذه الموالد، أو للزائرين فى ذلك اليوم. قبل بداية الفيلم وقف الحضور دقيقة حدادا جراء ما حدث فى فرنسا وتنديدا بالاهارب وعقب عرضه أقيم نقاش حار بين الجمهور والنقاد وأبطال العمل، أداره الناقد السينمائى طارق الشناوى الذى أكد فى البداية أن الفيلم يحمل أجواء مصرية خالصة وبه إجابات عديدة فيما يتعلق بزيارة الأضرحة، مشيرا إلى أن الفيلم استكمال لثلاثية لمؤلفه أحمد عبدالله ومخرجه سامح عبدالعزيز ومنتج العمل السبكي، بعد فيلمى «كباريه والفرح» مؤكدا أنه الأصعب بسبب فكرة اليوم الواحد لما به من أحداث كثيرة من الصعب حصرها فى يوم ومكان واحد، والتقط الحديث المخرج سامح عبدالعزيز حيث أعلن أنه تجول فى أكثر من 20 مولدا على مستوى الجمهورية، مشيرا إلى أنه يوجد أكثر من 890 ضريحا تقام حولها تلك الموالد، بالإضافة إلى أن هناك 500 مولد مسيحى بخلاف الموالد اليهودية، وعن فكرة العمل قال: هناك دائما أسئلة عديدة تتردد حول هذه الزيارات فالكل يتقرب إلى أولياء الله الصالحين من أجل تحقيق مطالبهم الدنيوية، وجاءت الفكرة بهدف البحث عن إجابات لماذا نذهب للموالد ..وما هى الأفكار التى تدور فى عقل كل من يذهب إليها، وكسينمائيين طرحنا الفكرة بأننا لابد أن يحترم بعضنا البعض أى أنه بمثابة «دعوة لاحترام الآخر»، نتوحد حول حب المكان دون أى انتماءات. وتحدث السيناريست أحمد عبدالله عن الصراع بين الصوفية والسلفية ووصفه بالأبدي، مؤكدا أن كل الشخصيات بالفيلم كان لكل منها بداية ووسط ونهاية، وقاطعه سامح عبدالعزيز بأن شخصيات الفيلم متقلبة، وقال: أرى أن الشخصيات سوية جدا رغم ظهورها على الشاشة ببعض السلبيات، ولكنها سوية جدا فى قلبها الذى تتقرب به إلى الله، وعن اختياره للفنان عمرو عبدالجليل للقيام بدور منشد مع تركيب صورته على صوت المطرب ممدوح بيرم، قال: «رغبت فى صوت بيرم على صورة عمرو. وقالت وفاء عامر ان الفيلم يبعث برسالة لم تستطع مؤسسات عديدة فى الدولة ايصالها وردا على احد الاسئلة قالت لو ان كل الشخصيات مثالية لما كانت هناك سينما على الاطلاق. قالت صفية العمرى ان لكل منا وجهة نظره ونحن سعداء بالعمل فى الفيلم لانه يقدم مجموعة كبيرة من القضايا. وقالت زينة انها سعيدة بالبطولة الجماعية خاصة انه لايوجد احد مميز عن الآخر. وبدأ الفنان أحمد رزق كلمته برفض وصف بعض الحضور لشخصيات الفيلم ب «المشوهة»، مؤكدًا أن كل شخصية تٌعد فيلما بمفردها، وهناك رسائل عديدة فى الفيلم وقضايا مختلفة وعلى الجمهور أن يختار ما يناسبه ويتابعه، فيما قالت الفنانة وفاء عامر إن الفيلم يحمل فى طياته رسائل هامة جدا لا تستطيع مؤسسات فى الدولة توصيلها، وقالت الفنانة صفية العمري: أن الفيلم بالفعل يحمل الكثير من القصص التى تمس عددا من البشر ممن يذهبون إلى الأضرحة ولديهم مطالبهم من الله، ولكنهم يذهبون إلى هذه الأماكن ليتباركوا بها، وكشفت زينة عن أن سبب موافقتها على الاشتراك فى الفيلم بالرغم من قلة مساحة الدور يعود إلى أن الجميع متساوون ولا يوجد شخص مميز عن الآخر، وقال الفنان وائل نور: أردت أن أعود للسينما بشكل مختلف بعد غياب 10 سنوات، وحينما عرض على الدور تمنيت أن أقوم به على الفور وألا يحدث أى شيء يكون سببا فى تعطيله أو الاعتذار عن عدم المشاركة فى عمل كبير مثل «الليلة الكبيرة. الفنان محمد لطفى وصف العمل مع الثلاثى سامح وعبد الله وجلال الذكى مدير التصوير بالمتعة الفنية، وأعلن أنه خضع لتدريبات مكثفة على رمى «الخنجر» لمدة 9 أشهر داخل سيرك، وأعرب الفنان سليمان عيد عن فخره بالعمل فى هذا الفيلم، مؤكدا أنه لو طلبه هذا الثلاثى من أجل جملة واحدة تكفيه من أجل العمل معهم. وجاءت كلمة جلال الذكى وقال فيها: أن قاعة العرض كانت مليئة بالجمهور الجالس فى حالة سكون، مما يدل على انجذابهم للفيلم، وذكر أنه شارك مع عبدالعزيز وعبدالله من قبل فى «الفرح» و»كباريه» ولكن «الليلة الكبيرة» كان أصعبهم بسبب استخدامه للنور والمؤثرات البصرية فى كل منطقة داخل المولد بطريقة يجب أن تجعلك تصدق ما يحدث، وعن أصعب المشاهد التى واجهته قال: أصعب المشاهد كانت داخل احد المقامات، وكذلك اختلاف الصورة بين الجزء التسجيلى للموالد الحقيقية والجزء التمثيلي، وكنت أرغب فى عدم نزع الروح من الصورة الحقيقية، لأنها نابعة من روح التصوف، لذا لم يستطع إنارته بنفس مقدار الصورة التمثيلية، فهى كانت من أصعب الأشياء التى كنت حريصا على خروجها بمثل هذا الشكل، وأكدت الممثلة الشابة ياسمين رحمى أن الفيلم يعد نقلة مختلفة فى مسيرتها الفنية، وقال الفنان علاء عوض أن الفيلم كاشف للكثير فى مجتمعنا، واختتم المنتج أحمد السبكى بمزاح الحضور قائلا: «السبكى بيعمل بهجة فى كل حتة بيروحها». الفيلم شارك فى بطولته 24 فنانا وفنانة من مختلف الاجيال منهم سميحة أيوب،وزينة، وعمرو عبد الجليل ومحمود الجندى وسمية الخشاب، ووفاء عامر وأحمد بدير، وآيتن عامر.