أعرف محافظة البحيرة شبرا شبرا بحكم الانتماء والأرض والبشر وهي اكبر محافظات مصر مساحة, والغريب إنها كانت حلم المتنبي شاعر العربية الأول فقد وعده كافور الاخشيدي ان يكون محافظا عليها, ثم خلف وعده وهرب منها المتنبي وكتب قصيدته الشهيرة بأية حال عدت يا عيد..وفي الأيام الأخيرة غرقت محافظة البحيرة في السيول والأمطار رغم أن المطر خير والماء أكسير الحياة وبدلا من ان نزرع القمح والشعير والفول بهذه الهبة السماوية غرق الأطفال وماتوا تحت أنقاض البيوت..لا شك أن كميات المياه التي تساقطت لم يعرفها من قبل سكان وأهالي محافظة البحيرة..وان كان سكان الصحراء فيها ينتظرون كل عام هذا المطر ويلقون بذور القمح قبل أن يحل موسم الأمطار وكان الكثيرون منهم يعيشون علي هذه الزراعات الموسمية..وفي منطقة وادي النطرون توجد اكبر منتجات الخضروات في مصر, ومنها يتم إنتاج البطاطس والطماطم والفاصوليا والبسلة والبامية والبطيخ والكانتلوب, وكان معظمها يعيش علي مياه الأمطار أو مياه الآبار ويستخدم أساليب الري الحديثة وهي الرش والتنقيط لقد تضرر سكان البحيرة كثيرا وجاءت صرخاتهم تهز أرجاء مكاتب المسئولين في القاهرة, حيث مات أكثر من ثلاثين شخصا وهناك آخرين مفقودين..وضاعت علي الفلاحين محاصيل هذا العام التي أغرقتها الأمطار تماما..ان ما حدث هذا العام ينبغي ان يكون درسا للسنوات القادمة أمام الحكومة والمواطنين, نحن أمام تغيرات مناخية ترتبت عليها آثار أهمها سقوط هذا الكم من الأمطار الغزيرة وهذه الأمطار يمكن ان تكون نعمة ويمكن ان تكون نقمة, وإذا استخدمناها بصورة سليمة بأن يتم تخزينها كما تفعل دول الخليج وان تستخدم في الزراعة خاصة إننا أمام مناطق صحراوية شاسعة في الساحل الشمالي500 ألف فدان يمكن ان تروي علي الأمطار إذا كانت بهذه الكثافة وهذه المساحة تغطي احتياجات مصر من القمح إذا تم تطهيرها من الألغام وهذه قضية أخري..ان معظم بيوت الفلاحين في هذه المناطق طينية ولهذا لم تحتمل المطر الغزير ونحن الآن في بداية موسم الشتاء ولا نعلم ما ستأتي به الأمطار في الأيام القادمة. http://[email protected] لمزيد من مقالات فاروق جويدة