فى خطوة ترمى إلى تقييد وسائل الإعلام الفلسطينية ،داهمت قوات من جيش الاحتلال الإسرائيلي بأعداد كبيرة من الآليات وناقلات الجنود وشاحنات ضخمة أمس مقر إذاعة منبر الحرية في مدينة الخليل، وصادرت أجهزة البث والمعدات الخاصة بها وقطعت البث بشكل كامل، وفرضت حصارا محكما على المنطقة، وقامت بمداهمة المقر القديم للإذاعة، ومن ثم توجهت للمقر الجديد، وحاصرته، ثم اقتحم جنود الاحتلال بأعداد كبيرة برفقة ضباط المخابرات مقر الإذاعة، وأبلغوا الصحفيين المتواجدين في المقر نيتهم إغلاق الإذاعة ومصادرة كافة الأجهزة وإيقاف البث. وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" أن قوات الاحتلال أصدرت قرارا بإغلاق الإذاعة لمدة 6أشهر، ومنع دخول مبنى الإذاعة بشكل نهائي، مهددة بهدم المبنى في حال دخوله. وقد أدانت نقابة الصحفيين الفلسطينية - في بيان صحفي - بأشد العبارات إقدام قوات الاحتلال على اقتحام إذاعة "منبر الحرية" وتحطيم أجهزتها، واعتبرت هذه الخطوة جريمة حرب احتلالية خطيرة، ودعت النقابة، اتحاد الصحفيين العرب واتحاد صحفيى أوروبا والاتحاد الدولي للصحفيين لإدانة جريمة الحرب الإسرائيلية الجديدة ضد الإعلام الفلسطيني. واعتبرت وزارة الإعلام الفلسطينية عدوان الاحتلال الإسرائيلي الشرس على إذاعة "منبر الحرية" في الخليل، فعلا إرهابيا يأتي للتغطية على جرائم إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني ، وأضافت - فى بيان - أنه "اعتداء سافر على الإعلام الفلسطيني ودليل دامغ على قرار الاحتلال مهاجمة الصحفيين ووسائل إعلامهم لثنيهم عن رسالتهم المهنية والأخلاقية". وأعلنت الوزارة أنها ستخاطب الاتحاد الدولي للصحفيين ومجلس الأمن الدولي لمقاضاة إسرائيل على "جرائمها المتواصلة التي طالت عشرات الصحفيين الفلسطينيين خلال الشهر الماضي". فى غضون ذلك ،صادق الكنيست الإسرائيلي الليلة قبل الماضية بالقرائتين الثانية والثالثة على مشروع قانون يشدد العقوبات المفروضة على ملقي الحجارة الفلسطينيين، ووفقا للإذاعة الإسرائيلية ، فإن القانون الجديد ينص على أن "يكون الحد الأدنى من العقوبة على مثل هذه الاعتداءات السجن الفعلي لمدة ثلاث سنوات فى الوقت نفسه ، كشف رئيس هيئة شئون الأسرى والمحررين الفلسطينيين عيسى قراقع أن 800 حالة اعتقال جرت في صفوف الأطفال (أقل من 18 سنة) خلال أكتوبر الماضي، والنسبة الأكبر منهم كانت من القدس. وأضاف قراقع في تصريح صحفي نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أمس - أن حجم الاعتقالات الواسع يعتبر سابقة لم تحدث منذ سنوات طويلة، لافتا إلى أن معدل حالات اعتقال الأطفال سنويا كان يتراوح بين 700 و 900 حالة، في حين وصل العدد في شهر واحد إلى 800حالة. وأوضح أن اعتقال الأطفال أصبح منهج إسرائيلي، يستهدف تدمير الأجيال الفلسطينية، وتدمير حياة الأطفال الذين هم بؤرة ومركز الهبة الشعبية الفلسطينية، مشيرا إلى أن الغالبية العظمى من الأطفال تعرضوا لأساليب تعذيب وحشية وتنكيل ومعاملة غير إنسانية خلال اعتقالهم واستجوابهم على يد الجنود والمحققين. وأشار رئيس هيئة شئون الأسرى إلى أن شهادات الأطفال أبرزت أساليب وحشية وغير أخلاقية تعرض لها القاصرون خلال اعتقالهم . وأوضحت هيئة الأسرى أن استهداف الأطفال الفلسطينيين جاء وفق قوانين وتشريعات وتعليمات رسمية إسرائيلية، وتحت شعار "لا حصانة للأطفال راشقي الحجارة"، وأن التعلميات الإسرائيلية تجاه الأطفال تمثلت في قنص الأطفال وإطلاق النار عليهم، وفرض أحكام فعلية على الأطفال تتراوح بين 4 سنوات و 20 سنة. وفى تلك الأثناء ،أكد شيمون بيريز الرئيس الإسرائيلي السابق أن إقامة دولتين إسرائيلية وفلسطينية في صالح إسرائيل.وذكرت شبكة "فوكس نيوز" الإخبارية الأمريكية أن بيريز - 92 عاما - حذر من أن إسرائيل تواجه الدخول في حرب أبدية مالم توافق على إقامة دولة فلسطينية.