في قضايا المخدرات عندما يتم القبض علي من يتاجر بها فهو غالبا مجرد صبي لتجار وسماسرة كبار سواء خارج أو داخل مصر.. وتكتفي جهات التحقيق بسجنه أو إعدامه تاركين الرؤوس الكبيرة تصول وتجول في هذه التجارة المحرمة والنتيجة استمرار عمليات التهريب لوجود صبيان كثيرة تلعب هذا الدور القذر مستعدة لدفع الثمن مقابل حفنة جنيهات أو مخدرات. تكرر هذا السيناريو ولكن ليس في تجارة المخدرات بل في تجارة مص دم أطفال الشوارع.. فنتيجة التحقيقات أثبتت أن عاطلين يقومان بهذه اللعبة القذرة بتجميع عدد من أطفال الشوارع واصطحابهم لشقة سكنية بالمنيرة ويقوما بسحب كمية من الدم منهم مقابل 10 جنيهات للكيس وعند مداهمة الشقة وجد بحوزتهم 6 أكياس ممتلئة بالدم وزن الكيس نصف لتر و30 كيسا فارغا مجهزا للتعبئة بالدم, كما عثر علي27 كيسا بها المشابك الخاصة بغلق أكياس الدم وبها 648 مشبكا و5 زجاجات لمحاليل خاصة بتحديد فصيلة الدم وأدوات تستخدم في سحب عينات الدم وكمية من القطن الطبي والشاش واللاصق الطبي وكمية من السرنجات تستخدم لسحب الدم. هل من العقل تصديق أن الفاعل مجرد شخصان عاطلان قاما بالجريمة بكل هذه التجهيزات من أكياس وزجاجات محاليل وطريقة معرفة فصيلة الدم.. أيضا بعد الانتهاء من سحب الدم من الأطفال الغلابة من سيقوم بشراء هذه الكميات فهي لبست أي سلعة يمكن بيعها علي الأرصفة أو في محل تجاري ولكن في مستشفي أو عيادات خاصة ؟! .. ومن هم المرضي الذين يستفيدون من دماء هؤلاء الأطفال خصوصا أن هذا الدم لم يتم معرفة هل هو سليم أم مصاب؟!
مصاصو الدماء أو دراكولا القرن الحادي والعشرين هم شبكة كبيرة تقوم ببيع وشراء وتسويق وتصدير هذه الكميات من الدم ولكن يظهر دائما في الصورة الطرف الضعيف بمعني أنه ينفذ التعليمات فقط لم يخطط أو يتاجر أو يتعاطى وفي النهاية هناك مبلغ كبير من المال مقابل السكوت وقضاء عدة سنوات في السجن وإذا تم رفض العرض يتم التخلص منه بالقتل.
مافيا مص دم الأطفال الفقراء والذين لم نرحم فقرهم ويتمهم وتشردهم في الشوارع بل نمص دمهم وكلنا شركاء في هذه الجريمة ما لم نتحرك بداية للقضاء علي ظاهرة أطفال الشوارع والتي صرف عليها مليارات الجنيهات أيام ماما سوزان لعقد ملتقيات وحفلات وسفريات خمس نجوم وتوزيع هدايا من أجل يا حرام أطفال الشوارع ..
بعد الثورة يجب عمل مشروع قومي خاص وليس تابعا للحكومة وليكن تابعا للداعية عمرو خالد فهو صاحب مبادرات لخدمة الشباب وأطفال الشوارع هم نواة شباب ضائع يبحث عن مصباح يضئ له الطريق.
مص دماء أطفال الشوارع هو بداية نوعية جديدة من الجرائم وسنجد منها الكثير مادامت أجهزة كثيرة في الدولة في حالة بيات شتوي انتظارا للرئيس القادم. المزيد من مقالات عادل صبري