على مدى الشهور التى أعقبت ثورتى 25 يناير و30 يونيو، كثرت مطالب خبراء وأساتذة الإعلام والجمهور أيضا بضرورة التزام وسائل الإعلام بصفة عامة والقنوات الفضائية بصفة خاصة بتقديم مضمون يرتقى بالمواطن ويرفع درجة الوعى لدى الجمهور. وفى خطابه الأخير طالب الرئيس عبد الفتاح السيسى الإعلام بتنمية الوعى لدى الشعب وبث الأمل فى نفوس المواطنين.. وعلى نفس الطريق ، جدد خبراء الإعلام دعوتهم للفضائيات بنشر الوعى الحقيقى للمواطنين وضرورة الارتقاء بالمحتوى الإعلامى الذى يفيد المجتمع والمواطن مؤكدين أن الرئيس السيسى يعى تماما أن العديد من المنابر اللإعلامية غير حريصة على تقديم محتوى هادف وتسعى إما لتقديم محتوى مثير تربح منه أموال المعلنين أو تسعى لبث الفتنة فى وقت حرج تمر به مصر ، كما دعا الرئيس فى أكثر من خطاب وسائل الإعلام برفع درجة الوعى لدى المواطنين وبث الأمل فى نفوس المصريين. وحول ذلك تقول د.إيناس أبو يوسف عميد كلية الإعلام بجامعة الأهرام الكندية : على القنوات الفضائية ترتيب أولويات محتواها وفق المسئولية الاجتماعية وأن يكون لديها ضبط ذاتى يتفق مع تقديم مايفيد المواطن فى المحتوى الإعلامي، فالمواطن ورفع الوعى لديه يجب أن يكون على رأس أولويات الرسالة الإعلامية . وتحذر من ان الإعلاميين يشعرون بانهم فى مأمن من العقوبة فأساؤوا الأدب ، وهو ما يحدث حالياً فى ظل غياب قوانين ومواثيق منظمة للعمل الإعلامى فى الفضائيات ، فظهرت العديد من الأخبار المغلوطة وتم انتهاك حرمات المواطنين ، من بث صور خاصة وتسجيلات دون مراعاة لخطورة ذلك على المجتمع وتأثيره بالسلب على المواطن ، وساهم فى ذلك تعثر إنشاء نقابة للإعلاميين ، ناهيك عن عدم اصدار ميثاق شرف اعلامى حتى الآن يصيغ بنوده إعلاميون لوضع ضوابط تحمى المهنة من الدخلاء وتحفظ حقوق المشاهد وحمايته من أى محتوى يضر به أو بالمجتمع وقيمه. وتتفق مع هذه الرؤية د. هويدا مصطفى أستاذة الإعلام قائلة : فى خطاب الرئيس الأخير هناك توجيه للارتقاء برسالة الإعلام ، وهذه ليست المرة الأولى ، مما يعنى للأسف أن المهنية لم تتحقق بشكل كافٍ مع انفلات الممارسات الإعلامية فى العديد من الفضائيات وافتقارها للمسئولية فى هذه المرحله الحرجة. وحذرت من ان مايحدث حالياً هو مناقشات لقضايا " أغلبها تافهه وبعضها يؤدى إلى فتنة ، أو تقديم محتوى مثير و موضوعات عن الجنس او العبث بالدين " .. والعديد من الرسائل الإعلامية لا ترتقى بذوق المواطن، مع انعدام المسئولية الاجتماعية لدى العديد من الفضائيات، وانحرف مسارها بعيداً عن تقديم مضمون مفيد من شأنه رفع المستوى الثقافى لدى الجمهور. ومن جانبه، أشار د.صفوت العالم أستاذ الإعلام إلى ضرورة أن تعمل القنوات الفضائية وفق آليات من شأنها رفع درجة الوعى لدى المواطن قبل أن تبحث عن الربح المادى عبر عدة استمالات منها، أولا :تدعيم القيم الأخلاقية التى تساهم فى بناء الشخصية المصرية القويمة القوية، وثانياً :تقديم الرسالة الإعلامة على اساس المصداقية وتدعيم الهوية الوطنية والارتقاء بالمواطن خصوصاً فى مراحل التحول التى نشهدها فى مصر حالياً، وثالثاً :رسم صورة لمستقبل مصر بشكل مبهج أفضل مما هى عليه الآن لتكون الصورة المشرقة هى أمل وعمل كل مصرى يتفاعل مع وسائل الإعلام ، ورابعاً: استضافةُ النماذج الناجحة والتى تسهم فى بناء مصر والجنود المجهولين فى بناء الوطن وإبراز كل من حقق إنجازاً لبلده باعتبارهم الأبطال بدلاً من الاهتمام بأصحاب الإنجازات الفنية والرياضية فقط مقابل إهمال شباب العلماء والأدباء، والاهتمام بالمحتوى العلمى والبرامج العلمية وعدم اقتصار البرامج على المحتوى الفنى الترفيهى فقط ، خامساً :يجب على الإعلاميين أن يدركوا أن مرحلة التحول للأفضل يجب أن تعتمد على جيل الشباب فهم الأمل الذى أشار إليه الرئيس السيسى ولكن مايحدث هو تجريفهم والإدعاء عليهم بعدم الانتماء وقلة النضج والتخوين والتهميش وتقليل قدرهم فى النهوض بمصر . ويصف صفوت العالم " الإعلامي" بانه "قائد رأي" ، ولذلك يجب ان يتفق كل مايصدر عنه قولاً وفعلاً مع أخلاق المجتمع , و أن يوظف حريته لمصلحة الوطن والمواطنين وليس لبناء مكانة أو تعيين نفسه وصياً للشعب وموجهاً له فى اختياراته كما فى الانتخابات البرلمانية الأخيرة، واخيرا ان يلتزم بالموضوعية والحياد وضرورة أن يستضيف فى القضايا الخلافية الرأى المؤيد والمعارض وعن نفس الموضوع يقول د.رفعت الضبع أستاذ الإعلام : وسائل الإعلام أبعد ماتكون عن الإعلام الذى يتمناه الرئيس السيسى وطالب به فى العديد من الخطابات، وخصوصاً فى النظرة السوداوية تجاه المجتمع، وإبراز كل السلبيات التى من شأنها أن تحبط المواطن وتجعله يفقد الأمل، ويصيب الشباب كذلك بالإحباط ويجعل أحلامهم محصورة فى الإنجازات الفنية اوالرياضية فقط ، ويطالب الضبع القنوات التليفزيونية أن تقوم بوظائفها نحو المجتع فى التوجيه والتثقيف والتوعية بصدق وموضوعية ، وتشجيع الشباب المهتم بالبحث العلمى وزيادة جرعة البرامج العلمية والأدبية والثقافية، والابتعاد عن الشائعات والموضوعات التى قد تؤدى لفتنة فى نسيج المجتمع.