بعد 48 ساعة من محادثات فيينا الدولية حول سوريا، وصل ستيفان دى ميستورا مبعوث الأممالمتحدة إلى سوريا أمس إلى دمشق حيث عقد اجتماعا مع وليد المعلم وزير الخارجية السوري. ولم تذكر مصادر دبلوماسية مزيدا من التفاصيل حول محادثات دى ميستورا والمعلم. وشارك فى اجتماعات فيينا التى عقدت الجمعة الماضى 17 دولة إلى جانب الاتحاد الأوروبى والأممالمتحدة. ومن جهتها، ذكرت صحيفة «الوطن» السورية أن دى ميستورا «سيضع القيادة السورية فى أجواء ما دار خلال الاجتماع الذى استمر سبع ساعات فى فيينا وجمع ما سمى «مجموعة الاتصال من أجل حل الأزمة السورية». وأشارت الصحيفة إلى أن زيارة المبعوث الدولى «تأتى فى ظل الغموض حول مصير خطته للحل فى سوريا وخاصة مسألة اللجان الأربعة»، موضحة أن بيان فيينا لم يأت على ذكرها. واقترح دى ميستورا فى 29 يوليو الماضى خطة جديدة للسلام تتضمن تأليف أربعة «فرق عمل» بين السوريين لبحث المسائل الأكثر تعقيدا، والمتمثلة ب»السلامة والحماية، ومكافحة الإرهاب، والقضايا السياسية والقانونية، وإعادة الإعمار». وفى برلين، اعتبر فرانك-فالتر شتاينماير وزير الخارجية الألمانى أنه من الممكن التوصل لنهاية سلمية للأزمة السورية بعد مؤتمر بحث الأزمة فى فيينا. وقال شتاينماير فى تصريحات لصحيفة «بيلد أم زونتاج» الألمانية الأسبوعية: «إن هناك للمرة الأولى حاليا سببا للأمل بالنسبة للمواطنين فى سوريا بأنه يمكنهم العيش مجددا فى موطنهم سلميا فى المستقبل غير البعيد». وفى غضون ذلك، أكدت أورزولا فون دير لاين وزيرة الدفاع الألمانية أن تغيير السلطة فى سوريا يعد أمرا حتميا لإنهاء الأزمة. وقالت دير لاين إنه «لابد من إشراك نظام الحكم فى دمشق فى الحل فى البداية، إذا ما أردنا اتخاذ خطوة أخرى فى الطريق نحو السلام». وفى لندن، أكد فيليب هاموند وزير الخارجية البريطانى ضرورة تسوية الأزمة السورية الراهنة عبر مسار سياسى يقود لمشاركة المعارضة المعتدلة فى حكومة انتقالية. وقال هاموند إن «اجتماعات فيينا حققت نجاحات فى بعض الأمور، ولكن لا زال هناك بعض القضايا التى يتعين العمل لحلها». وأضاف أن مسألة رحيل الرئيس السورى من الأمور التى لم نتفق عليها. واعتبر وزير الخارجية البريطانى أن التدخل الروسى فى سوريا غير موازين القوي، وسمح للجيش السورى بشن هجمات جديدة. وفى الرياض، جدد عادل الجبير وزير الخارجية السعودى التأكيد على بقاء خلافات مع روسيا حول موعد ووسيلة رحيل الرئيس السورى بشار الأسد، معتبرا أن التدخل الروسى فى سوريا «عقد الأمور». وقال الجبير فى تصريحات لصحيفة «الرياض» السعودية إن «الخلاف فى مباحثات فيينا الأخيرة متعلق بموعد ووسيلة رحيل الأسد من السلطة لكن الأمور الأخرى هناك توافق عليها»، مشيرا إلى أننا «نسعى لمزيد من التشاور للوصول إلى حل فى موعد رحيل الأسد». على الصعيد الأمنى، أعلنت مصادر أمنية تركية أن نحو 50 عنصرا من تنظيم داعش الإرهابى قتلوا فى ضربات جوية لقوات التحالف الدولى. وذكرت وكالة أنباء «الأناضول» أن ست طائرات تركية من طراز إف-16 كانت قد أقلعت من قاعدة إنجيرليك باضنة فى جنوبتركيا شاركت فى الغارات الجوية، بالإضافة إلى طائرة بلا طيار تابعة لقوات التحالف. وقالت إن العملية دمرت 8 أهداف لتنظيم داعش على بعد نحو خمسة كيلومترات داخل الحدود السورية قرب محافظة كيليس التركية. وكانت أنقرة قد تعهدت بالقيام بدور أكثر فعالية فى قتال داعش فى يوليو الماضى بعد فترة تردد طويل إلا أن ضرباتها تتركز بشكل أساسي على ضرب منظمة حزب العمال الكردستانى الانفصالية . وفى هذه الأثناء، ذكر مصدر عسكرى سورى أن الجيش السورى شن هجوما أسفر عن مقتل 35 إرهابيا من داعش، وذلك خلال عمليات له على أوكارهم وبؤرهم فى دير الزور. ونقلت وكالة الأنباء السورية «سانا» عن مصادر ميدانية أن الجيش نفذ عملية استباقية على تجمعات من داعش كانت تخطط للتسلل إلى المناطق الآمنة من ناحية حى العمال بمدينة دير الزور. من جهة أخرى، تتواصل حوادث الغرق الدرامية للاجئين السوريين فى بحر إيجة بين الشواطئ التركية و اليونانية، وأعلنت قوات خفر السواحل اليونانية عن غرق قارب بلاستيكي طوله ستة أمتار يحمل لاجئين سوريين بالقرب من جزيرة ساموس، مما أسفر عن غرق 11 شخصا منهم بعدما اصطدم القارب بمنطقة صخرية. كما وصلت سفينتان على متنهما 3337 لاجئا إلى ميناء بيريوس البحرى غرب العاصمة اليونانية أثينا قادمتين من الجزر المكتظة باللاجئين.