تمر المنطقة العربية بمتغيرات وتطورات مهمة تؤثر بشكل واضح على الأمن القومى العربي، خاصة فى ظل تطورات سياسية واقتصادية عالمية متلاحقة لها تداعيات مستمرة بالنسبة للمنطقة. من هنا جاءت فكرة حوار المنامة الذى تنظمه البحرين سنويا ويجتمع خلاله عشرات المسئولين الرسميين والشخصيات الدولية والاقتصاديين والسياسيين والمفكرين من معظم انحاء العالم لتبادل وجهات النظر، ودراسة وسائل العمل الوطنى والاقليمى والدولى وكيفية مواجهة التحديات المختلفة ، وكان لمصر مشاركة مهمة به ركزت على التحديات التى تواجه الأمة العربية. وقد اثبتت الاحداث خلال السنوات الأخيرة أن التحدى الرئيسى الذى يواجه المنطقة العربية الآن هو التطرف والإرهاب ، ومحاولات تدمير الدولة والقضاء على المؤسسات الوطنية لإعادة تقسيم المنطقة ونشر الفوضى الخلاقة، بهدف تفتيت دول المنطقة لتسهيل السيطرة الخارجية عليها، وقد تنبهت مصر مبكرا لهذا المخطط، وأكدت دائما دعمها للأمن القومى العربى فى مواجهة هذه التحديات سواء من خلال مبادرة تشكيل قوة عربية مشتركة للتعامل مع المخاطر التى تواجه المنطقة وتزداد فى الوقت الراهن بسبب الجماعات الإرهابية التى باتت تشكل مصدر تهديد لجميع دول المنطقة. فضلا عما تبذله مصر من جهود لحل الأزمة السورية سلميا عبر التوصل الى تسوية سياسية تحافظ على الدولة السورية ووحدة أراضيها، وتترك للشعب السورى الشقيق حق تقرير مصيره وفرض إرادته السياسية، وكذلك دعم الجهود الدولية فى ليبيا للقضاء على الإرهاب ورفض محاولات تقسيم البلاد والمساعدة فى وجود مؤسسات شرعية وجيش وطنى لفرض السيطرة على جميع الأراضى الليبية، والتخلص من الميليشيات والمجموعات المسلحة والمتطرفة. لقد أكدت مصر أكثر من مرة أن الإرهاب.. الذى يمثل التحدى الرئيسى للأمة العربية الآن لن يكون فقط بالمواجهة الأمنية ولكن لابد من معالجة مسبباته الأساسية، وعلى رأسها مكافحة الفقر ودعم التنمية الاقتصادية، وتصحيح الخطاب الدينى لمواجهة الأفكار المتطرفة، وقد أثبتت الأحداث صوابية الموقف المصرى. لمزيد من مقالات رأى الاهرام