مازالت المرأة العربية تذهل العالم رغم كل الظروف الصعبة والمعوقات التي تقابلها بل والاضطهاد أحيانا.. حيث شهدت الجامعة الأمريكية بالعاصمة اللبنانية بيروت الأسبوع الماضي حفل توزيع جوائز برنامج لوريال يونسكو من أجل المرأة في العلم عن منطقة المشرق العربي ومصر والتي حصتها خمس باحثات من مصر ولبنان وفلسطين, الأردن والعراق بعد سنوات من العمل الشاق والأبحاث والتجارب ونشر أبحاثهن في العديد من المجلات العلمية المتخصصة. ............................................................................................................ .دكتورة نشوي البنداري أستاذ مساعد ورئيس قسم نظم معلومات الأعمال بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري, شابة مصرية تهوي العلم منذ نعومة أظافرها ورغم ما قابلته حسب قولها من تفضيل للذكور علي الإناث في هذا المجال مما أثناها عن الالتحاق بكلية الهندسة إلا أنها أصرت علي أن يكون تخصصها علميا فالتحقت بالأكاديمية التابعة لجامعة الدول العربية ولم تكتف بالتفوق الدراسي والوصول لأعلي الدرجات العلمية والالتحاق بهيئة التدريس باعتبارها رسالة مهمة, إلا أنها أصرت أيضا علي أن تكمل مسيرتها في مجال البحث لأنه السبيل الأفضل لخدمة المجتمع, فنجحت في نشر أبحاثها في أكثر من65 مجلة علمية رائدة ومؤتمرا دوليا, حول كيفية توفير الحلول التكنولوجية للمشكلات البيئية. اتجهت البنداري خلال السنوات الأخيرة الي عمل جهاز يراقب النباتات من جميع النواحي, بغرض تقليل أي فرص للهدر من المحاصيل بالإضافة الي الحصول علي أفضل الثمار, وعن سر اتجاهها للزراعة تحديدا رغم تخصصها في نظم المعلومات توضح: حبي الكبير كان للعلم طوال عمري إلا أنني مهتمة بشكل شخصي بالزراعة والنباتات, لكن البداية كانت أثناء تواجدي في جمهورية التشيك حيث لاحظت وجود أجهزة صغيرة وسط نباتات الزينة تعطي إضاءة بسيطة وحين سألت عنها علمت أنها أجهزة استشعار لاسلكية لمراقبة النباتات واحتياجها للري, تساءلت في تلك اللحظة: لماذا لا نطبق هذا النظام علي مستوي أوسع وخاصة أن مصر بلد زراعية وتحتاج الي مراقبة أكبر سواء للمحاصيل التي تصدر أو حتي للإنتاج المحلي لأنها ستؤدي إلي رفع دخل المزارع أو صاحب الأرض؟, فاستعنت ببعض الزملاء من معمل النظم الخبيرة بوزارة الزراعة وبدأنا نقوم ببعض التجارب علي الصوب وكذلك المجري الموجودة بالوزارة, وهنا اكتشفت أهمية وجود جهاز يراقب المحاصيل من حيث النضح والحاجة للري والرطوبة والتعرض للآفات والأمراض وغيرها من الظواهر المناخية, لأن الاستعانة بالأفراد في هذا الشأن لا تأتي دائما بأفضل النتائج أما هذا الجهاز الذي نعمل عليه الآن ينقسم إلي عدة أجزاء ويلحق بالصوبة وجزء منه كاميرا وعدة أجهزة استشعار خاصة بالري أو الحصاد وغيرها وترسل لصاحب الأرض برسائل لتنبه عن احتياج النبات للري أو العلاج أو حتي تنبه لاقتراب موعد الحصاد في حالة حدوث أي تغير مناخي. تضيف البنداري: لقد أنجزت بالفعل في البحث الجزء الخاص بالكاميرات وحصلت عنه علي المركز الثاني بجائزة الألكسو التابعة لمؤسسة اليونسكو للإبداع والابتكار التقني لشباب الباحثين في العالم العربي لعام2014, وهناك سمعت عن برنامج لوريال يونسكو من أجل المرأة في العلم, والذي يقدم الدعم المادي للباحثات لاستكمال أبحاثهن, وهو الأمر الذي نحتاج إليه في مجتمعنا في ظل ضعف الدعم للبحث العلمي بكل صوره وتحديدا السيدات.
عن الجائزة منذ17 عاما أطلقت مؤسسة لوريال بالتعاون مع اليونسكو برنامج من أجل المرأة في العلم إيمانا منها بحاجة العالم إلي العلم, وإيمانا منها بضرورة تشجيع الشابات للدخول في مجال العلوم وتقديم الدعم لهن خلال مسيرتهن المهنية وخاصة أن المرأة في جميع أنحاء العالم لا تجد تشجيعا حقيقيا إن لم تكن تواجه رفضا لدخول هذا المجال رغم تميزها وإبداعها وتفانيها فيه. .......................................................................... علي مدي هذه السنوات تم تكريم أكثر من2200 باحثة من100 بلد اعترافا بإنجازاتهن القيمة وبحوثهن المبتكرة. وضع برنامج من أجل المرأة في العلم للزمالة العربية جائزة لخمس متسابقات سنويا قدرها10 آلاف يورو لمساعدتهن علي استكمال أبحاثهن في المجالات التي اخترنها. دكتور معين حمزة رئيس لجنة التحكيم والأمين العام للمجلس الوطني للبحوث العلمية بلبنان يوضح أن البحث العلمي في المجتمعات الشرقية ضحل جدا ودعمه يكاد يكون معدوما لذا تعد هذه الجائزة فرصة مهمة جدا لدعم البحث العلمي والنساء علي حد سواء.. أما اختيار لجنة التحكيم نفسها فقد كان هذا العام مختلفا عما قبله حيث حرصنا علي أن يكون جميع أعضاء لجنة التحكيم من السيدات اللاتي سبق وفزن بالجائزة, مما سهل التعامل داخل اللجنة بالإضافة إلي اختيار لجنة التحكيم من تخصصات متكاملة لأن الجائزة تحدد محورين علميين, الأول علوم الحياة والثاني هو الفيزياء فسعينا أن يكون كل نصف من لجنة التحكيم من احدي التخصصين. دكتورة نجوي عبد المجيد: أستاذ الوراثة البشرية وبحوث الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بالمركز القومي للبحوث وعضو لجنة التحكيم وأول عربية حصلت علي جائزة لوريال يونسكو من أجل المرأة في العلم عام2002, تشير إلي أن اختيار الفائزات بالجائزة يكون في غاية الصعوبة لأن معظم الباحثات يقدمن أعمالا قيمة لكن نعتمد قدر الإمكان علي تطابق الشروط عليهن بداية من السن وأهمية البحث والأهم أن يكون تطبيقه مفيد للمجتمع وخاصة البيئة التي سيطبق فيها, كذلك عدد النشر العلمي والتاريخ العلمي للمتقدمة.