أنهت جماعة الإخوان المسلمين بالإسكندرية مساء أمس فعاليات مليونية حماية الثورة, وأكد المهندس مدحت الحداد رئيس المكتب الإداري وعضو مجلس شوري الجماعة رفض جميع دعوات الاعتصام. وكانت حشود المسيرات التي ضمت الآلاف من القوي السياسية المختلفة قد وصلت إلي قيادة المنطقة الشمالية العسكرية حيث تم نصب منصة تحدث فيها ممثل عن ائتلاف شباب الثورة الذي أكد رفض حكم العسكر أو أي محاولات لمد المرحلة الانتقالية ستنذر بثورة جديدة وتجمع عدد من نواب الحرية والعدالة للمشاركة في المليونية وهم د. حسن البرنس وكيل لجنة الصحة وجابر أبوالفتوح ومصطفي محمد وأحمد جاد ووليد الكحكي عضو مجلس الشوري وكشف مسئولون بحزب الكرامة من قيام جماعة الإخوان المسلمين بإصدار بيان يحمل اسم الحزب دون سابق علم أو معرفة أو تنسيق مع حزب الكرامة. وأكد د. حسن البرنس وكيل لجنة الصحة ان الرسالة قد وصلت من الميدان إلي المجلس العسكري أن أي محاولات لتأجيل تسليم السلطة هو أمر مرفوض تماما وان أي تأمر علي البرلمان أو الاتجاه إلي حله يغرض مد المرحلة الانتقالية يعتبر تأمرا علي الثورة المصرية, وأن البرلمان عبارة عن جهود وارادة الشعب المصري لانتخاب برلمان يعبر عن ارادته بشفافية. فيما أكد صبحي صالح وكيل اللجنة التشريعية ان حزب الحرية والعدالة علي استعداد لقبول اي اقتراحات من أجل الجمعية التأسيسية شريطة ان لا تحمل مساومة أو ابتزاز, وأن اللجوء إلي الميدان في تلك المرحلة لتأكيد يقظة الشعب المصري خلال الفترة المقبلة لانها مرحلة فارقة لتسليم السلطة. وفي خطبة جمعة مليونية تقرير المصير بالإسكندرية, استعرض الشيخ أحمد المحلاوي إمام وخطيب مسجد القائد إبراهيم الغزوات والحروب التي وقعت بين المسلمين والمشركين, وأخيرا انتصار المسلمين لتوحيد هدفهم وصفوفهم, موضحا أننا نعيش حاليا في حيرة وضبابية ونوجه اللوم لانفسنا دون غيرنا, حيث إن المسئولين مقصرون والشعب لاه, موضحا أن مظاهرات اليوم هي اثبات وجود فقط حتي يفكر الذين يريدون أن يهدموا البلاد أكثر من مرة أن الشعب قد استيقظ ولا يسمح بحل مجلسي الشعب والشوري اللذين بناهما بعرقه ودمه ومجهوداته منذ قيام ثورة25 يناير, وأيضا المظاهرات رسالة للذين يتناسون دماء الشهداء الغالية ليعلموا أن دماءهم ليست رخيصة ولابد من القصاص, متهما نظام الفلول الذين ظهروا بعد دفعهم لترشيح سليمان وشفيق الذي اتضح أنها مسرحية هزلية, وجاء الوقت لاعادة روح25 يناير خاصة أن هناك من يخطط بألا تنفض الثورات والمظاهرات بل تعود لتعطل المصالح, وطالب الشيخ المحلاوي ألا تكون هناك اشتباكات أو مصادمات والحرص الشديد من المندسين الذين يريدون تعكير صفو المظاهرات السلمية وتكون الالفاظ والهتافات مهذبة من منطلق أننا مسلمون وأقباط يد واحدة وهدف واحد والا ننساق وراء الهادمين والمخربين, وطالبهم بأن تكون المظاهرات صورة مشرفة لكل المصريين, حيث إن جميع دول العالم تترقب كيف نصنع مستقبل بلدنا, ولذلك لابد أن نكون قدوة وأسوة لهذه الدول وتوقع بحدوث انفراجة في المرحلة المقبلة والانتهاء من الدستور وانتخاب رئيس جمهورية صالح يقود البلاد بمعاونة الثوار وعقب انتهاء الشيخ المحلاوي من خط=بة الجمعة في ساحة القائد إبراهيم انطلقت مسيرات حاشدة من القوي السياسية الليبرالية والإسلامية وحركة الألتراس ضمت عشرات الآلاف اخترقت شارع بورسعيد في اتجاه المنطقة الشمالية العسكرية للتعبير عن مطالب مليونية إنقاذ الثورة وحمايتها ورفعت اعلام مصر في أيدي المتظاهرين الذين أجمعوا أن تلك المرحلة تحتاج الوحدة واليقظة من جميع القوي السياسية وردا المتظاهرون هتاف لا لحكم العسكر في تأكيد علي ضرورة إنهاء المرحلة الانتقالية, والانتقال إلي الشرعية الدستورية بأنتخاب رئيس الجمهورية طبقا لخريطة نقل السلطة التي ستنتهي في30 يونيو المقبل, وكذلك لا لفلول النظام السابق مع رفض ترشيحهم في الانتخابات الرئاسية ورفع المتظاهرون لافتات تحمل صور اللواء عمر سليمان والفريق أحمد شفيق وعمرو موسي تحت عنوان رفض ترشح الفلول, بينما أكدت القوي الليبرالية التي شاركت في مليونية حماية الثورة والتي ضمت ما يزيد عن59 حركة وحزبا سياسيا من بينهم حزب المصريين الأحرار والحزب الاشتراكي وحزب الوفد وحركة الإسلاميين الثوريين وحركة6 أبريل, ودعوة أهل السنة علي الغاء المادة28 من قانون الانتخابات الرئاسية وقابلية الطعن علي أحكام وقرارات اللجنة القضائية, وتعديل المادة60 من الاعلان الدستوري, وتطهير مؤسسات الدولة من الفلول خاصة في الإعلام وضرورة تطهير وزارة الداخلية وإعادة هيكلتها وتنفيذ حكم محكمة القضاء الإداري بحل الجمعية التأسيسية للدستور وتفعيل قانون العزل السياسي ووضع خطة لا سترداد الأموال المنهوبة في الخارج وتفعيل الحد الأدني والأقصي للأجور بينما احتشد ألف من الالتراس في مسيرة انضمت لمسيرات الإخوان والقوي السياسية لتأكيد مطلب حق الشهداء في مجزرة بورسعيد والقصاص لهم من أمام المجمع النظري بالشاطبي, وأكد صباحي صالح القيادي الإخواني ضرورة اليقظة خلال الشهرين المقبلين لما يحمله من توقيت الانتقال من الشرعية الثورية إلي الشرعية الدستورية وانتخاب رئيس الجمهورية رافضا أي محاولات لتأجيل أو مد المرحلة الانتقالية. بينما أكد المهندس مدحت الحداد رئيس المكتب الإداري للجماعة ان التظاهرة والمليونية ستحدد أمام المنطقة الشمالية العسكرية بمشاركة عدد من نواب البرلمان في جمعة حماية الثورة والتأكيد علي أهدافها, مؤكدا أن الجمعية تعبر عن فرصة لوحدة صف جميع القوي السياسية حول مطالب الثورة, مؤكدا انه لم يتخذ قرارا بالاعتصام حتي ظهر أمس. كما انطلق صباح أمس عدد من الأتوبيسات متوجهة إلي القاهرة من جماعة الإخوان وعدد من القوي الإسلامية لحشد ودعم تظاهرات التحرير, وأظهر مشهد الإسكندرية وحدة القوي السياسية علي اختلاف توجهاتها علي أهداف ومطالب الثورة. وقبل بدء فعاليات مليونية جمعة تقرير المصير شهد الشارع السياسي السكندري طوال أمس أحداثا ساخنة وانطلقت بيانات ائتلافات الثورة وحزب الكرامة الذي فوجئ ببيان منسوب اليه اتضح انه صادر من جماعة الإخوان المسلمين التي حاولت تبرير الاتهامات الموجهة اليها من جميع القوي السياسية والمدنية بالإسكندرية, مؤكدة انها ادعاءات ومؤامرة من الفلول وبعض التيارات الأخري وهو ما اعتبرته القوي السياسية والثورية استمرارا لنهج الإخوان في فوضي الرأي والاستحواذ علي جميع الأمور واستعراض القوة وقد بدا واضحا منذ الصباح ان انقساما حادا بين جماعة الإخوان والقوي السياسية وأصبح قائما بالفعل, حيث أكد المهندس عصام عبدالمنعم رئيس اتحاد القوي السياسية وأمين حزب الكرامة رفضه بشدة ممارسات جماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة, ويري أنهم يريدون تطويع الأوضاع والظروف لصالحهم والادعاء بأنهم منقذو الثورة والمدافعون عنها وهي ما يرفضه الاتحاد المكون من18 حزبا وائتلافا وحركة ثورية, وفي إطار أجواء التوتر قبل بدء المليونية السكندرية, أكد الدكتور بسام الزرقا عضو الهيئة العليا لحزب النور السلفي أنه برغم مشاركتهم في المليونية ولكن هناك حذر شديد وغير مسئولين عن ترتيب المظاهرات وتأمينها, وقد حرص عدد من الائتلافات الثورية علي إصدار بيانات أكدوا فيها تمسكهم بثورتهم ورفضهم محاولة السطو عليها