المصريون مازالوا في رحلة البحث عن رئيس لم يظهر بعد؟!, وتبدو المسألة غريبة لأن السباق قد أغلق علي من تقدم بالفعل, ولكن الذين يتساقطون أكثر ممن بقوا مما يربك الناخب, فضلا عن أن الأغلبية الصامتة تحاول أن تلملم أفكارها بعدما روعها حجم الفساد, ويصدمها الآن حجم النفاق السياسي والكذب لأناس كانت تعدهم من الأخيار ففوجئت بأن وراء الأقنعة بشرا لديهم نهم هائل للسلطة بأي ثمن! وأغلب الظن أن دراما المفاجآت قد بدأت لتوها, وأن المصريين علي موعد مع مفاجآت أخري لأهل السلطة الجدد!. .. ولكن السؤال الآن: هل يكفي الرئيس ليحل مشاكل مصر المعقدة؟!, الأرجح لا بالقطع. فقد تغيرت مصر, ولم تعد سلطات الرئيس ناهيك عن شرعيته كافية, كما أن أدوات الحكم ذاتها قد ترهلت وأصبحت خارج الزمن!. باختصار نحن أمام سلطة بمواصفات قديمة فقدت صلتها بالواقع, ولم تعد قادرة علي توفير ما اعتاد المواطنون علي تلقيه منها, وأغلب الظن أن الحكومات لن يمكنها أن تفرض السلطة الخانقة سواء البوليسية أو الدينية, بل يمكن القول إن المصريين تعودوا عبر تاريخهم التمرد المرن علي السلطة, وأن يسمعوها ما ترغب في سماعه, ثم الانصراف إلي عالمهم الخاص!. وفي اللحظات النادرة التي تشارك فيها الطرفان معا حلما للبلاد فإنهما صنعا انجازات عظيمة, ويبدو أن الغالبية الصامتة في مصر لن تصمت طويلا, ولن تمنح أحدا شيكات علي بياض, بل ستحاسب بقسوة, وبقدر هائل من عدم الصبر!. ويبقي أن علي النخب الجديدة الساعية إلي السلطة في مصر, أن يتلمسوا خطواتهم, وأن يدركوا أنه سيتم حسابهم بصورة أقسي من مبارك. لماذا؟ لأن الشعوب الجريحة في كبريائها لا تغفر لمن يحاول استغفالها للمرة الثانية, ومن ثم فان شباب السلفيين والإخوان المسلمين أول من حاسب قادتهم, كما أن صمت الجموع العريضة من المواطنين الآن لا يدعو للراحة بل للقلق, فهذا الصمت ليس حالة رضا بل أقرب إلي الرفض, أيها الساسة الجدد والقدامي يبدو أنه عليكم تحسين العرض وإلا فان ما ينتظركم لا يدعو إلي البهجة كثيرا؟! المزيد من أعمدة محمد صابرين