كشفت مصادر الخارجية الروسية عن مشاورات روسية أمريكية سعودية سوف تجرى فى القريب العاجل فى العاصمة النمساوية فيينا لبحث الأزمة السورية. وأشارت وكالة «سبوتنيك» نقلا عن مصادر دبلوماسية فى وزارة الخارجية الروسية أن «وزراء خارجية روسيا سيرجى لافروف، والولايات المتحدة جون كيري، والمملكة العربية السعودية عادل الجبير، قد يعقدون لقاء ثلاثيا حول سوريا فى فيينا فى الأيام القريبة القادمة». وذكرت الوكالة الروسية أن كيرى كشف خلال مؤتمر صحفى عقده فى مدريد عن أنه «ينوى بحث الموضوع السورى مع كبار المسئولين الروس والسعوديين والأتراك والأردنيين خلال الأسبوع الحالي». وتعليقا على هذه التصريحات، قال ديمترى بيسكوف الناطق الرسمى باسم الكرملين «أن الحديث لا يدور عن احتمال بحث المسألة السورية مع وزير الخارجية الأمريكي، فى موسكو على أعلى المستويات»، مضيفا أن «الخارجية الروسية هى التى تدرس الفكرة المطروحة من قبل جون كيري». وأشارت وزارة الخارجية الروسية فى بيانها الصادر بهذا الشأن إلى أن اللقاء بين بين بوجدانوف ويالتشين تطرق إلى تبادل مفصل للآراء حول الأوضاع العسكرية والسياسية فى سوريا وخارجها، مع التشديد على ضرورة تكثيف جهود البحث عن حلول سياسية لتسوية الأزمة السورية على أساس بيان جنيف الصادر يوم 30 يونيو عام 2012. وأضاف البيان "ان موسكو وأنقرة أكدتا عزمهما المشترك على مواصلة الحوار الروسي-التركى المكثف حول القضايا الملحة على جدول الأعمال الشرق أوسطي". وقال كيري، خلال مؤتمر صحفى فى مدريد، إن واشنطن تعتبر نفسها أنها تتحمل مسئولية محاولة وتجنب التدمير الكامل والشامل. وأضاف أنه"سأعود خلال أيام قليلة وسأجتمع بقادة من روسياوتركيا والسعودية والأردن لبحث خيارات حقيقية وملموسة ربما تطلق شرارة عملية سياسية، وقد تحقق انتقالا سياسيا فى سوريا". وأعرب الوزير الأمريكى عن مخاوفه من إمكانية التدمير الكامل فى المنطقة بسبب الحرب السورية، والزيادة المحتملة فى أعداد المهاجرين. وأضاف أن "لدينا التزام أخلاقى بمحاولة منع هذه الكارثة"، معربا من خشيته من نتائج استمرار القصف الروسى لسوريا من أجل دعم الرئيس بشار الأسد. وأوضح كيرى أن "إذا كانت موسكو ترغب فى إيجاد حل سياسى بالإضافة إلى محاربة تنظيم داعش الإرهابي، فهناك إمكانية للعثور على طريق آخر"، مستخدما النطق العربى لكلمة داعش. من جهة أخرى، أكد أحمد داود أوغلو رئيس الوزراء التركى أن الطائرة بدون طيار التى أسقطتها تركيا يوم الجمعة الماضى روسية الصنع، لكنه أشار إلى أنها ربما كانت تابعة للجيش السورى أو لأكراد سوريا أو غيرهم. وقال داود أوغلو إن إسقاط الطائرة لها تأثير رادع، معربا عن أمله فى أن تظهر روسيا بعض الحرص فى أعقاب انتهاك طائراتها للمجال الجوى التركي. وعلى الصعيد الميداني، قال زيتون الزعبى المدير التنفيذى لاتحاد المنظمات الطبية الإغاثية السورية، فى تصريح لراديو هيئة الإذاعة البريطانية "بى بى سي"، إن حوالى 70 ألف شخص على الأقل فروا من ديارهم جنوب مدينة حلب خلال الأيام الثلاثة الماضية. وأشار الزعبى إلى أن القرى التى زارها فى المنطقة كانت خاوية على عروشها، موضحا أن النازحين يفتقرون إلى الكثير من المستلزمات الأساسية.