(1) فور نشر مقالنا الأربعاء الماضى على هذه الصفحة تحت عنوان «هل ينجح زعزوع فى حل مشكلة الطيران لإنقاذ الشتاء؟» تلقينا اتصالات عديدة كلها تؤكد ما ذهبنا إليه بأن حجوزات موسم الشتاء متراجعة بالفعل وأن هناك مشكلة فى عدم وجود طاقة ناقلة «طيران شارتر» لكن الأهم بالطبع هو تراجع الطلب بشدة عن مصر, وكان الاتصال الأهم من هشام زعزوع وزير السياحة الذى أثنى على ما كتبناه ،مؤكدا أنه بالفعل هناك مشكلة فى تخفيض رحلات الطيران الشارتر «العارض» من جانب منظمى الرحلات الكبار وشركات الطيران لسببين: الأول هو تراجع الطلب والثانى هو ما قررته وزارة السياحة فى الشهور السابقة من إلغاء برنامج تحفيز الشارتر لبعض المقاصد السياحية فى مصر وبالتالى تحولت جداول تشغيل الطائرات إلى مقاصد أخري. لكن زعزوع أكد لنا أنه يدرس المشكلة بالفعل طوال الأسبوع الماضى مع القطاع السياحى ومنظمى الرحلات الأجانب وانتهى إلى ضرورة استمرار برنامج تحفيز الطيران الشارتر إلى مصر فى الغردقةوشرم الشيخ ومرسى علم والأقصر وأسوان وذلك فى ضوء المنافسة الدولية الشرسة على جذب حركة السياحة الدولية بين دول المنطقة. وأضاف أن هذا القرار جاء بعد اجتماع مطول مع محافظى جنوبسيناء اللواء خالد فودة والبحر الأحمر اللواء أحمد عبدالله وبعد اتصالات واجتماعات أخرى مكثفة مع القطاع والشركاء الأجانب وأنه سيتم عرض هذا القرار على مجلس إدارة صندوق السياحة لأخذ الموافقة النهائية للبدء فورا فى التنفيذ. على جانب آخر: وفى إطار تواصل ردود الفعل حول مقال الأسبوع الماضى قالت لنا السيدة نورا على الخبيرة السياحية وصاحبة احدى أكبر شركات السياحة المصرية والوكيلة لاحدى الشركات الألمانية الكبرى انها ترى ان قرار وزير السياحة باستمرار برنامج تحفيز الشارتر يأتى من الاتجاه الصحيح لأن صاحب الطائرة الأجنبى يهمه جدا تشغيل طائرته ليس إلى مصر فقط ولكن إلى أى مقصد يتحمل معه المخاطرة وتكاليف التشغيل ومن يدفع ستتوجه إليه الطائرة بالسياح وهذه هى القضية ببساطة شديدة جدا. أما الصديق العزيز والخبير السياحى هشام تمام، فقد هاتفنى من ألمانيا قائلا ان علينا أن نفكر خارج الصندوق ونوجه رسائلنا إلى متخذ القرار وهو السائح مباشرة، بمعنى أن علينا العمل على زيادة الطلب إلى مصر فهذا هو الذى يدفع شركات الطيران للعمل مع مصر لأنه إذا لم يكن هناك طلب فان صاحب الطائرة لن يخسر من أجل مصر وسيحول الطائرة إلى مقصد آخر عليه طلب. (2) ننتقل إلى قضية أخرى وهى العمل على زيادة الطلب السياحى على مصر وهى القضية التى تسبق مشكلة الطيران الشارتر، كما هو واضح من السطور السابقة ونقول ان هشام زعزوع وزير السياحة يواصل طوال الأسبوعين ،الماضيين اجتماعاته المكثفة »ربما مرتين أو ثلاثة فى الأسبوع« مع خبراء الشركة التى فازت بحملة مصر السياحية الدولية التى سيتم اطلاقها فى بورصة لندن فى بداية الشهر المقبل والتى قدمت فكرا جديدا. وقد شاهدنا نحن نماذج منه بالفعل لتنشيط السياحة إلى مصر ويعتمد بشكل كبير على وسائل التواصل الاجتماعى. وقال لنا هانى شكرى الخبير فى تنظيم الحملات والأحداث الدولية ان الشركة التى فازت بحملة السياحة المصرية هى التى نجحت فى تنظيم المؤتمر الاقتصادى فى شرم الشيخ وحفل قناة السويس وانها بعد دراسات وجدت أن العائد من حملات السياحة على وسائل التواصل الاجتماعى سيكون أكبر من الاعتماد فقط على وسائل الإعلام التقليدية خاصة التليفزيونات الدولية.. كما أن التكلفة المادية على الإنترنت ووسائل التواصل أرخص كثيرا وبنسبة تصل إلى 50% ومن هنا كانت تكلفة حملة مصر أقل 50% مما كان مقدرا مع العلم بأن العائد طبقا للدراسات سيكون أكبر ولصالح السياحة المصرية خاصة أن الشركة ضمن مجموعة شركات تعمل بشكل جماعى فى 3 آلاف مكتب فى 111 دولة ومن بينها فى الشرق الأوسط ومصر بالطبع نحو 27 مكتبا فى 24 دولة وحجم أعمال هذه المجموعة نحو 72 مليار دولار سنويا وهو ما ستستفيد منه مصر بالتأكيد فى مجال السياحة، لأننا سنركز فى حملة مصر على وسائل التواصل وتجارب السفر الناجحة إلى مصر ونقدمها للعالم لأن السائح الآن يريد أن يتعرف على التجارب بنفسه وهذه أحدث أسالب التسويق وليس على مجرد إعلانات فى التليفزيون والصحف. الجميل والذى أدعو الشركة ووزير السياحة للتعرف عليه ونحن نعد للحملة أن بورصة برلين العالمية الشهيرة الأولى فى العالم أعلنت من خلال الأكاديمية التابعة لها عن تنظيم دورة مبتكرة حول كيفية تحقيق أفضل استفادة ممكنة من وسائل التواصل الاجتماعى فى التسويق السياحى مؤكدة أن استخدام هذه الوسائل أصبح أمرا حاسما فى تحقيق النجاح، وقالت إدارة البورصة على لسان د.مارتن باك نائب الرئيس إن التسجيل لهذه الدورة بدأ منذ أول أكتوبر الحالي.. واعتقد أن هذا الاتجاه يؤكد ضرورة اهتمام الوزارة وشركة الحملة بالتنسيق لمتابعة أحدث ما وصل إليه العالم فى هذه الدورة والأفكار الجديدة التى سنعتمد عليها فى التسويق والحملات والتى فازت بسببها الشركة بحملة مصر. (3) هذا الأسبوع رحل عن عالمنا الدكتور ممدوح البلتاجى وزير السياحة والإعلام والشباب الأسبق .. وممدوح البلتاجى سجل اسمه بحروف من نور فى تاريخ السياحة المصرية.. فهو الوزير الأشهر الذى حقق الطفرة فى إعداد السياحة التى تسلمها بنحو 2٫2 مليون سائح عام 1993 وعندما انتقل إلى وزارة الإعلام كانت السياحة قد وصلت إلى 5٫8 مليون سائح بفضل أنجح حملات دولية باعتراف منظمة السياحة العالمية التى قالت عن ممدوح البلتاجى أنه عميد وزراء السياحة فى العالم ومن أنجح من شغل المنصب وأن أى دولة ترغب فى وضع اسمها على خريطة السياحة العالمية عليها التعرف على تجربة وحملات البلتاجى التى شهد لها العالم خاصة بعد مذبحة الأقصر وفى مواجهة جميع الأزمات. ان البلتاجى هو صاحب التعبير الشهير السياحة قاطرة التنمية .. وكذلك تعبير السياحة المصرية تمرض ولاتموت. وأشهد أن هذا الرجل كان هو المفكر الأول لحملات مصر وصاحب شعارها الشهير قبل الشركة التى تنفذها وكثيرا ما كان الأخ والصديق العزيز محفوظ على مدير مكتبه فى ذلك الوقت والذى ظلمه البعض كثيرا فى السنوات الأخيرة يطلبنى ويقول لى الوزير عايزك.. فأذهب فورا ليفاجئنى الوزير بأنه يرغب فى مناقشتى فى الحملة قبل تنفيذها فى جلسات منفردة فى مكتبه. لقد كان ممدوح البلتاجى شخصية سياسية واقتصادية وإعلامية وسياحية ومفكر ومثقف من طراز رفيع.. ورجل دولة نفتقده الآن.. رحم الله د.ممدوح البلتاجى بقدر ما أعطى للسياحة ولبلده مصر. (4) أفكار الخرادلي: وهذا الأسبوع ودعت أسرة الأهرام الزميلة العزيزة أفكار الخرادلى بعد رحلة عطاء طويلة للأهرام كمحررة ساسية ودبلوماسية متميزة وتوجت رحلة عطائها برئاسة تحرير مجلة «نصف الدنيا».. لقد كانت شخصية لها حضور متميز ولعل فى زحمة عزائها بمسجد عمر مكرم دليلا على محبة الناس لها.. يرحمها الله. لمزيد من مقالات مصطفى النجار