لحظات من الأمل والألم والخوف والفرح عاشها الجنود المصريين على الجبهة دفاعاً عن الأرض المصرية، ومع جلال الحدث – حرب أكتوبر 73- حاول صناع السينما والدراما بشقيها الإذاعية والتليفزيونية، فضلا عن الكتاب والأدباء، تجسيد بعض قيم الفداء والتضحية للجنود المصريين في حرب أكتوبر، والتي كشفت في نفس الوقت عن قوة وصلابة المقاتل المصري، واستعداده للتضحية بحياته في سبيل وطنه. وفيما يلي رصد لبعض أبرز المحطات الفنية والأدبية التي تناولت الحرب سواء من الناحية العسكرية أو الإنسانية: الأفلام السينمائية المسلسلات التليفزيونية المسلسلات الإذاعية الأعمال الأدبية لننشط ذاكرة الجيل الذى عاش لحظات الالم والانكسار ثم العبور الى النصر ورفع الرأس وهى اللحظات التى اذكرها عندما كنت صغيرا فى المرحلة الابتدائية عندما تنفسنا حلاوة الانتصار وحفظنا مشاهد ولفتات وإيماءات تلك الأفلام التى قربت الينا جو المعركة وزخم الحرب على كل الاصعدة والى ان نعد فيلما او اكثر يجسد تلك المرحلة التى أعادت صياغة الاستراتيجيات العسكرية فى العالم كله اقف عند نوع واحد الى ان نستكمل اجترار الذاكرة فى ادب وفن الحرب أولا: الأفلام السينمائية الوفاء العظيم / 1974عن قصة فيصل ندا تدور الأحداث في قالب اجتماعي فالحبيب ( ضابط الجيش) الذي يتقدم لخطبة حبيبته فيرفض والدها بسبب خلافات قديمة بين العائلتين و يجهلها الحبيبين، و يقرر الأب تزويجها لشخص آخر والذي لابد وأن يكون ضابطاً أيضا في الجيش هو الأخر والصدفة الكبرى أن الزوج يعمل في الجيش تحت قيادة حبيب زوجته الأول. وتتواصل أحداث الفيلم إلى أن يصاب الزوج في الحرب ويتعرض الحبيب الأول لبتر ساقه نتيجة لمحاولته افتداء الزوج أثناء الحرب، ويرقد الرجلان بنفس المستشفى وبالصدفة يعرف الزوج علاقة الحب القديمة التي كانت بين وزوجته وقائده فيقرر أن يتنازل عنها برضاه واقتناعه ليتزوجها الحبيب القديم، ويوافق أبوها على هذه الزيجة برغم العداء القديم بين العائلتين، تقديرا ووفاء لتضحية القائد أو الحبيب القديم من اجل الزوج في الحرب التي كانت البوتقة التي انصهرت فيها كل الخلافات من أجل الوطن. الرصاصة لا تزال في جيبي 1974عن قصة رمسيس نجيب أجمع النقاد والجماهير على أن هذا الفيلم من أحسن ما أنتج عن حرب أكتوبر فهو فيلم من الأفلام القلائل الذي بدأت أحداثه مع نكسة يونيو67وحرب الاستنزاف وانتهت أحداثه بحرب أكتوبر 73 واحتوت على مشاهد كثيرة للمعارك الحربية ذات مستوى فني وتقنى معقول ومبررا وليس مقحما على أحداث الفيلم، وتدور الأحداث حول المجند الذي عاش بنفسه لحظات النكسة ومرارتها ونجا بنفسه من طائرات الهليكوبتر التي كانت تتلذذ بحصد الجنود المصريين في سيناء67. وبعد العودة نجده حاملا رصاصة في جيبه و يقسم على أن تبقى في جيبه إلى أن يسترد تراب أرضه وعرضه، فمثلما اغتصب العدو الخارجي أرضه فقد اغتصب على الجانب الآخر العدو الداخلي ابنة خاله فاطمة في غيابه، ويعود المجند إلى قريته ليجد الأوضاع قد استقرت بعد أن اختفى المغتصب لابنة خاله ، ولكن وبرغم أن الحرب الكبرى في الميدان قد انتهت إلا انه لا تزال الرصاصة في جيبه استعدادا للدفاع عن أرضه. بدور 1974عن قصة نادر جلال. البطل يعمل بمصلحة المجاري والبطلة لصة محترفه يتقابل الاثنين بينما كانت تحاول البطلة الاختفاء من المطاردة عقب سرقتها احد الأشخاص. و يضطر البطل إلى إيواء البطلة في منزله على مضض بعد أن أوهم الجميع أنها شقيقته.ويقع كل منهما في حب الأخر، وبعد استعراض لحياة البطل و أهل حارته وفي اللحظة التي تحقق للبطل حلم من أحلامه و هو الحصول أخيرا على علاوة على أجره و لم تدم سعادته طويلا فيتم استدعاؤه للجيش. وللصدفة العجيبة فإن البطل يحارب في نفس الفصيلة مع أحد اللصوص من الذين كان قد تصدى لهم مع أهل حارته قبل الحرب، وتنتهي الحرب. ويعود الجميع من الجبهة إلا البطل. ونشاهد القصة التي يرويها ذلك اللص التائب الذي قابله في الحرب و الذي يؤكد لهم فيها بأن البطل قد أستشهد وهو يطلق قذيفة على إحدى الدبابات. وتنهار البطلة و يحزن الجميع و لكن فجاه البطل يعود كما وعدها عند الفجر. لمزيد من مقالات ياسر عبيدو