كلما تحل مناسبة الاحتفال بذكري انتصار أكتوبر العظيم نتساءل عن إمكانية تقديم عمل فني يجسد حكايات وأسرار الحرب التي أعادت العزة والكرامة للمصريين بل وللعرب أيضاً، وغيرت نظرة العالم لنا، فلا يستطيع أحد سواء من صناع الدراما أو النقاد أو الجمهور العادي أن ينكر أن الأعمال الفنية لم تعط انتصار أكتوبر حقه، فكلها كانت اجتهادات عابرة مع كل الاحترام لأصحابها. والحل الحقيقي والوحيد في رأيي هو أن تتصدي الدولة بكيانات رسمية لإنتاج عمل درامي يليق بالنصر العظيم ويتم فيه أولا اختيار كاتب وطني مخلص متأثر بنتائج هذا الانتصار ويعيه جيدا، ثم الإشراف والمتابعة للسيناريو المكتوب من جانب متخصصين وخبراء، وتلي تلك الخطوة اختيار مخرج وممثلين لهم نفس المواصفات والبعد الوطني، والأهم توفير التمويل الذي يليق بهذه النوعية من الأعمال والمعدات الخاصة. أعتقد أن خروج عمل مميز عن حرب أكتوبر المجيدة يستلزم تكاتف عدة جهات ليست فنية أو درامية فقط، فإذا توافرت تلك العناصر بجدية فقد يكون ذلك سببا في أن يخرج عمل فني ناجح عن نصر أكتوبر العظيم. H ليس غريبا علي الفنان الراقي هاني شاكر أن يتصدي للابتذال والعري الذي تظهر به بعض أغنيات الفيديو كليب المعروضة علي الشاشة، وهو ما توقعته منه فور توليه نقابة الموسيقيين، ولا أتصور أسبابا واضحة للانتقادات التي تعرض لها جراء قراره بوقف مثل هذه الأعمال الخارجة التي لا تسمي فنا ولا يجب أن تصنف بين الأعمال الغنائية من الأساس، وقد علمت أن هاني شاكر قد خاطب الفضائيات باسم نقابة الموسيقيين مؤكدا لي أنه يعلم أن النقابة لا سلطة لها علي الفضائيات ولكنه يخاطب الضمير المهني لدي الجميع ليظل الفن المصري محافظا علي قيمه ومكانته. وهنا أطالب القنوات الفضائية أن تسير علي نفس النهج وتقف مع حملة هاني في تنظيف الشاشات مما يسئ للفن وللقنوات التي تعرضه نفسها وأن تختار الجيد وتنبذ الردىء. H المؤلفة والسيناريست مريم نعوم نموذج مبشر للكاتبة المصرية التي تعي توليفة النجاح والمسئولية الاجتماعية في نفس التوقيت، وقد كنا منذ سنوات نعاني افتقاد مؤلفين كبار علي رأسهم أسامة أنور عكاشة وغيره، وأري أن نموذجا مثل مريم نعوم يعوضنا كثيرا حاليا. [email protected] لمزيد من مقالات فاطمة شعراوى