علي الرغم من ريادة مصر الإعلامية في المجمل وخبرتها في الإعلام بالعالم العربي ، إلا أن الإهتمام بالفيلم الوثائقي والروائي القصير والمستقل وإنتاجه وعرضه علي الشاشات لازال يواجه قصوراً. فلم يشفع للأفلام الوثائقية في مصر كيان بمثابة ماسبيرو باءت محاولاته لإنشاء قناة وثائقية بالفشل حتي اليوم بعد أن وعدت به القنوات المتخصصة، أما كم القنوات الخاصة التي نتباهي بكثرتها فأهملت هي الأخري هذه النوعية من الأفلام، وإن كان بعضها يعرض الإفلام الوثائقية علي إستحياء علي فترات متقطعة، علماً بأن صُناعها من الشباب الموهوب الذي أثبت نفسه في العديد من المحافل والمهرجانات الفنية الدولية في السنوات العشر الأخيرة وحازوا علي العديد من الجوائز ، حتي أن بعض قنوات الافلام الخليجية أصبحت تعرض بعضا من تلك الأفلام الروائية القصيرة والمستقلة كأفلام "عشم" و"لي لي"و"ميكرفون" وغيرها. التليفزيون المصري لم يخرج الأفلام القصيرة والوثائقية من حساباته تماماً، فهناك إنتاج موجود ، حتي وإن كان محدوداً في عدد الأفلام التي ينتجها وضعف إمكانياتها إلا أنها أفلاماً متميزه ، وتحمل العديد من الأفكار بفضل الشباب المتحمس لها ، وفيلم "إسمي ميدان التحرير" الذي أنتجته قناة النيل للأخبار هو خير مثال. وفي حال إهتمام القنوات الخاصة بتلك النوعية من الأفلام نجد إنتاجاً غزيراً يتجاوز مئات الأفلام من هواة ومن طلبة كليات الإعلام ومعاهد السينما والمسرح تنتقي منها مايجعل شاشتها متميزةً في ماتعرضه للجمهور الذي سيزداد وعيه وشغفه بتلك النوعية من الأفلام الخارجة عن المألوف والمتميزة بقصصها ، وسينتج في حال الإهتمام بتلك الأفلام جيل جديد من الشباب المبدع في مجال الإخراج والكتابة والتمثيل والتصوير وكل مايتعلق بصناعة الفيلم وسترفع من روحهم المعنوية وستزيد من إبداعهم في حال الإهتمام بأفلامهم بدلاً من كونها حالياً أفلام من أجل حصد درجات مشروع التخرج فرص عرضها علي الشاشات شبه معدومة.وسط سطوة شركات الإعلان علي محتوي القنوات ولا تختار إلا مايجني لها الأموال فقط بعيداً عن الإهتمام بثقافة المجتمع أو توعيته أو توصيل مضمون محترم وبه معلومة أو فكر جديد بشكل غير مباشر كالمضامين التي تحتويها الأفلام الوثائقية والقصيرة والمستقلة. وهو ماأكده د. فوزي عبدالغني أستاذ الإعلام بجامعة فاروس بالأسكندرية والذي قال : هذه النوعية من الأفلام تعتبر أحد أهم مظاهر الثراء الثقافي في المجتمع ووسائل الإعلام أهم وسيلة لعرضها وتشجيعها وإنتاجها او علي الأقل عرضها علي شاشات الفضائيات ، فالدولة من ناحية المهرجانات التي تهتم بهذه الأفلام غير مقصرة ، ولكن فيما يتعلق بإنتاجها وعرضها وتخصيص قناة واحدة لها علي الأقل فهناك تقصير في هذا الجانب، والكثير من الدول العربية فطنت لأهمية الأفلام الوثائقية والتسجيلية وأنشأت لها قنوات خاصة، و هناك دول شاركت في قنوات عالمية كما الإمارات التي أطلقت ناشيونال جيوجرافيك أبو ظبي الناطقة باللغة العربية وتستعد لإطلاق قناة أخري بالتعاون مع قناة ديسكفري ،والغريب أن رجال الأعمال العاملين في مجال الإستثمار الإعلامي والإعلاني لم يلتفتوا للأرقام التصاعدية لنسبة مشاهدة هذه النوعية من الأفلام سواء المعروضة في قنوات عامة أو القنوات الخاصة بالمحتوي الوثائقي ، فالكثير من الأبحاث أثبتت بأن مشاهدي هذه الأفلام في إرتفاع مستمر ، وهو مايضمن لأي شخص يفكر في إنشاء قناة خاصة بالفيلم الوثائقي إعلانات لابأس بها تضمن له علي الأقل مكسبا ماديا يعينه علي القناة، إضافة إلي الإثراء الثقافي للمشاهد ، وقد بدأت في خطوة محمودة العديد من الجامعات المصرية ومنها الجامعة التي أعمل بها في تدريس مقرر جامعي عن الأفلام الوثائقية والتسجيلية وبقي أن تعرض القنوات الخاصة أو الحكومية الإنتاج السنوي للطلاب والخريجين المؤهلين والذين يحملون أفكار جديدة في هذا المجال.