وسط هواجس الماضى .. وشكوك الحاضر .. واتهامات المستقبل .. جاءت فضيحة الغاء المباراة الودية لمنتخب مصر مع « اشبال» السنغال لتلقى بظلالها على أجواء التخبط والفساد والجهل باللوائح، التى تحيط بالكرة المصرية منذ فترة طويلة .. فالسيناريو يكرر نفسه على مراحل مع اختلاف الابطال , والنهاية فى جميع الحالات واحدة. «االماضى لا يموت» .. فهناك حالة من الغيبوبة المتعمدة من سكان الجبلاية مع أول سماع لصوت المال فى اللقاءات الودية ، ويتناسى الجميع اللوائح الدولية لتسقط الساحرة المستديرة فى مستنقع جديد من الازمات الأخلاقية والادارية. ومن عجائب القدر ان الظروف مهدت لكشف ابعاد مهزلة مباراة اشبال السنغال مع كبار الفراعنة ، من خلال اعلان وسائل الاعلام هناك عن ان المنتخب الأول لأسود التيرانجا سيواجه نظيره الجزائرى يوم 13 اكتوبر الحالى , وان المصريين سيلتقون بالفريق الأوليمبي، وان اى مسئول من الجبلاية لم يكلف نفسه الاتصال باتحاد السنغال لمعرفة الحقيقة كاملة قبل السفر الى الإمارات، ولكن اكتفى باتفاق «الجنتلمان» للشركة الراعية بان المواجهة ستكون على مستوى الكبار، طالما ان الشيكات خرجت بالآلاف، بصرف النظر عن السمعة او المكانة الكروية والتاريخ. وقد تكرر المشهد من قبل فى اكثر من مناسبة ودية، ومنها ما جرى فى معسكر المنتخب فى الامارات ايضا منذ حوالى ثلاثة اعوام، حيث تعاقدت الجبلاية مع شركة راعية لها سوابق مع الكرة المصرية ، فلم تف بالالتزامات تجاه الاتحاد والمنتخب واللاعبين.. وراوغت فى كل شيء بداية من عدم تسديد القسط الأول والبالغ 75 ألف دولار. وجرى الحديث وقتها ايضا أن الاتحاد مثلما هو الحال الآن يريد أن يقيم معسكرا خارجيا بأى شكل حتى لو كان ذلك على حساب اسم وتاريخ منتخب مصر، رغم أن الشركة المنظمة نفسها هى التى نظمت معسكر النادى الأهلى المصرى الأخير، الذى كان فيه مشكلات كثيرة منها عدم دفع المقابل المادى لاحد الفنادق ، مما جعله يحجز على حقائب لاعبى الفريق حتى يتم دفع 250 ألف درهم. ولم يكن المنتخب الاوليمبى بعيدا عن كادر التلاعب فى المباريات الودية , فقد شهد معسكره فى كوستاريكا بقيادة المدير اللفنى السابق هانى رمزى استعدادا لاوليمبياد 2012، حالة من اللغط والجدل، فعلى الرغم من انه طبقا للاتفاق مع الشركة الراعية سيتم ترتيب اكثر من مباراة ودية , الا ان شيئا من ذلك لم يحدث، وتبادل رمزى وعمرو عفيفى مسئول الشركة الراعية لنشاط الاتحاد الاتهامات عقب إلغاء مباراة المنتخب الأوليمبى أمام نظيره الهندوراسى فى أولى وديات المعسكر الذى أقيم بكوستاريكا والأوروجواى . وعلى المنظور البعيد .. كان المشهد حاضرا خلال المجلس السابق للجبلاية لدرجة استدعت تدخل لجنة الشباب والرياضة للتحقيق فيما يسمى بفضيحة رومانيا , من خلال أداء المنتخب مباراتين وديتين مع احد اندية الدرجة الثانية بعد ان توهم الجميع انه يلعب مع المنتخب الأوليمبى الروماني.