اللواء محمد فؤاد حسين هو احد ضباط المخابرات الذين شاركوا فى حرب اليمن والاستنزاف و73 ولقب بقاهر الجواسيس وكان مستشارا لمكافحة الجاسوسية والإرهاب ويعد احد الضباط البارزين فى منظمة سيناء العربية، التى أخذت على عاتقها القيام بعمليات فدائية ضد الاحتلال، وتم تكليفه باكتشاف الجواسيس المندسة فى هذه المنظمة، وبمناسبة الاحتفال بالذكرى 42 لنصر أكتوبر حاورته الأهرام وكشف خلال الحوار عن بطولاته العديدة فى القبض على 48 جاسوسا يعملون ضد مصر، و مقاومة الجاسوسية وضرب أهداف العدو المتربصين بمصر دائما، وضرورة التعرف على سيناء قبل أن يقع الشعب المصرى كله فى أسر الجهل بما يملك وسرقة تاريخ أجداده، وذلك فى حوار نصه كما يلي: من هو اللواء فؤاد حسين ؟ حاصل علي بكالوريوس العلوم العسكرية في الكلية الحربية عام 1961 ودبلوم إدارة الأعمال في كلية التجارة جامعة الأزهر والعديد من الدبلومات العسكرية المتخصصة التي أهلتنى أن أصبح ضابط مخابرات محنكا، كما اشتركت في حرب اليمن ضمن القوات المصرية وعندما رجعت إلى مصر بدأت رحلتي في المخابرات المصرية عام 1966، ثم عملت في قسم مقاومة التجسس حتي عام 1986 حتي لقبت بصائد الجواسيس، كما أننى كنت عضوا بارزا في جمعية مجاهدي سيناء وجمعية محبي سيناء والتي فجرت طاقات بدو سيناء ضد الاحتلال الاسرائيلي لسنوات وحتي انتهاء حرب 1973، ثم نائبا لرئيس جهاز الاتصال بالمنظمات الدولية التى تشرف علي تنفيذ اتفاقية السلام مع إسرائيل في سيناء. ما هى قصة تسميتك بقاهر الجواسيس؟ هذا اللقب أطلقه عليّ زملائى لأنى تمكنت من القبض على 48 جاسوسا يعملون ضد مصر بجنسيات مختلفة منذ عام 67 وحتى 1973، أى فى خلال سبع سنوات فقط، وهذا رقم كبير على تلك الفترة الزمنية، لأن قضية الجاسوسية قد تأخذ عامين أو ثلاثة ليتم كشفها والقبض على أفرادها، ولكن أحمد الله كنت أمتلك حسا مخابراتيا فطريا، فأتذكر قضية قابلتها بالمصادفة فى الشارع وكنا نتوجه للقيام بواجب عزاء مع زوجتى فى سيارتى الخاصة بطريق الكورنيش، فوجدت سيارة لوحاتها هيئة سياسية وفيها ضابط روسى يبدل ملابسه الرسمية «الكاب والجاكت» ويرتدى جاكت مدنيا ويستقل سيارته فانحرفت خلفه بالطريق المعاكس، حتى صرخت زوجتى إلى أين نحن ذاهبون؟، وظللت خلفه وأنزلت زوجتى فى الطريق حتى وصلت وراءه إلى الهرم فوجدته يتقابل مع شخص آخر فى السيارة نفسها لمدة دقائق ثم نزل، فراقبت هذا الشخص وجمعت عنه المعلومات وعلمت أنه مترجم روسى واستدعيته وكشفت خيوط القضية برمتها فى يومين فقط، وكان يعمل جاسوسا ضد مصر، لذا أطلق زملائى هذا اللقب لأنى اصطدته من الشارع بقوة الملاحظة. وماذا عن طبيعة عملك.. وكيف تتعرف على الجواسيس وتلقى القبض عليهم بعد مراقبتهم ؟ كنت مسئولا عن الكشف على العناصر المنضمة للمنظمة، بمعنى التحرى عنهم حتى لا يندس بينهم جواسيس لإسرائيل، لأننى وقتها كنت ضباط مخابرات محنكا، اشتركت فى حرب اليمن ضمن القوات المصرية ثم عودت إلى مصر وبدأت رحلتى فى المخابرات المصرية عام 1966 فى قسم مقاومة التجسس حتى عام 1986 حتى لقبت بقاهر الجواسيس، وكنت عضوا بارزا فى جمعية مجاهدى سيناء وجمعية محبى سيناء، ونائب رئيس جهاز الاتصال بالمنظمات الدولية الذى يشرف على تنفيذ اتفاقية السلام مع إسرائيل فى سيناء، وعضوتى فى جمعية مجاهدى سيناء لم تأت من فراغ، بل كانت امتدادا لعملى فى منظمة سيناء العربية أول تشكيل للعمل الجماعى التطوعى الذى بدأ بعد حرب 1967 وسلاح المصريين الوحيد لمحاربة العدو الإسرائيلى فى سيناءالمحتلة، والتى فجرت طاقات بدو سيناء ضد الاحتلال الاسرائيلى لسنوات وحتى انتهاء حرب 1973. ومن هو صاحب فكرة منظمة سيناء العربية وما هى أهدافها؟ هى منظمة تكونت من أبطال من قبائل وبدو سيناء مع ضباط من المخابرات الحربية لمقاومة الاحتلال الإسرائيلى لسيناء، أنشئت بتكليف من الفريق محمد أحمد صادق مدير إدارة المخابرات الحربية بعد حرب 1967 من أهالى سيناء يشاركهم متطوعون مصريون من 12 محافظة ومعهم 13 ضابط مخابرات وكنت واحدا منهم وكان عددنا 757 فردا تقريبا، وكان الهدف من إنشائها القيام ببعض العمليات الفدائية ضد المحتل الإسرائيلي. بصفتك مستشارا للجاسوسية والإرهاب هل ترى أن حجم الجماعات الإرهابية فى سيناء مخيف كما تدعى إسرائيل أم أنها تحاول إشاعة ذلك لخرق اتفاقية السلام؟ إسرائيل أمل حياتها إلغاء اتفاقية «كامب ديفيد» حتى يتسنى لها استعادة سيناء، لأنها لا تزال تدعى أن سيناء ملك لها وتعتبرها الآن محتلة من قبل القوات المسلحة المصرية، والكثير هناك يعتبرون أن السادات احتال عليهم فأخذ الأرض وأعطاهم مجرد ورقة، وأنهم أجبروا على الخروج منها بعد توقيع الاتفاقية، وإذا تم إلغاؤها سيعتبرون ذلك إنهاء لحالة السلام والانتقال للحرب مرة أخري، فاليهود لا يزالون يعتبرون سيناء محتلة من قبل مصر وفى الوقت الذى نحتفل فيه بعيد تحرير سيناء فى 25 ابريل، تقيم إسرائيل مراسم جنائزية لفقدها سيناء لأنها تعتبرها جزءا من أرض الميعاد ، فكل ما يطلقونه الآن من شائعات حول سيناء عار تماما من الصحة، بالإضافة إلى استخدامهم الإنترنت أيضا للترويج لنفس الموضوع، ومصر تمتلك القدرة على الرد لأى عدوان ضدها، ولكنهم يفضلون استفزازنا لنبدأ نحن بإلغاء الاتفاقية، حتى يظهروا أمام دول العالم بمظهر الأبرياء وأنهم «حمل وديع» يسعى للسلام والحفاظ عليه بينما المصريون يرفضون ذلك ولا يحترمون المواثيق الدولية. وهل مازالت إسرائيل تتمسك بفكرة تدويل سيناء؟ بعد احتلال إسرائيل لسيناء ب16 شهرا فقط عقدت مؤتمرا إعلاميا كبيرا فى الحسنة وسط سيناء دعت إليه جميع وسائل الإعلام المحلية والعالمية لنقل الخبر القنبلة الذى كانت تنوى إسرائيل تفجيره أمام العالم، ألا وهو تحويل سيناء لمنطقة دولية بموافقة أهالى سيناء، وعندما وصل إلينا الخبر قبل انعقاد المؤتمر تم وضع خطة لإفشال هذا المؤتمر الذى حضره موشى ديان بنفسه بالتعاون مع مشايخ سيناء ونفذها الشيخ سالم الهرش وهو شخصية جريئة وصلب الإرادة وضخم البنية وصوته مرتفع وله حضور، حيث أعلن فى هذا المؤتمر أمام كل وسائل الإعلام أن أرض سيناء أرض مصرية، وأن رئيسهم هو الرئيس جمال عبدالناصر، وإذا كانت سيناء محتلة الآن فهى ستعود إلى مصر، وإن كانوا يرغبون فى تدويلها فعليهم بسؤال الرئيس عبدالناصر، فصفق له الحاضرون من مشايخ سيناء وفشل مؤتمر الحسنة عام 68، واعتقل موشى ديان الشيخ الهرش لمدة عام وتم إطلاق سراحه بعد تدخل المخابرات الحربية وإتمام صفقات التبادل. وفيم تتمثل الأهداف الإسرائيلية من وجهة نظرك تجاه مصر؟ أهدافها واحدة وهى جمع المعلومات العسكرية والاقتصادية وإثارة البلبلة وإشعال الحرائق المختلفة داخل مصر حتى يتسنى لهم السيطرة على مواردنا البشرية والطبيعية، والصراع بين الأجهزة الاستخباراتية لا يتوقف منذ بدء الصراع العربى الإسرائيلى الطويل الذى بدأ قبل عام 1948 ولا يزال، وإن كان الصراع المسلح فى فترات معينة ولكن الصراع الخفى غير المسلح مستمر. هل أغضبك تأخر الموافقة على إصدار مؤلفاتك الأثنى عشر التى تحدثت فيها عن سيناء والجاسوسية على مدى زمن طويل ؟ لم أغضب أو أتأثر لأن انتظارى الطويل كان أحيانا للحصول على الموافقة لنشر مؤلفاتى لأننى أعلم جيدا أهمية الحفاظ على الأمن القومي، وبالتالى طول الزمن لا يرجعنى عن هدفى فى الوصول بما أملكه من معلومات للأجيال الجديدة من الشباب مستقبل مصر، فمنذ عام 1990 وأنا أكتب عن سيناء التى لا يعرفها أحد وعن الجاسوسية لحماية البلد وأبنائها وإعلامهم المستمر بأهداف العدو المتربص لأى لحظة ضعف نمر بها، لذا أكتب الأشياء التى لا يعرفها الكثيرون، ولا أطمع فى شهرة سينمائية لكتاباتي، بل أشعر بأن لديّ أمانة يجب أن أصل بها لأصحابها. أخير بماذا تنصح الشباب المصرى حتى يتجنب الوقوع فى فخ الجاسوسية ؟ كلما نظرت فى عيون حفيدى الوحيد «علي» أرى المستقبل لذا قدمت له إهداء أحد مؤلفاتى بوصفه فجر عمرى الجديد، فاهتمامنا بأبنائنا فرض وواجب، والاهتمام ليس بتوفير الاحتياجات الأساسية وإنما بتنمية الوعى وبالتعليم الصحيح وبغرس القيم والمبادئ وبزرع الحب لكل شيء حولنا وأولها بالطبع الأرض الذى نعيش فيها، الوطن الذى نحيا فيه «مصر» لأن الشباب أمام الطموحات اللانهائية التى نماها فيهم الإعلام والفضائيات مع قلة الإمكانات وزيادة نسبة البطالة وتفكك الأسرة المصرية أصبح من السهل جدا تجنيدهم الآن، لذا عليهم اليقظة المستمرة لأى متحدث معهم، مهما يكن يتحدث باللغة العربية الفصحى أو العامية المصرية أو بلهجة شامية أو خليجية، فاليهود يتحدثونها جميعا بطلاقة لأن معظمهم من أصل عربي، ولا يصرحون بهويتهم ويسعون إلى استمالة الشباب بتوفير المكاسب المالية لهم، فيبدأون بالحديث عن تجارة ما قد تكون بسيطة جدا فى البداية وتحقق مكاسب جيدة للطرفين، حتى يتطور الأمر بأهمية تطوير التجارة وفتح مجالات جديدة ترتبط بتوفير معلومات عن البلد، عن الأسعار، عن الحالة الاقتصادية، حول الرواتب، الصحة، التعليم، تحت مسمى دراسة جدوى للمشروع التجاري.