فى ظل الأزمة التى تواجهها مصر لتوفير مياه شرب نقية للتجمعات العمرانية، لا سيما فى المناطق كثيفة السكان أو البعيدة عن مصادر المياه، اشتدت الحاجة إلى البحث عن أساليب غير تقليدية وآمنة لتوفير مياه شرب نقية بتكلفة منخفضة، لتلبى حاجة السكان من المياه، أو لتكون بديلا وقت الضرورة فى حال اللجوء لأعمال صيانة أو تطهير أو تجديد للمحطات الرئيسية القائمة. ومن بين هذه الأساليب الترشيح الطبيعى لمياه الأنهار على طول ضفاف المسطحات المائية العذبة، سواء من نهر النيل، أو من الترع، والبحيرات. مع بداية هذا الأسبوع نظمت «الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي» «حلقة عمل» حضرها خبراء معالجة المياه وممثلو شركات مياه الشرب من المحافظات لمناقشة كيفية الاعتماد على تكنولوجيا الترشيح الطبيعى لضفاف الأنهار لإنتاج مياه شرب بجودة عالية وتكلفة منخفضة فى مصر، وكيفية تطويرها، والتحديات التى تواجه هذا القطاع. شارك فى «حلقة العمل» كل من: د. ممدوح رسلان رئيس الشركة، ود. أحمد كمال معوض نائب الرئيس، ود. رفعت عبدالوهاب رئيس قطاع البحوث والتطوير بالشركة، ود. محمد حسن رئيس جهاز تنظيم مياه الشرب وحماية المستهلك، وإرنست دورينج مدير برنامج مياه الشرب والصرف الصحى بوكالة التعاون الدولى الألماني. فى البداية أكد د. أحمد كمال ضرورة تطوير منظومة التشغيل والأداء بمحطات الشرب وتطبيق تقنيات حديثة ذات تكلفة منخفضة لسد احتياجات المواطنين من مياه الشرب من منطلق ما أثبتته هذه التقنيات لتعظيم حجم إنتاج المياه. وقال الدكتور رفعت عبدالوهاب: تعتمد هذه التكنولوجيا على معالجة وتنقية المياه من خلال عملية ترشيح للمياه من رواسب القاع، وضفاف النهر، ومعالجتها من خلال عمليات عدة تتم طبيعيا فى باطن الأرض فى أثناء انتقال المياه إلى بئر الترشيح الطبيعى كخطوة معالجة أولية قبل عمليات المعالجة المعقدة للحصول على المياه الصالحة للشرب، موضحا أنه تم تطبيق هذه التكنولوجيا فى كثير من البلدان التى تكون فيها معالجة المياه السطحية صعبة، ومكلفة. وأشار إلى أن تقنية الترشيح الطبيعى لمياه الشرب هى فى أصلها نتاج للثقافة المصرية والعربية، إذ كان الفراعنة أول من استخدم رواسب ضفاف النيل للترشيح والحصول على مياه الشرب النقية بطريقة طبيعية، وتبعهم العرب، وحاليا فإن وحدات الترشيح الطبيعى فى ألمانيا تعمل على نهر الراين منذ أكثر من 100 عام، وقد جاء الاتجاه إلى تطبيق تكنولوجيا الترشيح الطبيعى فى مصر بعد القيام بعدد من الأبحاث العلمية بالتعاون مع جامعة دريسدن الألمانية التى لاقت نجاحا فعالا عند تجربتها، وتطبيقها . وفى الختام أكد الدكتور رفعت أن تكنولوجيا الترشيح الطبيعى تحقق التخلص من العكارة والبكتيريا والطفيليات الممرضة ومعظم الملوثات الأخرى دون حاجة إلى إضافة ز شبة ز أو كلور، كما تحقق التخلص من الطحالب وسمومها التى تسبب انسداد المرشحات، وتتسبب فى تلوث المياه، إلا أنها تتطلب الخبرة والممارسة لاختيار المكان المناسب لحفر آبار الترشيح الطبيعي، وتصميمها بحيث تحقق أعلى كفاءة فى التخلص من الملوثات، وفق قوله.