أعلنت وزارة الخارجية التركية أمس أن طائرة حربية روسية انتهكت المجال الجوى التركى بمنطقة يايلى داغ التابعة لمحافظة هتاى جنوبتركيا قبل أن تتجه الى سوريا، مما دفع السلاح الجوى التركى إلى إرسال طائرتين من طراز إف 16 لتعقبها واستدعاء السفير الروسى للاحتجاج. وقالت تركيا - التى تملك ثانى أكبر جيش فى حلف شمال الأطلنطى - إن الطائرة الروسية دخلت المجال الجوى التركى جنوبى إقليم هاتاى السبت الماضي، وأضافت فى بيان "خرجت الطائرة من المجال الجوى التركى إلى سوريا عندما اعترضت طائرتان من طراز إف 16 من السلاح الجوى التركى طريقها أثناء قيامهما بمهام استطلاع فى المنطقة". واستدعت وزارة الخارجية التركية أمس السفير الروسى للاحتجاج على الواقعة، وطالبت تركياروسيا بتفادى تكرار مثل هذا الأمر، وإلا فإنها "ستحملها مسئولية أى حادث غير مرغوب فيه قد يقع". وقال البيان إن وزير الخارجية التركى فريدون سينيرلى أوغلو تحدث مع نظيره الروسى سيرجى لافروف وأيضا مع شركائه الرئيسيين فى حلف "الناتو". كما حذر رئيس الوزراء التركى أحمد داود أوغلو من أن أنقرة ستفعل قواعد الاشتباك العسكرية أياً كانت الجهة التى تنتهك مجالها الجوي، وصرح بأن "القوات المسلحة التركية لديها أوامر واضحة .. حتى لو كان طيراً محلقاً فسيتم اعتراضه". وفى موسكو، أعلنت روسيا أمس شن 25 غارة جوية على تسعة مواقع لتنظيم "داعش" الإرهابى فى سوريا خلال الساعات ال24 الأخيرة، حيث قالت وزارة الدفاع الروسية إن طائرات "سوخوى 34" و"سوخوى 24 إم" و"سوخوى 25" نفذت 25 طلعة ودمرت موقعاً قيادياً فى محافظة حماة، ومخازن ذخيرة ومركز اتصالات فى محافظة حمص، وآليات مدرعة فى محافظة إدلب، ومركزا قياديا لتنظيم "داعش" فى محافظة اللاذقية. وسياسياً، أكد ديمترى بيسكوف المتحدث باسم الكرملين للصحفيين أن العمليات الروسية فى سوريا تهدف إلى دعم الجيش السورى واستهداف الإرهابيين والمتطرفين هناك. كما أكد وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف استعداد موسكو لإجراء اتصالات بالجيش السورى الحر إن كان لهذا التنظيم وجود على الأرض بالفعل، ونقلت عنه وكالات أنباء روسية قوله إن "تنظيم الجيش الحر بات وهمياً"، وإنه طلب من نظيره الأمريكى جون كيرى تقديم معلومات حول مواقع هذا الجيش وقادته، كما أضاف لافروف أن روسيا عرضت على الولاياتالمتحدة إجراء اتصالات عسكرية مباشرة بشأن عمليتها العسكرية فى سوريا فى المستقبل القريب. وأوضح لافروف فى الوقت نفسه أن العراق لم يطلب من موسكو تنفيذ ضربات ضد داعش على أراضيه حتى الآن. من جانبه، قال وزير الدفاع الأمريكى آشتون كارتر إن روسيا تصعد الحرب الأهلية فى سوريا باستهداف من سماها بالمعارضة المعتدلة، مضيفاً أن جهود موسكو لدعم الأسد أشبه بربط نفسها بسفينة غارقة ، مشيراً إلى أن "روسيا تصعد الحرب الأهلية باتخاذ إجراء عسكرى فى سوريا ضد أهداف لجماعات المعارضة المعتدلة". وفى بوادر لتراجع فى الموقف الغربى تجاه استمرار الرئيس السورى بشار الأسد خلال الفترة المقبلة، قال وزير الخارجية البريطانى فيليب هاموند إن الأسد يمكنه البقاء فى السلطة لنحو ثلاثة أشهر أو أكثر ، مشيراً إلى أن الأسد يمكن أن يستمر فى موقعه فى حال الحاجة إليه لإنهاء الصراع، ولكنه شدد على ضرورة تعهد الرئيس السورى بعدم المشاركة فى أى انتخابات فى المستقبل. وفى السياق نفسه، دعا وزير الخارجية الفرنسى لوران فابيوس إلى تركيز الضربات الجوية فى سوريا على تنظيم "داعش" و"الجماعات التى تعتبر إرهابية" ومن بينها "جبهة النصرة"، وأقر بأن دعوة الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند نظيره الروسى فلاديمير بوتين لضرب "داعش حصراً" كانت "صيغة مختزلة". وفى محاولة لإظهار التماسك، أصدر تنظيم "جبهة النصرة" بياناً أمس هدد فيه الروس من أن سوريا ستكون "مقبرة" لقواتها، كما عرضت "جبهة النصرة" الموالية لتنظيم "القاعدة" الإرهابي" مكافأة تصل إلى 20 ألف دولار لمن ينجح فى أسر جندى روسي، وسعى تنظيم "النصرة" إلى استدعاء ذكريات أفغانستان بتأكيد أنه قادر على "دحر" الروس مجدداً كما حدث فى أفغانستان خلال الثمانينيات من القرن الماضي.