بمجرد أن يتردد اسم محمود أبو رجيلة بين عشاق وجماهير الزمالك فى هذه الساعات , يتذكر الجميع المعادلة الصعبة التى حققها المدير الفنى القدير مع جيل العمالقة من ابناء القلعة البيضاء موسم 1984-1985, عندما قاد الفريق لأول لقب افريقى فى تاريخه .. بل وتشاء الاقدار ان يلتقى فى مشواره مع جيت تيزى اوزو الجزائرى ويقلب الاوضاع رأسا على عقب بقدرته على تعويض الخسارة بثلاثة اهداف مقابل هدف بالفوز بثلاثية نظيفة , وهو الامل الذى يأمل أبناء الزمالك فى ان يتحقق غدا أمام النجم الساحلى التونسى ووسط هذا الكم من الأمنيات والطموحات قبل هذا اللقاء .. فإن الحديث مع المدرب المخضرم «أبو رجيلة» له معانى كثيرة , ليس فقط لمعرفة رؤيته فى المواجهة المصرية – التونسية .. ولكن ايضا ليكشف للجميع كيف يمكن علاج اخطاء لقاء الذهاب .. وغيرها من الامور التى سنتابعها خلال السطور التالية.: كيف نفسر أولا ما حدث فى اللقاء الأول أمام النجم وهذه الهزيمة الثقيلة المفاجئة؟ بداية.. لابد ان نعمل حسابنا فى مواجهات الاندية الجزائرية والتونسية كافة العوامل التى تدور داخل الملعب او خارجه, ونأخذ كل الاحتياطات .. فمثلا لا انسى صباح يوم مباراة جيت تيزى اوزو فوجئنا بأن الملعب جرى اغراقه بالماء مما يؤثر على تحركات اللاعبين لاسيما انه من الترتان .. وذلك بغرض تسجيل عدد كبير من الاهداف , ولكن ربنا ستر وسجل ابراهيم يوسف رحمه الله هدفا كان فارقا فى الاقتراب من التأهل, لانه منحنا شيئا من الثقة وهو ما اكده له لاعب الفريق أحمد عبد الحليم عندما وجدنى حزينا فى الاتوبيس, بقوله ان هذا الهدف سيفتح الطريق نحو النهائي. كيف تعاملت مع اللاعبين وسط هذه الظروف النفسية ؟ تجاربى الطويلة وخبراتى فى عالم التدريب كانت وراء تعاملى بنجاح وهدوء معهم , فلا احد ينسى ان توليت تدريب نجوم من أمثال حسن شحاتة وطه بصرى وطارق يحيى وغيرهم , وكانت هناك علاقات اسرية وثيقة معهم .. ويحضرنى موقف لا انساه موسم 78/79 عندما خسر الفريق امام الاسماعيلى فى ذهاب دور الاربعة لكأس مصر , وحضر الراحل محمد حسن حلمى ومرسى عطا الله , ولكن رفضت ان يتحدث احد مع اللاعبين واغلقت عليهم تماما من خلال معسكر مغلق ليتم التعويض فى العودة ثم الحصول على الكأس بعد الفوز على المحلة فى النهائى. وماذا عن خطة المباراة فى لقاء الاياب على ضوء هذه المتغيرات؟ لا اخفى عليك سرا ان خطتنا هى نفس التى يطبقها الفريق حاليا , من خلال وجود رأس حربة صريح وهو فاروق جعفر ومن خلفه اثنان الراحل كوارشى وجمال عبد الحميد , ويومها اندهش الجميع من اختيار جعفر لهذا المركز لقصر قامته .. ولكن فى الحقيقة كانت رؤيتى انه قادر على تهيئة الفرص لزملائه بالقرب من المنطقة بالاضافة الى مهارته فى الحصول على ركلات الجزاء .. وهو ما حدث بالفعل فبعد ثلث ساعة ونتيجة الرقابة اللصيقة من المدافعين حصل على ركلة جزاء تقدم بها الفريق ليطمئن الجميع لقرب تحقيق الفوز , ليحرز نصر ابراهيم الثانى ثم كوارشى الثالث. كيف رأيت الهزيمة الثقيلة للابيض فى اللقاء الاول امام النجم؟ • اقول للمدربين وبناء على خبرة 65 عاما اننا نفتقد ثقافة الهزيمة , فالمدرب لابد ان يعرف ان هذا اليوم ليس له , وبالتالى كان عليه اغلاق منطقة مرماه واللجوء الى دفاع المنطقة لان 2/1 افضل من ثلاثة والاخيرة افضل من خمسة , مع الاعتماد على الهجمات المرتدة لاحراز هدف .. وهو بالطبع لم يحدث .. وبصراحة اللاعبين لم يدخلوا المباراة بكامل تركيزهم بعد هوجة الفرحة بالكاس وكان من المفترض ادخالهم معسكرا مغلقا على الفور , لان الجميع غابوا عن الاجواء تماما وكانت هناك حالة تشتت واضحة اسفرت عن هذه الهزيمة الثقيلة لا نليق بفريق فى مكانة الزمالك. بصراحة .. ما امكانية تعويض الخسارة فى لقاء الغد ؟ المساحة بعيدة .. ولكن ربنا كبير ولكل مجتهد نصيب مع تقليل الشحن والضغط العصبى على اللاعبين , ومطالبتهم بطى الصفحة ورفع المعنويات , واعتقد انه لو تمكن الفريق من احراز هدفين فى اول 30 دقيقة فان الامانى ستكون ممكنة. ما الفارق بين الجيل الحالى وجيل الثمانينات الذى حقق المعادلة الصعبة امام جيت تيزى اوزو؟ لابد من الاعتراف بأن جيل السبعينات والثمانينات لن يتكرر , وكانوا جميعا من ابناء النادى .. فى حين ان الجيل الحالى يتضمن افرادا على مستوى عال واكثرهم لم يعرف منصة التتويج سوى مع الزمالك. ماذا عن الحضور الجماهيرى فى اللقاء .. هل يمكن أن يؤثر ايجابيا؟ فى الحقيقة الجمهور يمنح الفريق روحا معنوية عالية, ولكن المفتاح فى يد الداخلية وان كانت التجارب السابقة للمشجعين تثير القلق لخروجهم عن النص , ولابد ان يدرك الجميع ان مصر فى حالة حرب ويجب التضافر لمواجهتها حتى لا نواجه ظروف دول قريبة منا تعانى حاليا من الازمات والمشاكل.