فى كتابه الجديد «أشهر السرقات من المتاحف» يكشف الناقد والفنان الموسوعى الدكتور صبحى الشارونى أسرار هذه السرقات وحقائقها، ويتناول حكايات تهريب الآثار المصرية وتعرضها للسرقة والتزييف, مطلقا صرخة استغاثة قبل فوات الأوان لإنقاذ آثارنا ولوحاتنا وتماثيلنا. الكتاب صدر عن الدار المصرية اللبنانية فى 152 صفحة من القطع الصغير، وقد بدأه المؤلف بمقدمة ذكر فيها أنه اعتمد على أرشيفه الخاص الذى كونه منذ بداية عمله بالصحافة التى اختفى من أرشيفها كل ما يتعلق بأسرة الملك السابق فاروق. بداية الكتاب كانت مع لوحة «زهرة الخشخاش» أشهر سرقة من متاحفنا، والتى سرقت مرتين كانت أولاهما عام 1978 فى غفلة من الحراس والأمناء والمديرين والموظفات بمتحف محمد محمود خليل، فاللص كان يعرف جيدا أن أجهزة الإنذار لا تعمل والكاميرات عمياء، ولم يتعرف أحد على المحرض فى المرة الأولي, وعندما تكررت السرقة للمرة الثانية لم تعد اللوحة ولم يعرف أحد مصيرها. ومن التفاصيل التى لا يعرفها كثيرون كيف اتفق مرشد سياحى مع لص على سرقة اللوحة مقابل ألف جنيه، وهذا اللص هو الذى تأثر بتصرف إنسانى لضابط اسمه العميد محمد عبد النبى كان مفتشاً للمباحث قدم لابنة السارق قطعة شيكولاتة ومن أجل هذا الموقف الإنسانى ساعده اللص فى استعادة اللوحة!. كما استعرض المؤلف قصة إحدى لوحات «روبنز» من متحف الجزيرة يوم الخميس 15 مارس عام 1967 وهى لوحة «ذات الوجهين» التى كانت من ممتلكات الملكة نازلى وتم ضمها للمتحف مع 7 لوحات صودرت من قصور الأسرة الملكية، وهى اللوحة الوحيدة للفنان العالمى روبنز فى متاحف مصر حتى ذلك التاريخ. الطريف أن اللصوص استوحوا سيناريو السرقة من فيلم أمريكى عنوانه (كيف تسرق مليون دولار) عرض بالقاهرة قبل السرقة بشهور، وبعد ذلك أعلن الدكتور ثروت عكاشة وزير الثقافة آنذاك، أنه تلقى رسالة من 4 شبان مجهولين يعترفون بسرقتهم الوحة وبالفعل تم العثور عليها. كما كشف الكتاب حقيقة «الخداع الألمانى فى سرقة الآثار» من خلال سرقة رأس نفرتيتي, وهى على رأس القطع الفنية العظيمة المسروقة و معروضة حاليا فى برلين بعد أن سرقتها بعثة الجمعية الألمانية للآثار التى حصلت على امتياز التنقيب فى أطلال مدينة أخيتاتون (تل العمارنة) وأخرجتها بالتحايل وبطرق غير مشروعة بعد أن تم طلاؤها بمادة عازلة ثم رش الجبس على سطحها ودفنها فى أرضية الخيمة التى يقيم فيها رئيس البعثة عالم الآثار الألمانى لودفيج بورخارت والذى أخرجها من خيمته بعد انتهاء الحفريات عام 1923 لإيهام المسئولين عن الآثار بأنها تمثال ناقص، وبعد وصولها إلى برلين تم إزالة طبقة الجبس ليظهر التمثال الرائع النادر. وقال بعدها هتلر مقولته الشهيرة عام 1933: «نفرتيتى هى محبوبتى ولن تخرج من ألمانيا». أيضاً يكشف الكتاب عن أن سرقة مقبرة توت عنخ آمون، تمت قبل إعلان اكتشافها عام 1922 وتحديداً فى عام 1913، لكن عالم الآثار كارتر أخطأ خطأين عندما اصطنع مدخلاً آخر للمقبرة كان يقل عرضه بحوالى نصف متر عن طول المحور بين عجلتى العربة الملكية التى كانت داخل المقبرة، كما أن حائط كارتر ورسومه لا تتناسب مع مساحات الرسوم الأخرى الأصلية فى المقبرة ولا تطابق أسلوبها الفني، والمقدر هو أن أكثر من 300 قطعة من مقبرة توت عنخ آمون سرقت واغتربت فى العالم على أيدى كارتر وبمعرفته. كما سرد الكتاب تفاصيل عن تحف سرقت ولم تٌرد، منها سرقة فصوص من الألماس البرلنت من صينية أهدتها الإمبراطورة أوجينى للخديو إسماعيل، كما تمت سرقة تابوت توت عنخ آمون الذهبى من المتحف المصرى بالقاهرة عام 1959 ليكشف أول جرد أجرى لمحتويات المتحف بعد هذه السرقة عن فقدان 26 ألف قطعة أثرية من بينها 117 قطعة ذهبية نادرة القيمة لا يعرف مكانها!. ولو أن الدكتور صبحى الشارونى أضاف لكتابه فصلا عن السرقات التى شهدها المتحف المصرى وسرقات وحرق وإتلاف الأعمال الفنية النادرة فى دواوين بعض المحافظات ومقار الحزب الوطنى وغيرها خلال أعمال الشغب والبلطجة فى عقب ثورة 25 يناير وكذلك السرقات التى تعرضت لها مخازن الآثار ومناطق التنقيب المفتوحة، لاكتشفنا الحجم الحقيقى للكارثة التى وقعت ولا يعلم مداها إلا الله وستدفع ثمنها أجيالنا القادمة التى لن تسامحنا على تخاذلنا إن تخاذلنا. الكتاب: «أشهر السرقات من المتاحف» المؤلف: د. صبحى الشاروني الناشر: الدار المصرية اللبنانية 2015