الأموى القرشي، من أصحاب الرسول محمد عليه الصلاة والسلام وأحد كتّاب الوحى , وهو سادس الخلفاء فى الإسلام ومؤسس الدولة الأموية فى الشام وأوّل خلفائها. يلتقى نسبه بنسب الرسول محمد عليه الصلاة والسلام فى عبد مناف. ولد قبل البعثة بخمس سنين بمكة وتعلم الكتابة والحساب،وأسلم قبل فتح مكة وقد تفرس فيه أبوه وأمه منذ الطفولة بمستقبل كبير، فروى أن أبا سفيان نظر إليه وهو طفل فقال: «إن إبنى هذا لعظيم الرأس، وإنه لخليق أن يسود قومه». وفى خلافة أبى بكر تولى قيادة جيش إمداد لأخيه الصحابى يزيد بن أبى سفيان ، وامره أبو بكر بأن يلحق به فكان غازيا تحت إمرة أخيه، وقاتل المرتدين فى معركة اليمامة، ومن بعد ذلك أرسلهُ الخليفة أبو بكر مع أخيهِ يزيد لفتح الشام وكان معه يوم فتح صيدا وعرقة وجبل وبيروت. وفى عهد عمر بن الخطاب تولى معاوية بن أبى سفيان ولاية الأردن فى الشام سنة 21 ه . وبعد موت أخيه يزيد بن أبى سفيان من طاعون عمواس، ولاه عمر ابن لخطاب ولاية دمشق وما يتبع لها من البلاد,وفى عهد الخليفة عثمان بن عفان أصبح واليا على الشام كلها، فكان من ولاة أمصارها. وبعد موت عثمان بن عفان سنة 35 ه نادى بأخذ الثأر من قتلة الخليفة عثمان بن عفان وحرض على قتالهم. وقبل ذلك وقعت موقعة الجمل وبعد موقعة الجمل قاد معاوية جيشاً ضد خليفة المسلمين على بن أبى طالب رضى الله عنه وكانت موقعة صفين التى انتهت بالتحكيم الجبري، وبعد مقتل أمير المؤمنين على بن أبى طالب تولى الحسن بن على الخلافة فثار معاوية على الحسن وحاربه فما كان من الحسن إلا أن حقن دماء المسلمين وأقام عهداً مع معاوية ينص على أنه يبايع معاوية على ما بايع المسلمون عليه أبا بكر وعمر وان يسير بسيرتهما وأن الأمر يعود للمسلمين لاختيار خليفتهم بعد وفاة معاوية وليس بالتوريث، وبموجب ذلك العهد تسلم معاوية الحكم فأصبح خليفة المسلمين فى دمشق عاصمة دولة الخلافة الإسلامية. بعد ان استتب له الحكم اهتم بالشئون الداخلية للبلاد، فأنشأ الدواوين المركزية: ديوان البريد:حيث أدخل نظام البريد إلى الدولة الإسلامية فى دمشق، ووطن الأمن فى خلافته, وهو أيضا أول من اتخذ الحرس فى الدولة الإسلامية، وأحسن اختيار الرجال والأعوان مع اتباع سياسة الشدة واللين. توفّى فى دمشق عن ثمان وسبعين سنة بعدما عهد بالأمر إلى ابنه يزيد بن معاوية، مخالفا بذلك عهده مع الحسن بن على بن أبى طالب أن لا تكون الخلافة بالتوريث، ودفن فى دمشق بعد خلافة استمرت عشرين عاما فدانت له الأمم ، وكان ملكه على الحرمين ومصر والشام والعراق وخراسان وفارس والجزيرة واليمن والمغرب. لمزيد من مقالات د. محمد رضا عوض