بعد الصليب والموت كثيرون من الشعب ومنهم بعض التلاميذ أيضا ظنوا خطأ أن السيد المسيح فارقهم وانفصل عنهم وما عادوا ينظرونه أو يشعرون به وفقدوا أعماله العجيبة وغناه الروحي. ولكن هالقيامة تأتي يا أحباءنا لتؤكد لنا عكس هذا المفهوم الخاطئ تماما وبقوة. ومن الأمور الجميلة والحلوة في كنيستنا القبطية لكي تؤكد لأبنائها وتضع في قلوبهم الايمان بوجود الله الدائم ورعايته الدائمة لنا نجد أن طوال أسبوع الالام وهي تضع أمام أعين الشعب أيقونة الصلبوت( المسيح معلق علي الصليب) ومماتا علي الخشبة بسبب خطايانا. ياللسر العجيب للشخصية العجيبة السرائرية التي ليسوع المسيح التي احتار الحكماء والعلماء والفلاسفة في فهمها وتحليلها..ولكن هو أعلنها واستجلاها بفرح للبسطاء والاطفال. أن قيامة السيد المسيح ليست قيامة بالروح فقط بل هي قيامة حقيقية بالجسد أيضا..ولقد كان الهدف والداعي الوحيد الذي يكمن وراء دعوته للتلاميذ بعد القيامة أن يذهبوا الي الجليل لكي يروه ويتقابل معهم هناك هو أن يتراءي لهم في الأماكن ذات الذكريات الحلوة حتي يتحققوا من استمرارية حضوره ووجوده بنفس مقدار الحب والقوة بينهم وأن الموت علي الصليب لم يفصله عنهم بل هو الذي أمات الموت بموته وقيامته والذين في القبور أنعم عليهم بالحياة الابدية. ولما غاب التلميذ توما عن هذه الحادثة ذاتها أخي العزيز.. إن الشعور الدائم بوجودك في حضرة الله الذي تقف أمامه وهو يراك بكل كيانك يجعلك تعيش في عفة وقداسة وتهرب من الخطأ والخطيئة.