تلميذ السيد المسيح يوحنا الملقب بالحبيب, لأن الله وهبه عطية الحب بغزارة أكثر من بقية التلاميذ, كان كلما يعظ الشعب يتكلم عن المحبة, وعندما شاخ وكبر في السن, قال له تلاميذه وشعبه عظنا عن شئ آخر غير المحبة, فقال لهم هي الوصية الأولي والأخيرة للمعلم والحبيب المسيح. عندما يصيبك ضرر أيها الأخ العزيز في وظيفتك أو مالك وممتلكاتك أو حتي جسدك ومعنوياتك, فعليك ان تجلس وتحسب حساب النفقة وكيف تتصرف بحكمة مع جارك أو أخيك أو رئيسك أو مرءوسك, هل تسلك طريق الله ووصاياه؟ أم تسلك سلوك أهل العالم والبشر العاديين؟ أم تسلك سلوك الغابة, سلوك الحيوانات الضارية الكاسرة؟ ولكي تعرف كثيرا من الأمور فها أنا أخبرك باختصار وصدق لكي تبصر جيدا وتعرف أن تميز بين الأمور التي يختلط عليك الأمر فيها. إذا قاومت الشر والخطأ بالخطأ والعنف بالعنف وأخذت بأسلوب الغابة والوحوش والحيوانات الكاسرة في معركتك مع الآخر, فحتما هنا النصرة سوف تكون للحيوان الأقوي والهزيمة للحيوان الأضعف, وهنا الله والسماء لايمكن أن تساعدك لأنك لم تسلك حسب وصايا الإنجيل ولاحسب الدستور المسيحي المسلم لنا من الرسل والقديسين. أما ان سلكت سلوك البشر العاديين ولجأت للقضاء وللمحاكم وطلبت العدل علي الأرض من أهل العالم, فإذا ساءك حكم القضاء وحكم البشر فلا تكتئب وتحزن مع سليمان الحكيم الذي ذهب لمكان العبادة فقال: حزنت نفسي لأني وجدت الظلم في بيت العدل.. وفي موضع الحق هناك الظلم..( جا3:16). أما ان أردت السلام الحقيقي والنصرة والفرح والتمتع بالحياة الهادئة السعيدة, فتعال وضع يدك في يدي لكيلا تعثر بحجر رجلك, وتعال نتعلم معا من الحب الإلهي الذي في قلب المسيح وإنجيله لكي نفرح ونعيد للقيامة. عذرا أيها الأخ المحبوب جدا عند السيد المسيح فأنا لن أكلمك عن قوانين ودساتير البشر, ولا عن قوانين حقوق الإنسان, فأنا لست متخصصا في هذه الأمور ولاطالب علم فيها, لأنها كثيرا ماتصيب الهدف أحيانا وكثيرا أيضا ماتأتي بأمور عكسية وتزيد النار اشتعالا داخلك وداخل من هم حولك, ولكنني سوف أكلمك عن قانون الحب الإلهي الأخوي الذي يغير قلوبنا نحن أولا فتتغير تباعا قلوب من هم حولنا لأنه معروف لدي الآباء الروحيين والمختبرين أنه لكي نغير الخارج والآخرين, فينبغي أولا ان نغير من داخلنا وأنفسنا قبل كل شئ. (أ) ان أحببتم الذين يحبونكم فأي أجر لكم؟! أليس الخطاة أيضا يفعلون ذلك؟! وان سلمتم علي إخوتكم فقط, فأي فضل تصنعون؟ أليس الخطاة أيضا يفعلون هكذا؟! فكونوا أنتم كاملين كما أن أباكم الذي في السماوات هو كامل( مت5:45 48). ( ب) إذا تألمت من قسوة إخوتك في الإنسانية, فتذكر قول السيد المسيح يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لايعلمون ماذا يفعلون( لو23:34) الذي إذا شتم لم يكن يشتم عوضا واذا تألم لم يكن يهدد بل كان يسلم لمن يقضي بالعدل(1 بط2:23). تذكر قول الفيلسوف بوليس الرسول عندما كان يتألم من أنسبائه حسب الجسد: لأني أشهد لهم ان لهم غيرة الله, ولكن ليس حسب المعرفة( رو2:10).( ج) المجتمع في الدول المتقدمة جسد واحد وأعضاء هذا الجسد هم الأفراد يتأثرون ببعضهم بعضا ويؤثر كل فرد في الآخر, سواء في الثقافة أو التعليم أو الرقي الحضاري.. إذا مرض عضو أو جرح آخر, فإن هذا النزف الدموي يتسبب في ضعف وانهيار الجسد كله بمرور الوقت, وهكذا لايقوي المجتمع علي مقاومة الأعداء.