هذه الأيام هي أيام مباركة كلنا يتحدث عن الكعبة وزيارة بيت الله الحرام وأداء فريضة الحج، التي هي ركن رئيس في الإسلام، لمن استطاع إليه سبيلا.. وكلنا يتحدث عن الحجر الأسود ومقام إبراهيم، لكن ربما البعض منا لا يعرف معلومات عن الحجر الأسود، فقررت أن أبحث عن بعض المعلومات التي قد تفيدني وتفيدكم وأقدمها لكم في هذه المناسبة من باب الاطلاع.. والله أعلى وأعلم. * الحجر الأسود ويقال لمكانه الركن باعتبار وجوده في الركن الأهم من البيت الحرام .. وهو الركن الذي يبدأ الطواف منه. * يسمى بالحجر الأسعد وكلها أسماء عرف بها الحجر القادم لنا من الجنة والذي حمله جبريل إلى سيدنا إبراهيم. * هو حجر نزل من الجنة أشد بياضا من اللبن سودته خطايا بني آدم. * قبله الرسول صلى الله عليه وسلم وتبعه على ذلك أمته. * إن الحجر والمقام ياقوتتان من ياقوت الجنة طمس الله نورهما ولولا أن طمس نورهما لأضاء ما بين المشرق والمغرب. * هناك ثمان قطع صغار في حجم الثمرات في وسط معجون مكون من خليط من الشمع والمسك والعنبر موضوع على رأس الحجر الأسود. * منه يبدأ الطواف وينتهي. * لا يمكن وصفة لأنه لا يُرى منه إلا ثماني قطع صغار * أفظع ما جرى عليه هي حادثة القرامطة الذين أخذوا الحجر الأسود وغيبوه 22 سنة. * الحجر الوحيد في العالم الذي يطفو فوق الماء. * الحجر الأسود موضع سكب العبرات ويشهد يوم القيامة لكل من استلمه وهو موضع استجابة الدعاء. * المسح عليه يحط الخطايا ومقام تجديد العهد مع الله والتوبة من الذنوب. * أصله من يواقيت الجنة ولا يُحمى بالنار. * ملتقى شفاه الأنبياء والصالحين والحجاج والمعتمرين. * يأتي يوم القيامة له عينان يبصر بهما. * مغروس داخل جدار الكعبة المشرفة على ارتفاع من أرض المطاف بحوالي 1.10متر. * قبّله عمر ابن الخطاب وقال إنك حجر لاتضر ولا تنفع ولولا أني رأيت النبي يقبلك ما قبلتك. * بسببه.. أسلم جاسوس بريطاني حينما علم المستشرقون بأن الرسول صلى الله عليه وسلم أخبر أن الحجر الأسود نزل من السماء، وأنه من أحجار الجنة، كما في الحديث الصحيح الذي رواه الترمذي بسند صحيح، عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: "نَزَلَ الْحَجَرُ الأَسْوَدُ مِنَ الْجَنَّةِ وَهُوَ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ، فَسَوَّدَتْهُ خَطَايَا بَنِي آدَمَ". لما علم المستشرقون ذلك أرادوا أن يجعلوها ثغرة يهاجمون بها الإسلام، فقالوا: إن الحجر الأسود ما هو إلا حجر بازلت أسود. وأرادوا أن يثبتوا صدق كلامهم، فأرسلت الجمعية الملكية الجغرافية البريطانية التابعة لجامعة كامبردج جاسوسًا بريطانيًّا ليسرق قطعة من الحجر الأسود، ليثبتوا للعرب أن ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم عن الحجر الأسود ليس صحيحًا. درس الجاسوس البريطاني اللغة العربية مدة سبع سنوات، وذهب إلى المغرب ليكتسب اللهجة المغربية، ومنها ذهب إلى مصر على أنه حاج مغربي، وكان ذلك في القرن 19.. وركب الباخرة، وكان الحجاج المصريون يحملون زادهم وطعامهم معهم، فكانوا يتسابقون في كل وجبة ليكرموا الحاج المغربي ويطعموه، فتأثر قليلاً من حسن المعاملة.. ثم تأثر ثانية عندما دخل مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم والمدينة المنورة، وتأثر أكثر وأكثر حينما رأى الكعبة من على مشارف مكة.. والكعبة- كما نعلم- تحيطها الجبال من كل جانب، وتقع في منطقة منخفضة، فكل من يأتي من على بُعدٍ آنذاك يرى الكعبة، ولقد قال في كتاب نشر له بعد ذلك: (لقد هزني ذلك المنظر كثيرًا من الأعماق). ولكنه كان مصممًا على إنجاز مهمته التي جاء من أجلها، وكان القرامطة قد أخذوا الحجر الأسود ونقلوه إلى الأحساء، فتفتت إلى أربع عشرة قطعة في حجم حبة الجوز، ودخل الكعبة وفي غفلة الحراسة التي لم تكن مشدَّدة مثل ما هو موجود هذه الأيام، انتزع قطعة من الحجر الأسود، وذهب بها إلى جدة حيث السفارة أو القنصلية البريطانية، واحتفل به سفير بريطانيا في السعودية احتفال الأبطال الفاتحين، فمن وجهة نظره- أنه أتى بالدليل على بطلان كلام محمد صلى الله عليه وسلم بأن الحجر الأسود من السماء. ووصل الجاسوس إلى بريطانيا عن طريق باخرة أسترالية، وأودع قطعة الحجر الأسود في متحف التاريخ الطبيعي بلندن ليقوم العلماء بتحليله، فثبت أنه (نيزك) من نوع فريد، فتأثر الرجل لذلك وأعلن إسلامه، وكتب كتابًا من أجمل الكتب وسماه (رحلة إلى مكة) من جزأين، وصف في الجزء الأول عداءه للإسلام وتآمره على المسلمين، وفي الجزء الثاني وصف خضوعه لله رب العالمين. وانتهت هذه القصة التي هي على عهدة الدكتور زغلول النجار.. ويمكنكم الاطلاع على الرواية كاملة على الانترنت... والله أعلى وأعلم! [email protected] لمزيد من مقالات ريهام مازن