جرت العادة فى بلادنا على ترجمة كلية الآداب باللغة الإنجليزية إلى Faculty of Arts، والترجمة الحرفية لهذا المعنى هى كلية الفنون، وجاءت هذه الصياغة نقلا حرفيا عن المسمى الإنجليزى لكليات الآداب، باعتبار أن كلمة الفنون وفق دائرة المعارف البريطانية تشتمل على الآداب.. ولكن هذه التسمية تختلط فى مجتمعاتنا العربية وحياتنا الأكاديمية بكليات الفنون الفعلية من جميلة وتطبيقية وتربية فنية.. والحقيقة أن الترجمة الأصلية لكلمة الأدب هى Literature، وقد فطنت بعض البلدان الناطقة بالإنجليزية لهذا الأمر وأسمتها College of Literature، وهكذا فمن الأفضل أن تترجم كلية الآداب إلى Faculty of Literatures. فى مقابل ذلك، نجد أن الأصل فى دراسة كليات الآداب أنها تشتمل على غالبية العلوم الإنسانية أو الإنسانيات، وذلك طبعا فى مقابل الكليات العملية، لذلك تسمى فى بعض البلدان بكلية العلوم الإنسانية أو كلية الإنسانيات، وهى أيضا تسمية دقيقة ومتفردة، حيث إنها تعبر عن طبيعة الدراسة النظرية المرتبطة بالإنسان فى هذه الكليات، فنحن لا نستطيع أن نعتبر مثلا دراسة الجغرافيا والتاريخ والفلسفة نوعا من الفنون، ولا يسري عليها أيضا تعبير الآداب، لأن المقصود بالأخيرة بشكل عام أقسام اللغات وآدابها، وربما كان مسمى كليات الآداب مقبولا فى فترات سابقة حينما كانت غالبية الأقسام فى تلك الكليات هى أقسام اللغات وآدابها قبل أن تتوسع بالشكل الحالى. لذلك.. فإنى أقترح، إما أن يبقى المسمى الشائع، أى كليات الآداب باعتباره الأكثر رسوخا فى الأذهان، مع تعديل المسمى الإنجليزى إلى Faculty of Literatures، حتى نبتعد عن دائرة اللبس.. أو تعديل الاسم العربى إلى كلية العلوم الإنسانية أو كلية الإنسانيات، وهو المسمى اللصيق والشامل لطبيعة الدراسة بها، وهو ما سوف يستدعى بالتبعية تعديل المسمى الإنجليزى. د. هلال أحمد وجدى مدرس بكلية الآداب جامعة المنصورة