محمدجاد صاحب حملة "بلاها لحمة"تخرج من كلية الآثار – جامعة القاهرة- وتدرب فى مجال العمل الصحفى بالقاهرة لفترة قصيرة ومنذ ما يقرب من 15 عاما يعمل مذيعاً بإذاعة جنوب الصعيد بأسوان ولأن مجتمعات الصعيد من أشد مناطق الجمهورية فقرا فقد عايش بنفسه ظروف الناس هناك وهو يشترى لحما من الجزار رأى سيدة تشترى نصف كيلو عظم ب 5جنيهات وعندما سأل عنها عرف أنها سيدة أرمل تعول يتامى ومع ذلك ترفض أى مساعدة من أحد وكان هذا دافعه ل ‘طلاق حملة "بلاها لحمة"حتى تنخفض أسعارها التى ارتفعت بطريقة جنونية. .................................................................. أستاذ محمد عرفنا بنفسك؟ محمدجاد: تخرجت من كلية الآثار – جامعة القاهرة- وتدربت فى مجال العمل الصحفى بالقاهرة لفترة قصيرة ومنذ ما يقرب من 15 عاما أعمل مذيعاً بإذاعة جنوب الصعيد بأسوان وهى الإذاعة المحلية التى تغطى محافظاتأسوان والأقصر وقنا وسوهاج والبحر الأحمر، ولى برنامج أسبوعى باسم العاشرة صباحاً كل يوم جمعة فى الإذاعة يهدف إلى تقديم المساعدات لبعض الحالات الإنسانية وحل مشاكل المواطنين بالتواصل مع المسئولين والمعنيين، ولى بعض الأنشطة فى المجتمعات المحلية مع الجمعيات الأهلية تهدف إلى التوعية ورفع وعى المواطنين فى المناطق البعيدة والأكثر فقراً وأنا منحاز لهؤلاء بحكم أننى أنتمى لهم وأنا ابن هذه البيئة – متزوج ولى 3 أبناء. كيف جاءتك فكرة بلاها لحمة؟ مضمون فكرة كيف أساعد غير القادرين، وأن أحشد غيرى لمساعدتهم فكرة تراودنى يوميا منذ فترة طويلة كلما تعاملت مع حالات إنسانية (أم) لا تستطيع توفير مأكل وملبس لأولادها أو (أب) عاجز عن العمل، أو (فتاة) لا تستطيع توفير علاج شهرى لشقيقها المعاق، لكن ماذا أفعل تحديداً لم أكن أعرف – وخلال شهر رمضان الماضى وبعد عيد الفطر المبارك حدثت زيادة فى أسعار اللحوم غير منطقية وغير مبررة ومع ذلك كنت أشتريها زى كتير غيرى، حتى كنت يوما أشترى كيلو لحمة من جزار وشاهدت سيدة تشترى نصف كيلو عظم ب 5 جنيهات من نفس الجزار وبالاستفسار عنها من الجزار عرفت أنها سيدة أرملة وتعول أولادها وتشترى لهم العظم أسبوعياً للطبخ به وفى نفس الوقت هى ترفض مساعدة أى أحد لها بالمال حتى عندما عرضت على الجزار أن يعطيها كيلو لحمة وأنا أعطيه ثمنها قال لى هى ترفض هذه المساعدة وسبق ورفضتها من الجزار نفسه عندما حاول مساعدتها، حدث هذا الموقف معى يوم الخميس الموافق 30 يوليو 2015م فكان هو الدافع الرئيسى لى كى أقول "بلاها لحمة" كده مش عدل ناس تأكل وناس مش لاقية يبقى "بلاها لحمة" ونبقى كلنا زى بعض. عرفنا على حملة بلاها لحمة؟ فى مساء يوم الخميس 30 / 7 / 2015م عمل مجموعة (جروب) على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"وسميتها" بلاها لحمة " واقترحت فكرة المقاطعة على أن نبدأ من يوم السبت الموافق 1 أغسطس ولمدة شهر فى مقاطعة شراء اللحوم الحمراء حتى يتوقف نزيف ارتفاع أسعارها وكانت المفاجأة التى أذهلتنى خلال أقل من 24 ساعة كان الجروب يضم 3000 عضو يتضامنون مع الفكرة ومعظمهم لا يعرف بعضهم البعض، وفى اليوم الثالث من بدء الحملة وصل العدد لأكثر من 4000 عضو وفوجئت بمحافظ أسوان ووكيل وزارة التموين بأسوان يعلنون تضامنهم مع الحملة، ووسائل الإعلام تتحدث عنها، وبدأنا نرصد تحركات الشارع فى أسوان فوجدنا تجاوباً غير مسبوق من أناس بسطاء مع الفكرة، وبدأ يحدث تغير فى أسعار اللحمة فى السوق، وبعد حوالى أسبوع من بدء الفكرة وتناولها فى وسائل الإعلام بدأت تنتشر فى محافظات أخرى فى سوهاج وأسيوط وبنى سويف والفيوم ثم الجيزةوالقاهرة والإسكندرية ومحافظات الوجه البحرى، حتى أصبحت مصر كلها تقول وفى وقت واحد "بلاها لحمة" خاصة أن التوقيت كان مهماً ونحن مقبلون على عيد الأضحى، ثم بدأنا ننظم العمل فى الحملة ونتواصل ونكون لها منسقين ولجانا تنظيمية ونتبادل الآراء والخبرات وننقل الأفكار والمبادرات. من يمول هذه الحملة؟ الحملة ليس لها أى مصادر تمويل لأننا رفضنا منذ البداية أى نوع من أنواع التسييس للحملة وأعلنا أنها حملة شعبية ولا تنتمى لأحزاب سياسية ولا تيارات ولا جبهات ولا شخصيات عامة، وحاول البعض جر الحملة إلى مستنقع الخلافات والصراعات السياسية – ومازالت هذه المحاولات مستمرة من البعض – ولكننا مصرون على أنها بدأت شعبية وستستمر شعبية دون تسييس. وهل هناك جمعيات مجتمع مدني أو أفراد يساعدونك فى الحملة؟ فى أول أربعة أيام فقط من الحملة كنت أديرها بمفردى من منزلى ولكن بعد التضامن الواسع من الشباب والسيدات والمواطنين بدأت فى عقد اجتماعات مع الأعضاء وتم تشكيل لجان لتوزيع الأدوار لأن الموضوع أصبح أكبر من مجرد فرد طرح فكرة معينة للمقاطعة، الموضوع تبلور حتى صار حملة شعبية لها مطالب وتطرح أفكاراً ورؤى كم محافظة وصلت إليها الحملة حتى الآن؟ الحملة انتشرت فى 19 محافظة ونتواصل مع منسقين فى 12 محافظة منهم، ولكن الغريب والجديد فى هذه الحملة أن هناك حملات صغيرة مجرد مجموعة من 200 شاب فى قرية كونوا حملة مصغرة فيما بينهم وأصبح لدينا 36 حملة شعبية تحمل اسم " بلاها لحمة " فى المراكز والقرى والنجوع بعضهم يتواصل معنا وبعضم أخذ الفكرة وبدأ ينفذها مع نفسه وهذا أمر رائع. لماذا بدأت الحملة من محافظة أسوان؟ اسوان هى بلدى التى أعيش فيها وأهلها هم أهلى وكان هدف الحملة هو تخفيف العبء عن كاهل البسطاء والفقراء فيها، وهى خامس أفقر محافظة على مستوى الجمهورية وفقاً لتقارير رسمية، وعندما انتشرت الحملة فى باقى المحافظات وأثرت تأثيرات متفاوتة وساهمت فى خفض أسعار اللحوم، أعلنا أن الحملة الشعبية " بلاها لحمة " هى هدية أهل اسوان لشعب مصر. من وجهة نظرك ما هى الحلول للخروج من هذه المشكلة والقضاء على ارتفاع الأسعار؟ نحن لم ندعو للمقاطعة وحسب ولكننا طرحنا حلولاً قابلة للدراسة والتنفيذ بأسرع مايمكن، منها دعوة رئيس الجمهورية للشعب المصرى للاكتتاب العام وإنشاء أكبر شركة مساهمة مصرية للثروة الحيوانية بأموال المصريين على غرار ما حدث فى قناة السويس، خاصة أن عدداً من أبناء مصر فى الخارج أعلنوا تضامنهم مع الحملة وهم مستعدون للمساهمة فى إنشاء هذه الشركة التى تعنى بالتربية والبيع ويكون لها فروع ومنافذ فى المحافظات والمراكز والقرى وهناك حلول أخرى منها ضرورة تشديد الرقابة على الأسواق لأن هناك إستغلالا وغشا وجشعا وطمعا وممارسات إحتكارية كل هذا كان من أسباب إرتفاع أسعار اللحوم وإذا لم تتعامل الدولة مع هذه الأسباب فسوف نعود إلى ما كنا عليه أو ربما أسوأ من هو المسئول عن ارتفاع أسعار اللحوم؟ البعض خطأ يختزل مشكلة إرتفاع اسعار اللحوم فى الجزارين فقط، ولكن نحن نؤكد أن الجزار هو طرف من أطراف المشكلة وجشع وطمع بعض الجزارين هو سبب، ولكن أزمة اللحوم لها أسباب عديدة أخرى منها على سبيل المثال انتشار ذبح الإناث دون رقابة مما أهدر الثروة الحيوانية، ومنها غياب دور الأجهزة الرقابية وفساد بعض الموظفين فى التموين والطب البيطرى والزراعة. وهل التقيتم مع مسئولين حكوميين؟ للأسف الشديد لم نلتق مع أى مسئول حكومى على أى مستوى حتى الآن، ولكننا نرصد تحرك أجهزة عديدة فى الدولة نحو حل الأزمة. من وجهة نظرك هل هناك تقصير من وزارة الزراعة أو وزارة التموين أم أن هناك لوبيا للحوم هو الذى يحرك الاسعار كيفما شاء؟ إذا لم نتعامل مع أزمة الأسعار عامة وأسعار المواد الغذائية واللحوم بشكل خاص على أنها تحتاج منا جميعاً وضوحاً ومكاشفة وإعترافاً بأسبابها الحقيقية فلن تجدى الحلول المؤقتة والمسكنات. ما قولكم فى أن أثر الحملة كان محدودا فى ضبط الأسعار؟ ما يقال عن أن الحملة لم تؤثر على خفض أسعار اللحوم هو كلام غير صحيح بل وغير دقيق، فالحملة ساعدت وساهمت فى خفض أسعار اللحوم البلدية بنسبة كبيرة ومتفتاوتة من محافظة إلى أخرى بل ومن منطقة إلى أخرى داخل المحافظة الواحدة وتتراوح نسب الانخفاض من 5 إلى 20جنيها فى بعض المناطق، وهذا من خلال تواجدنا مع المواطنين وتواجد منسقى الحملة فى الشارع ورصد حركة البيع والشراء فى الأسواق على مستوى الجمهورية. ولم يكن مفاجئا لنا كمسئولين عن الحملة الشعبية بلاها لحمة هذا الاهتمام من الرئيس عبد الفتاح السيسى وقد رفضنا منذ انطلاقها أية محاولات لتسييس الحملة أو توظيفها لصالح تيارات أو أحزاب أو شخصيات واليوم نؤكد أننا نجحنا فى توصيل صوت المصريين إلى رئيس كل المصريين.