رغم تمسك الكثيرات بإقامة الفرح الكلاسيكى فى قاعة بأحد الفنادق أو الدور, والاهتمام بكل تجهيزات الفرح من الفستان المنفوش والكوشة والزفة والبوفيه وغيرها، إلا أن هناك فئة قررت التمرد على هذا الشكل التقليدى ومحاولة الخروج عنه، وقد يكون ذلك لأسباب اقتصادية أو بمعنى أدق أسباب عملية.. حيث يمكنهم أن يدخروا هذا المال لشهر العسل أو لتأسيس منزلهم بشكل أفضل، وقد يكون لمجرد الخروج عن المألوف، ولذلك قرر البعض الاستغناء عن كل التجهيزات التقليدية السابقة والتجديد فى شكل الفستان والطرحة، وشكل صور الفرح، ونوعية الطعام المقدم وطريقة تقديمه، حتى المدعوون واكبوا التغيير بملابس متمشية مع روح الفرح وأغربها شورت وقميص ملون، فستان بحر وشبشب مع شعر كانيش! والأمثلة كثيرة على هذا التمرد وتختلف درجاته، فمنهم من يكتفى بمراسم كتب الكتاب يتبعها "خروجة" مع الأهل والأصدقاء المقربين، ومنهم من يبحث عن الأماكن المفتوحة سواء حديقة أو حمام سباحة أو بحرا، ومنهم من كانوا أكثر تهورا وأقاموا حفلا تحت سطح الماء بأدوات الغطس. وهناك مجموعة من الفتيات أصبحن أكثر تمردا على الأعراف المتوارثة، فرفضن الطقم الصينى وطقم الشاى وزيارة الأقارب لمباركة الزواج والتى تستهلك وقتا ومجهودا ونفقات كثيرة، وغرفة الصالون المذهب الذى لا يجلس عليه أحد ليستبدلوه بطقم جلوس مريح. لاشك أن هذا التغيير يتطلب توافقا بين شخصيتى الزوج والزوجة إلا إنه يوجد مشكلات لا حصر لها بين العروسين وأهلهما، وقد يواجه بسخرية أو نقد من المدعوين أو (عواجيز الفرح) كما يسميهم العروسين. متمردات أصيلات المتمردة الأولى رضوى: "أنا وزوجى بشكل عام نكره أى شىء تقليدى، خاصة الأفراح التقليدية وغالبا لا نذهب إليها إلا عند الضرورة فى حالة الأقارب أو الأصدقاء، وبالتالى قررنا من فترة الخطوبة أن نتزوج بالطريقة التى تليق بشخصياتنا ولا ننفق مالا فى احتفال معد لسعادة أشخاص آخرين غيرنا، بالإضافة إلى أن الضيوف غالبا ما يكونوا (زهقانين) لأن كل الأفكار قديمة ومستهلكة، والأفراح تقريبا نسخة طبق الأصل.. ولأننا كنا متفقين على الخطوط العريضة، كان ينقصنا مكان يناسب احتياجاتنا والفكرة التى نريد تحقيقها.. لم نعد أى شئ من الترتيبات المعتادة فى الأفراح أى لم نرتب زفة ولا تورتة، ولا فقرة رمى البوكيه، ولا فقرة افتتاح البوفيه، مجرد حفلة بسيطة على البحر والمدعوين ارتدوا ملابس مريحة.. حتى زوجى لم يرتد البدلة التاكسيدو ولكنه ارتدى «شورت وجاكيت»، أما بالنسبة لى فلم أستطع التنازل عن حلم الفستان الأبيض ولكنى غيرت من الشكل المعتاد له." وتضيف : "وبالطبع كان الأهل من الناحيتين يفضلون أن يكون الاحتفال بالشكل التقليدى المعتاد، وبالرغم من أن الفكرة لم تجد قبولا لديهم فى البداية، إلا أنهم وجدوا أننا لن نتنازل عن فكرتنا وأن الاختيار الثانى سيكون إلغاء الفرح، فقرروا تركنا نأخذ القرار، ولكن كحل وسط أقمنا حفل عقد قران مخصص للأهل وتم دعوة كل أقاربهم وأصدقائهم لكى يفرحوا بالطريقة اللى ترضيهم مما ساعد أكتر فى تقبلهم لفكرة الفرح". أما المتمردة الثانية فهى سلمى تقول: " كنت أريد فرحا بسيطا أعبر فيه عن فرحتى دون تمثيل، وعدم التقيد بتجهيزات وتفاصيل مبالغ فيها هدفها الوحيد هو (المنظرة)، لذلك قررت دعوة أصدقاء الوالدين والأقارب المقربين جدا على حفل بسيط داخل حديقة منزل زوجى، وكان الحفل خلال فترة الظهر على موسيقى ناعمة تناسب جيلهم، ثم انتهى الحفل 7مساء ثم ذهبت للاحتفال مع الأصدقاء والأقارب من الشباب فى قاعة مفتوحة على سطح أحد الفنادق بتكلفة بسيطة دون بوفيه، وقد تسببت فكرة الفرح غير التقليدى فى بعض المشكلات فى البداية مع أهلى وأهل زوجى لأنهم أرادوا دعوة كل معارفهم، وكان من الصعب عليهم فهم الهدف من إقامة حفلين منفصلين أحدهما للكبار والآخر للشباب.. الظروف الاقتصادية لها تأثير دينا زكى منسقة الأفراح ترى أن فكرة الابتعاد عن الأفراح الكلاسيكية ليست بجديدة وشاهدنا الكثير منها فى الحدائق أو فى مدن ساحلية، أو أحد القصور مثل قصر المنيل أو تحت سفح الهرم، ولكنها زادت بشكل كبير فى السنوات الماضية نتيجة الظروف الاقتصادية التى شهدتها البلاد. وهناك سبب آخر مهم وهو ارتفاع تكلفة القاعات بالفنادق الكبرى بالإضافة إلى 33 % ضرائب مما قفز بتكلفة الفرد إلى 600 جنيه، كما أن أهل العروسين ملتزمون بعدد المدعوين مع إدارة الفندق على عكس الأفراح التى يكون فيها حرية فى عدد المدعوين وكمية الطعام المقدم ونوعيته. كل ذلك دفع العروسين إلى التفكير بشكل عملى لتوفير المال ويقولون "احنا أولى بالفلوس".. ومع ذلك هناك بعض من يبحث عن الغريب وغير المألوف بغض النظر عن المادة. وتضيف: حتى فستان الفرح اختلفت النظرة له، فاتجه المصممون إلى تصميمه بشكل يسمح بارتدائه أكثر مرة من خلال فك الذيل والطرحة ليصبح فستان سواريه ملائما لأى مناسبة لاحقة. ونفس الاتجاه سار لمناسبة عقد القران وليلة الحنة التى يعزف عنهما الكثيرات ويكتفين بسهرة فى أحد المطاعم مع صديقاتهن ليحتفلن بوداع العزوبية.