لعبة الموت تكاد تقترب من مرحلة الحسم والعالم يتعامل مع الأزمة فى سوريا كما يتعامل الفلاح مع أعواد الحطب يحركها كيفما يشاء أو يخزنها فى الصيف ليستخدمها فى الشتاء. فروسيا لم تذهب إلى اللاذقية بالسلاح والخبراء العسكريين لحماية بشار الأسد كما يردد الإعلام العالمى, ولكنها تلقى بثقلها لتضمن أحد ادوار البطولة فى مسلسل الدم السورى ثم اليمنى لاحقا بعد أن خدعها الغرب فى ليبيا وخدعت نفسها فى العراق . أساطيل موسكو فى مياه شرق المتوسط الدافئة والواعدة بحقول الغاز, ثم مكانتها فى الشرق الأوسط حيث صفقات السلاح الجنونية , ورغبتها فى الحفاظ على الانفتاح على مصر التى نجحت فى إحباط المشروع الأمريكى للمنطقة . واستشعار الروس بأنه لا مكان لهم فى خطة أمريكية أوروبية يجرى الترتيب لها لإبعادهم عن المنطقة أو تهميش دورهم مستقبلا, هو الذى دفعهم للتحرك العسكرى المفاجئ والمعلن فى عملية إسناد للجيش العربى السورى حتى يحافظ على مواقعه ولا يخسر مزيدا من الأرض والمقاتلين, عقب مراقبتهم لمشاهد إفراغ سوريا من شعبها بمسرحية نزوح اللاجئين سابقة التجهيز. ويقفز الرئيس الأمريكى باراك أوباما فوق المراحل عندما يصف الإستراتيجية الروسية القائمة على دعم نظام بشار الأسد فى سوريا بأنها آيلة إلى الفشل, وتكذب الخارجية الأمريكية عندما تعلن انها لا تعرف ما هى نوايا الروس وتصف ما يجرى بأنه نشاط عسكرى غامض الطابع والأهداف . وبعدين وحدهم العقلاء فى العالم من يرون إنه إذا لم نتمكن من إيجاد حل عسكرى فيجب التوجه إلى طاولة المفاوضات انطلاقا من كون عملية التفاوض لا تتم بين الأصدقاء, بل يجب أن تشمل المعارضين كما قال وزير خارجية النمسا, وهو ذات موقف مصر الدولة التى استوعبت 500 ألف سورى على مدى سنوات الحرب الخمس دون ضجيج اعلامى, وهى القادرة على تقريب وجهات النظر دون الرغبة فى ركوب موجات دم الأشقاء التى تسيل فى البحر أوعلى البر. [email protected] لمزيد من مقالات ابراهيم سنجاب