أنيقة..ذكية.. هادئة.. وصبورة.. هذه هى مواصفات المرأة اليابانية ، وهى عنصر أساسى فى مجتمع يعانى من الانكماش ولكنه يتحد فى مواجهة التحديات الاقتصادية المحلية والعالمية للاحتفاظ بموقع الصدارة على خريطة العالم الاقتصادية. وهو ما دفع رئيس الوزراء اليابانى «شينزو آبي» لرفع شعار «ومانوميكس» أو اقتصاد المرأة خلال مؤتمر «واو 2015» وهو المؤتمر السنوى للمرأة الذى عقدته اليابان العام الحالى تحت شعار «نحو مجتمع تشرق فيه المرأة». وأكد آبى فى كلمته الافتتاحية للمؤتمر أن «اقتصاد أبي»، على مدار العامين ونصف العام الماضية، اعتمد بشكل أساسى على دور المرأة الفعال فى المجتمع، وأكد أنه خلال هذه المدة انضمت أكثر من مليون سيدة يابانية إلى سوق العمل، فى حين ارتفع عدد السيدات العاملات اللاتى نجحن فى الصعود إلى مناصب عليا وانضممن إلى مجالس إدارات الكثير من الشركات بنسبة 30%، ولكنه أكد أن طموحاته لا تتوقف عند حدود اليابان ولكنه يأمل فى أن يشهد القرن ال21 نهاية الانتهاكات لحقوق المرأة. فالأرقام الرسمية تؤكد أن أكثر من 66% من اليابانيات يشاركن فى سوق العمل، وهى أكبر متوسط لعدد النساء العاملات فى الدول المتقدمة، ولكنها لا تحصل فى المقابل على نفس المميزات، خاصة فيما يتعلق بالترقى إلى للمناصب العليا، مثلما هو الحال فى العديد من الدول الأخرى. فقد اكدت منظمة التعاون التنمية والتعاون الاقتصادى أن 3% فقط من السيدات اليابانيات يفزن بعضوية مجالس إدارات الشركات التى يعملن بها، مقابل 19% فى الولاياتالمتحدة و20% فى كندا. ويبدو أن موقف آبى الداعم للمرأة يعكس تحولا حقيقيا فى موقف الرجل الياباني، فقد أكد رئيس الوزراء أن رؤساء مجالس إدارات عدد من أهم الشركات والبنوك اليابانية تعهدوا بدعم دورالمرأة العاملة فى مؤسساتهم، بل ودعم جهودها وتشجيعها على الترقى فى المناصب واضعين بذلك حدا لما تعانيه المرأة بشكل عام من العنصرية فى مواقع العمل. ولم يقف الأمر عند هذا الحد ، بل أشار رئيس الوزراء إلى أن أحد أهم السبل التى تساعد على نجاح المرأة فى سوق العمل يأتى من داخل المنزل. وأشار إلى أن التعاون بين الزوجين فى تحمل أعباء المنزل فى الداخل والخارج سيساعد على إيجاد قوة عمل نسائية أكثر قوة. وأضاف أن إحدى الوسائل لتحقيق هذا الهدف هو منح الآباء إجازة أبوة مثل إجازة الوضع التى تحصل عليها السيدات، ومن ثم تحفيزهم على التعاون لحمل أعباء أسرتهم الصغيرة. وأكد أنه هو شخصيا يحرص على مشاركة زوجته فى تحمل أعباء المنزل! ويبدو أن مجلس النواب اليابانى قرر التدخل هو الآخر لتقديم دعم مشابه من خلال تمرير قانون جديد يجبر الشركات التى تعمل بها أكثر من 300 سيدة على وضع خطة لتشجيع السيدات على الترقى والحصول على حقوقهن كاملة، على أن يتم الإعلان عن نتائج هذه الخطوة أولا بأول. على الرغم من أن المرأة اليابانية طالما شكلت قوة دفع أساسية فى الحياة الاقتصادية، إلا أن القيادة اليابانية تريد تحفيزها لبذل المزيد من الجهد من أجل مستقبل أفضل، حيث تعهد آبى بدعم المشاريع النسائية حتى وإن كانت صغيرة ومحدودة. فالمرأة اليابانية تعتبر من أفضل نساء العالم على مستوى التعليم ، كما أنها من أكثرهن إخلاصا فى العمل، ولذلك فإن دعمها وتوفير المناخ الملائم لها للعمل ستحصد من ورائها مكاسب اقتصادية واسعة. إن اليابان قدمت للعالم نموذجا يحتذى به ليس فى التقدم التكنولوجى والصناعى والاقتصادى فقط، بل باعترافها بالخطأ الذى ترتكبه فى حق المرأة واعترافها المهم بأن المرأة جزء أساسى فى المجتمع لا غنى له عنها، فالتقدم ليس مجرد انجاز سياسى أو اقتصادى أو صناعى ولكنه إنجاز إنسانى قبل كل شيء.