حولت قوات الإحتلال الإسرائيلى مدينة القدس القديمة إلى ما يشبه الثكنة العسكرية بفعل الانتشار الواسع لعناصرها فيها ، عقب اقتحام عناصر خاصة أمس المسجد الأقصى المبارك، واشتباكها مع المصلين المعتكفين فيه ، خلال محاولتها إخراجهم من المسجد وتفريغه . فى الوقت الذى منعت فيه النساء والفتيات والطالبات من كل الاعمار والرجال ممن تقل أعمارهم عن 45 عاما من الدخول إليه .واقتحم أورى آرائيل وزير الزراعة الإسرائيلى مع مجموعة من المستوطنين المسجد الأقصى المبارك أمس. وقال شهود عيان إن قوات الاحتلال فرضت حصارا عسكريا مزدوجا على القدس القديمة والمسجد الأقصى ، ووضعت متاريس حديدية على بوابات البلدة القديمة وبالقرب من بوابات المسجد الأقصى للتدقيق فى بطاقات المصلين ، فى حين أدى مئات المواطنين صلاة الفجر فى الشوارع والطرقات بعد حرمانهم من الدخول إلى الأقصى. وكان عشرات المواطنين قداعتكفوا الليلة قبل الماضية فى رحاب المسجد الأقصى لإحباط أى محاولة من جماعات "الهيكل المزعوم" لإقامة فعاليات خاصة التى دعت إليها بمناسبة ما يسمى "عيد رأس السنة العبرية". وفى تطور آخر ، لجأت قوات الاحتلال إلى قطع الكهرباء عن المصلين المعتكفين فى المصلى القبلى ، وبدأت بملاحقة المصلين وأطلقت قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع ، مما أدى إلى إصابة عدد من المصلين تم تحويلهم إلى عيادات الأقصى للعلاج. و فى رام الله ،أدان الرئيس الفلسطينى محمود عباس بشدة اقتحام قوات وشرطة الاحتلال الإسرائيلى للمسجد الأقصى المبارك أمس. وقال نبيل أبو ردينة الناطق الرسمى باسم الرئاسة الفلسطينية "ندين بشدة اقتحام جيش وشرطة الاحتلال للمسجد الأقصى المبارك والاعتداء على المصلين"، مشددا على أن القدسالشرقية والمقدسات الإسلامية والمسيحية خط أحمر، "ولن نقف مكتوفى الأيدى أمام هذه الاعتداءات". وأضاف أن الرئيس الفلسطينى أجرى اتصالات مكثفة مع كافة الأطراف العربية والإقليمية والدولية، خاصة مع الجانبين الأردنى والمغربى ومنظمة التعاون الإسلامى لمواجهة الهجمة الشرسة التى يتعرض لها المسجد الأقصى. كما أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية بشدة، قرار الحكومة الإسرائيلية بفرض التقسيم الزمانى والمكانى بالقوة على المسجد الأقصى المبارك وباحاته ، عبر أجهزتها وأذرعها العسكرية ، من الساعة السابعة صباحا إلى الحادية عشرة كمرحلة أولى. وطالبت الوزارة مجددا المجتمع الدولى ، والعالمين العربى والإسلامى ، ومجلس الأمن الدولى ، بتحمل مسئولياتهم تجاه هذا التصعيد الإسرائيلى الخطير ، الذى يمثل "ربع الساعة الأخير" فى تقسيم المسجد الأقصى، وتطالب مجددا بعقد قمة إسلامية طارئة للتصدى لهذا العدوان ووقفه فورا.كما أدانت الوزارة أيضا تصريحات جلعاد آردان وزير الأمن الداخلى الإسرائيلى، التى اعتبر فيها اقتحامات وتدنيس المسجد الأقصى وباحاته أمرا طبيعيا. وأكدت الوزارة أن هذه التصريحات تعكس الموقف الرسمى لحكومة بنيامين نيتانياهو المتطرفة . وفى غزة، قالت مصادر فلسطينية إن تبادلا لإطلاق النار جرى أمس بين فلسطينيين وقوات من الجيش الإسرائيلى على أطراف قطاع غزة. وذكرت المصادر أن الاشتباك جرى شرق بلدة جباليا شمال قطاع غزة إثر توغل قوات إسرائيلية فى أطراف المنطقة ، من دون أن يبلغ عن وقوع إصابات.