شهدت ساحات المسجد الأقصي أمس مواجهات بين المصلين وقوات الاحتلال الإسرائيلي التي اقتحمت المكان وأطلقت قنابل الصوت والرصاص المطاطي. وذلك في محاولة لتمهيد الطريق أمام مستوطنين متشددين لدخول المسجد. أظهرت لقطات مصورة إطلاقاً لقنابل الصوت داخل المسجد القبلي. فيما كان يتواجد فيه عدد محدود من المصلين. كما اقتحم وزير الزراعة الإسرائيلي أوري آرائيل مع مجموعة من المستوطنين المسجد الأقصي. واعتدت قوات الاحتلال الخاصة علي حرس وسدنة المسجد والطالبات بالضرب. وطردتهن خارجه. بسبب تصديهن لهذه الاقتحامات. أكدت مصادر فلسطينية أن المواجهات أسفرت عن إصابة نحو مائة من المصلين باختناقات حادة كما احترق جزء من السجاد داخل المسجد وتعطلت الدراسة في المدارس التي تقع في محيط المسجد. كانت قوات الاحتلال قد فرضت حصاراً عسكرياً مشدداً ومحكما علي القدس القديمة. والمسجد الأقصي. ووضعت متاريس حديدية علي بوابات البلدة القديمة. لمنع المواطنين من التوجه للمسجد. يذكر أن منظمات وجماعات يهودية متطرفة كانت قد دعت أنصارها إلي أوسع مشاركة في اقتحاماتها للمسجد الأقصي اعتباراً من أمس تزامناً مع بدء موسم الأعياد اليهودية. ودعت هذه المنظمات أنصارها من المستوطنين إلي التوافد المبكر بمناسبة "رأس السنة العبرية" ولفتت إلي أنها تعتزم تنظيم فعاليات تلمودية خاصة بهذه المناسبة برحاب الأقصي. من جانبه أدان الرئيس الفلسطيني محمود عباس بشدة اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي للمسجد الأقصي المبارك وشدد المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة علي أن القدسالشرقية والمقدسات الإسلامية والمسيحية خط أحمر. ولن نقف مكتوفي الأيدي أمام هذه الاعتداءات. أضاف أن الرئيس الفلسطيني أجري اتصالات مكثفة مع جميع الأطراف العربية والإقليمية والدولية. خاصة مع الجانبين الأردني والمغربي ومنظمة التعاون الإسلامي لمواجهة الهجمة الشرسة التي يتعرض لها المسجد الأقصي. أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية بشدة. قرار الحكومة الإسرائيلية بفرض التقسيم الزماني والمكاني بالقوة علي المسجد الأقصي المبارك وباحاته. عبر أجهزتها وأذرعها العسكرية. من الساعة السابعة صباحاً إلي الحادية عشرة كمرحلة أولي. كما أدانت الحملة العسكرية المنظمة التي قامت بها أجهزة الاحتلال أمس لتثبيت التقسيم الزماني كأمر واقع مستمر. وتكريس وتشجيع اقتحامات اليهود المتطرفين لباحات الأقصي. كما حمل رئيس الهيئة الإسلامية العليا بفلسطين. خطيب المسجد الأقصي الشيخ عكرمة صبري. حكومة الاحتلال الإسرائيلي مسئولية "الهجوم العسكري الاحتلالي" للمسجد المبارك.. مؤكداً أن ما حدث ليس الأول من نوعه. بل تكرر في جميع المناسبات الدينية لدي اليهود. وحذرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" الاحتلال الإسرائيلي من الممارسات التصعيدية بحق المسجد الأقصي المبارك. مؤكدة أن تلك الجرائم سيكون لها تداعيات صعبة. دعت الحركة في بيان صحفي المجتمع الدولي إلي التدخل لمنع الاحتلال من تدنيس الأقصي قبل انفجار الأوضاع. كما دعت الحكومات العربية والإسلامية إلي تحمل مسئولياتها تجاه ارتفاع وتيرة التهويد في المسجد. من ناحية أخري اشتبك فلسطينيون أمس مع قوة إسرائيلية متمركزة علي الشريط الحدودي الفاصل شرق "مقبرة الشهداء" الواقعة إلي الشرق من بلدة جباليا شمال شرق قطاع غزة. قالت مصادر محلية إن تبادلاً لإطلاق النار وقع بين مجموعة من الفلسطينيين وقوات الاحتلال عندما حاولت قوة من المقاومة المعروفة باسم "الضبط الميداني" ملاحقة شخصين حاولا التسلل لإسرائيل وإطلاق النار بمحيطهم. الأمر الذي ردت عليه قوات الاحتلال بإطلاق نار علي القوة كما استدعت حشودات عسكرية.