قضية الفساد الكبري بوزارة الزراعة وبطلها وزير الزراعة المقال صلاح الدين هلال وآخرون تعد هي الاخطر والأهم في الضربات الموجهة لرموز الفساد منذ ثورة الشعب في -25 يناير ، فمكافحة الفساد الذي يعد الوجه الآخر للإرهاب تحتاج لإرادة سياسية في المقام الأول ، والحمد لله لدينا الرئيس السيسي وهو ليس مدين لاحد سوي إرادة الشعب المصري، الذي يطالبك ياسيادة الرئيس بإعلان الحرب علي الفساد ورموزه كما أعلنت الحرب علي الأرهاب ، ولتكن واقعة القبض علي وزير الزراعة ورفاقه هي ضربة البداية، في هذه الحرب الطويلة لتطهير مصر من الفاسدين والمفسدين، فموافقتك الفورية علي إقالة وزير مازال عضوا في الحكومة والقبض عليه فور أقالته جاءت لطمة قوية جعلت الفاسدين يرتعدون في أماكنهم ، خاصة أن بعضهم من رموز المجتمع وصفوته ، الذين يتغنون بحب مصر ليل نهار ولكنهم يغنون علي مصر وشعبها ، فقد صدعونا بالكلام عن الشفافية والنزاهة ومكافحة الفساد، وتبين أن جميعها أدوار مدفوعة الثمن مقدما، فكم أحدثت هذه الواقعة أرتياحا لدي الرأي العام وأكدت أن عهد « الطرمخة « علي الفساد وحمايته قد ولي بلا رجعة، وهنا أذكر حديثا دار بيني وبين أحد مسئولي الاجهزة الرقابية المهمة ، قبل عشر سنوات مضت عن دور هذه الاجهزة في مواجهة الفساد ، فقلت له « رغم أنتشار الفساد بين اجهزة الدولة بشكل مريع ونحن لانسمع سوي عن ضبط مهندس في حي تقاضي رشوة ، أو موظف في سجل مدني ، أو علي الأكثر رئيس حي ؟ فرد في غضب قائلا « ياسيدي نحن نتنفس فساد ؛ وبعض الاعلاميين يساهمون في ذلك بتجميل الصورة القبيحة ؛ فباغته بالسؤال ولكن أين أنتم من فساد الكبار.. كالوزراء مثلا؟ فقال بحسم نحن فعلنا ذلك كثيرا، وراقبنا بعض الفاسدين من هؤلاء وبينهم وزراء، وجمعنا دلائل قوية علي إدانتهم ، وكانت التعليمات تقضي بإرسال مظروف سري يحوي كل هذه الدلائل والقرائن «تحت بند سري للغاية» نسخة منه تذهب الي رئاسة الجمهورية، وأخري تذهب الي رئاسة مجلس الوزراء ، ونحن في انتظار الضوء الاخضر في حالة الرد، باتخاذ الاجراءات القانونية ضد المسئول ، ولكن المظروف السري كان يذهب بلا رجعة « أي كما كنت « . http://[email protected]