يعتبر كوبرى قصر النيل من المعالم التاريخية التى طالها الأهمال فى القاهرة.. هذا الكوبرى كان يسمى كوبرى الخديو اسماعيل والد الملك فؤاد ولكن تغير اسمه بعد ثورة يوليو 1952 وكان يوجد مكانه كوبرى الجزيرة الذى أقامه الفرنسيون بواسطة شركة فرنسية عام 1872 وتكلف وقتها 108 آلاف جنيه، وعندما بدأت السيارات الدخول الى مصر وزاد عددها الى 31 ألف سيارة أمر الملك فؤاد ببناء كوبرى جديد أقوى وأوسع ولكن فى المكان نفسه، وتم التعاقد مع شركة بريطانية لإقامة الكوبرى وهى الشركة نفسها التى كانت وقتها تقوم بإنشاء كوبرى ميناء سيدنى الشهير بأستراليا وكانت تكلفة انشاء الكوبرى الجديد 308 آلاف جنيه مصرى وكان وقتها أقوى من الأسترلينى والدولار. ووضع الملك فؤاد حجر اساس الكوبرى يوم 4 فبراير 1931 وتم إنشاؤه فى 30 شهرا فقط وافتتحه الملك فى حفل مهيب فى 6 يونيو 1933 وكان فى أجمل صورة وصمم على أن يتم فتحه من الوسط كهربائيا فى 3 دقائق ونصف لمرور المراكب ويبلغ طول الكوبرى 1932 مترا وعرضه 20 مترا. والتماثيل الأربعة للأسود على مداخل الكوبرى ليست لها أى علاقة بأسد الأمبراطورية البريطانية.. فلقد صممها الفنان الفرنسى هنرى جاكمارت فى نهاية القرن 19 وكان من المفروض ان توضع حول تمثال محمد على بالإسكندرية، ولكنها وضعت فى مداخل كوبرى الجزيرة ثم كوبرى الخديو إسماعيل بعد ذلك، ولقد شهد كوبرى قصر النيل أكبر تجمع للشعب المصرى فى ثلاث مناسبات.. عام 1970 فى جنازة عبدالناصر ثم فى ثورتى 2011 و2013، ولعلنا جميعا نتحسر على الحال التى وصل اليها هذا الكوبرى وهو من أهم معالم القاهرة ونتعجب ألم يمر محافظ القاهرة على الكوبري؟ ألم يلحظ زجاج فوانيسه وأعمدته المكسورة.. ألم يلحظ «القذارة» على تماثيله وما خلفها.. ألم ير أحد أرصفته المنزوعة وأسلاك الكهرباء البارزة منه أم أننا تعودنا رؤية القبح؟ د. ممدوح وهبة رئيس الجمعية المصرية لصحة الأسرة