تأتى مشروعات البنية الاساسية على رأس اهتمامات القيادة السياسية بإنشاء مشروعات تنهض بالاقتصاد والصناعة والاستثمار، وكان فى المقدمة إقامة شبكة قومية من الطرق والكبارى وانشاء خطوط مواصلات سريعة ومميزة. فخلال زيارة الرئيس الأولى للصين فى ديسمبر الماضى تم توقيع اتفاقيات تعاون فى مجال النقل المميز والسريع لتنفيذها بالمدن العمرانية والصناعية الجديدة ،والتى كان من بينها الإسكندرية لتنفيذ مشروع قطار مكهرب سريع «إسكندرية أبوقير مرحلة أولى» ينقل 18 مليون راكب سنوياً بتكلفة تصل إلى 700 مليون دولار على أن يتم الانتهاء من المشروع خلال ثلاث سنوات من تاريخ توقيع الاتفاق الذى تم بين وزارة النقل والمجموعة الهندسية للسكك الحديدية الكهربية الصينية فى منتصف شهر مارس الماضى خلال المؤتمر الاقتصادى العالمى الذى عقد بشرم الشيخ ، وقد قام وفد استشارى صينى وممثلون من الهيئة القومية للانفاق المصرية بزيارة للإسكندرية لمعاينة مسار القطار ومواقع التنفيذ على الطبيعة، وتعهد المحافظ هانى المسيرى بإزالة جميع المعوقات التى تعترض المشروع للبدء فى التنفيذ أوائل يناير المقبل ليتم التشغيل فى عام 2018 . إزالة الاشغالات التى تعترض التنفيذ. بدايةً يقول هانى المسيرى محافظ الإسكندرية : إن توقيع الاتفاقية مع الجانب الصينى على إنشاء خط مزدوج لقطار سريع مكهرب بالمدينة يعتبر استكمالاً لنجاح زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى للصين وأيضاً نجاح المؤتمر الاقتصادى العالمى بشرم الشيخ ، موضحاً أنه فى نهاية شهر رمضان الماضى عقد اجتماعاً لتفعيل الاتفاقية مع وفد المجموعة الهندسية للسكك الحديدية الصينية الكهربية واتحاد شركة دونج فانج بحضور ممثلين من هيئة الانفاق المصرية والسكك الحديدية والمسئولين التنفيذيين بالإسكندرية وعلى رأسهم رؤساء الأحياء التى يمر فى نطاقها مسار القطار ، وبالفعل قام الوفد فى يومى 21 و22 يوليو الماضى بمعاينة المسار ومواقع التنفيذ على الطبيعة لتحديد المعوقات التى تواجه دراسة تنفيذ المشروع ، وأكد المسيرى أنه بالفعل بعد المعاينة ومناقشة المعوقات فى الاجتماع الذى شرح خلاله ممثلو الهيئة القومية للأنفاق والشركة الصينية مدخلات المشروع وعرض متطلبات المصمم والشركة المنفذة وتوضيح كيفية التنفيذ وسرعة إنهاء الدراسات مع إزالة جميع المعوقات فى نطاق المشروع من تعديات وغيرها من الأنشطة التجارية الملاصقة لسور السكة الحديد ، وتقرر البدء فى العمل وتجهيز البدائل وتحويل مسارات خط سكك حديد القطار الحالى لمدة ثلاثة أشهر ثم يعقبها تجهيز العقود والأصول ليبدأ التنفيذ الفعلى لمشروع قطار أبو قير المكهرب فى أوائل يناير القادم . ثلاث سنوات وأشار المسيرى إلى أن المدة الزمنية التى ألزم بها الرئيس عبد الفتاح السيسى الهيئة للتنفيذ والانتهاء من المشروع هى ثلاث سنوات تبدأ من تاريخ توقيع الاتفاقية خلال زيارة الرئيس للصين فى ديسمبر الماضى ، موضحاً أنه أصدر تعليمات مشددة للمسئولين التنفيذيين المعنيين بالمحافظة وعلى رأسهم رؤساء الأحياء التى يمر فى نطاق أحيائهم مسار القطار المكهرب بإزالة جميع الإشغالات التى تعترض تنفيذ المشروع وانه سيتابع بنفسه تذليل المشكلات فى فترة زمنية قصيرة للبدء فى تنفيذ القطار الذى سينهض بالإسكندرية ويحل مشكلاتها المرورية ونقل العمال للمصانع بسرعة ويسر والقضاء على الازدحام فى الشارعين الرئيسيين الكورنيش وطريق الحرية بالإضافة إلى أنه سيحدث طفرة تنموية حقيقية ومستدامة بزيادة الاستثمارات فى شتى المجالات الصناعية وإقامة صناعات متنوعة توفر آلاف فرص العمالة وإضافة خطوط انتاج جديدة للصناعات القائمة وكذلك تخفيض تكلفة المنتجات التى ستنعكس على رخص السلع بالسوق المحلية ومنافستها الحقيقية بالأسواق العالمية بجودة وأسعار منافسة . حلم السكندريين أما الدكتورة سعاد الخولى نائبة المحافظ فتوضح قائلةً : إن كهربة قطار أبو قير حلم وأمل المواطن ورجل الأعمال السكندرى منذ سنوات عديدة ، ومن المشروعات القومية الكبرى التى يضعها الرئيس عبدالفتاح السيسى فى أولى اهتماماته ، حيث أن هذا المشروع يأتى ضمن سياسة واستراتيجية الحكومة فى الاهتمام بمنظومة النقل الجماعى داخل المدينة بتقديم خدمة نقل مميزة للمواطن ,وأوضحت الخولى أن خط قطار أبو قير يبلغ طوله 22كيلو متراً والدراسة المقترحة المبدائية تتضمن إنشاء 16 محطة ، وقد تضمنت مذكرات التفاهم مع الجانبين المصرى والصينى اتفاقاً مع إحدى الشركات الصينية بتوفير التمويل اللازم عن طريق أحد البنوك الصينية لتنفيذ مشروع قطارمكهرب سريع ليحل محل خط قطار أبو قير الحالى مع عزل المسار تماماً سواءً عن المرور السطحى أو باقى خطوط السكة الحديد و الذى تصل تكلفته إلى 700مليون دولار ، مؤكدة أنه تنفيذاً لتعليمات القيادة السياسية بالانتهاء من المشروع فى الفترة الزمنية المحددة ، أصدر المحافظ هانى المسيرى توجيهات مشددة لرؤساء الأحياء والمسئولين التنفيذيين المختصين بسرعة إزالة المعوقات التى تعترض خطوط مسار القطار السريع والتى تبدأ من أبو قير شرقاً وتنتهى عند محطة مصر بوسط المدينة كمرحلة أولى وهناك اتجاه بعد انتهاء هذه المرحلة بإعداد دراسات بالتعاون مع وزارة النقل وكلية الهندسة جامعة الإسكندرية لربطه بقطار برج العرب الذى يتحرك من محرم بك وذلك تلبيةً لمطالب المستثمرين وخدمة المناطق الاستثمارية بغرب المدينة. طفرة غير مسبوقة ويؤكد اللواء خالد عليوة رئيس الهيئة العامة للنقل والركاب والذى أحدث طفرة غير مسبوقة فى أسطول وسائل النقل العام بالإسكندرية فى الأشهر القليلة الماضية بتجديده وتطويره وزيادة الطاقة الاستيعابية للركاب بأقل تكاليف مما حد من الازدحام فى المواصلات العامة و دعا المسئولين إلى اختياره رئيساً للجنة التنسيقية المكونة من الجانب المصرى والصينى لتنسيق الجهود فيما بينهم لتنفيذ القطار المكهرب السريع طبقاً للدراسات وفى الفترة الزمنية المحددة ، موضحاً أنه تم عقد اجتماع خاص فى هيئة النقل العام برئاسته حضره مسئولون تنفيذيون من هيئة مترو الانفاق المصرية والجانب الصينى لتنسيق تنفيذ الأعمال ودراسة المقترحات الصينية للانتهاء من الدراسة الفنية لكهربة خط قطار أبو قير قبل ستة أشهر للبدء فى تنفيذ الأعمال الإنشائية والفنية والهندسية المقترحة على ثلاث مراحل الأولى تبدأ من أبوقير وحتى سيدى بشر والثانية من سيدى بشر وحتى سيدى جابر والتى يتم فيها فصل سكك حديد اسكندرية - القاهرة عن خطوط القطار المكهرب والنهائية من سيدى جابر إلى المحطة الأخيرة بمحطة مصر وهذه المراحل تتضمن إنشاء مزلقانات وسكة حديد مكهربة مزدوجة الخطوط وشبكة كهرباء حديثة منفصلة تماماً عن شبكات الكهرباء العمومية تلافياً لأعطال انقطاع الكهرباء عن خطوط القطار ، وإنشاء مزلقانات وأنفاق أرضية فى المناطق التى بها إشارات مرورية سطحية ليكون مسار القطار منعزلاً ومستقلاً حتى لا يكون هناك تداخل مع الإشارات المرورية كما هو الحال فى القطار الحالي حتى يؤدى لسيولة مرورية للسيارات وعدم التكدس فى جميع المناطق ، وأكد اللواء خالد عليوة أنه خلال تنفيذ هذه الإنشاءات سيتوقف سير القطار الحالى ، وأنه اتخذ جميع الاحتياطات اللازمة بتوفير أتوبيسات ووسائل نقل عام لنقل أعداد الركاب التى كان القطار يقوم بنقلها يومياً وذلك بالتنسيق مع إدارة المرور موضحاً أنه تم التعاقد على شراء 150 أتوبيساً جديداً خدمة شاقة وبالفعل الأسبوع الماضى تم توريد 30 أتوبيساً وباقى الأتوبيسات ستصل تباعاً على مراحل خلال الفترة المقبلة ، قائلاً إنه تمت دراسة جميع البدائل مع مختلف الجهات المعنية فى مراحل توقف القطار الحالى حتى لا يتأثر المواطن البسيط والموظفون الذين الذى يستخدمون القطار فى الذهاب لإعمالهم وقضاء مصالحهم . تقليل تكلفة الانتاج ويطالب المهندس محمد فرج عامر رئيس جمعية المستثمرين بمدينة برج العرب الجديدة بمد خطوط القطار المكهرب إلى برج العرب لخدمة العاملين بالمناطق الصناعية بغرب الإسكندرية وهى مرغم والنهضة والمنطقة العامة الحرة والناصرية بالإضافة إلى سكان هذه المناطق الذين يصل عددهم إلى ما يقرب من 2.5مليون نسمة وذلك يؤدى لنهضة صناعية ضخمة وجذب استثمارات جديدة وزيادة خطوط الانتاج بالمصانع القائمة حيث إن هذه المناطق تعانى من ندرة الأيدى العاملة الفنية والمدربة لعدم توافر المواصلات السريعة ، وأشار عامر إلى أن القطار سينهض بالتنمية السياحية بغرب المدينة والتى تضم العديد من الفنادق والمنتجعات الصحية والسكنية خاصةً لوتم ربطه بمطار برج العرب الدولى الذى أصبح مطاراً عالمياً بعد تطويره وتوسعته ،مؤكداً أنه رغم إنفاق الدولة مبلغ 850 مليون جنيه لتسيير قطار من محرم بك وحتى برج العرب وحوالى 700 مليون لإنشاء كبارى أعلى مسار القطار إلا أن هذا المشروع فشل لسوء الدراسة والتنفيذ ولم يأت بالمنفعة التى تم تشغيله من أجلها بنقل العاملين من المصانع والشركات الذين وصل عددهم إلى أكثر من 150ألفاً عمالة ثابتة ومؤقتة ، علاوة على 240 ألفاً من سكان المدينة حيث أن بداية القطار تبدأ من محرم بك وليس سيدى جابر أو محطة مصر وهى بعيدة تماماً عن أماكن ركوب العاملين الذين يأتون من محافظاتالبحيرة وكفر الشيخ والغربية وشرق إسكندرية ومواعيد ذهاب وعودة القطار لا تتناسب مع مواعيد العمل وأن القطار بطيء للغاية ولذلك لجأ أصحاب المصانع إلى توفير أتوبيسات خاصة لنقل العاملين الذى ينعكس على تكلفة الانتاج وأصبح القطار والعدم واحداً .