تعانى المنشآت الصحية بالفيوم منذ عدة سنوات من تعثر استكمال الأعمال الإنشائية وتجهيزها بالأجهزة اللازمة لها، مرة بسبب نقص التمويل ومرة أخرى بسبب عدم التزام المقاولين بالبرامج الزمنية للتنفيذ، والنتيجة واحدة وهى حرمان أهالى القرى التى تخدمها هذه الوحدات من الرعاية الصحية اللازمة على الوجه الأمثل، ومن هذه المنشآت مستشفى يوسف الصديق المركزي، ومركز أورام الفيوم، والوحدات الصحية بالعقيلى والريان والخواجات، وغيرها الكثير. ويعتبر مركز أورام الفيوم حلم الغلابة الذى لم يكتمل، فهو صرح طبى عملاق بدأ تنفيذه منذ أكثر من 15 عاماً بالجهود الذاتية، للتخفيف من معاناة المرضى الذين يضطرون إلى السفر للعلاج بالمعاهد المتخصصة فى القاهرة يفترشون الأرصفة انتظاراً لدورهم فى العلاج بعد وضعهم فى قوائم الانتظار متحملين إلى جانب آلام المرض، نفقات مالية تفوق قدراتهم، لكن أعمال تجهيز المركز توقفت منذ نحو 12 عاماً بسبب نقص التمويل ليتحول حلم الغلابة إلى سراب فى انتظار تدخل وزارة الصحة حتى يتحقق الحلم الى واقع . وترجع أهمية مركز أورام الفيوم إلى كونه أقرب بديل خارج القاهرة للمعهد القومى للأورام لأنه لا يبعد أكثر من 80 كم فقط عن القاهرة، وبافتتاح المشروع سوف يقدم خدماته الطبية ليس لأبناء الفيوم فقط وإنما للمرضى القادمين من محافظة بنى سويف . أما مستشفى يوسف الصديق المركزى فقد بدأ العمل به عام 2006 على مساحة ألفى متر مربع بارتفاع 5 طوابق ولم يتم تشغيله حتى الآن بسبب عدم وجود أجهزة طبية،ويتحمل أهالى المركز الذى يضم 16 قرية و213 عزبة وتوابعها، قدراً كبيراً من المعاناة بسبب غياب الرعاية الصحية ونقص الخدمات، خاصة أن المركز مترامى الأطراف ويشغل مساحة 3200 فدان من الظهير الصحراوى ويبعد نحو 50 كم عن مدينة الفيوم. وفى مركز يوسف الصديق أيضا تعانى 3 وحدات صحية بالمركز من تعثر استكمال الأعمال الإنشائية، وهى وحدة «العقيلي» التى صدر لها قرار إحلال وتجديد، لكن اللجنة الهندسية قررت تطويرها فقط وبالتالى تم مخاطبة المحافظة لتشكيل لجنة محايدة لاتخاذ قرار نهائي، ووحدة «الخواجات» التى تم تسليمها بمعرفة هيئة الأبنية التعليمية، لكن هناك بعض الملاحظات الفنية على الحالة الإنشائية، وأفادت مديرية الصحة بالفيوم أنه سيتم اختيار مقاول آخر لاستكمال الأعمال على حساب مقاول العملية، كما تمت مخاطبة وزارة الصحة لإرسال التجهيزات اللازمة للوحدة، ووحدة «الريان» المتعثرة منذ 10 سنوات وكانت مدرجة فى التطوير ولم يتم تسليمها حتى الآن بسبب تعثر المقاول. وقد قام الدكتور محمد عبد المحسن وكيل وزارة الصحة بالفيوم، بزيارة الوحدات المتعثرة بمركز يوسف الصديق للوقوف على المعوقات على أرض الواقع واتخاذ إجراءات عاجلة تضمن سرعة حل المشكلات ودخولها الخدمة فى أسرع وقت، كما زار الوحدة الصحية بقصر الباسل التابعة للإدارة الصحية بإطسا وهى إحدى الوحدات المتعثرة إنشائياً منذ عام 2009 ولم يتم تسليمها للصحة حتى الآن، وبحث مع مدير الإدارة الصحية بإطسا الإجراءات النهائية لتنفيذ الوحدة الصحية، وأكد ضرورة متابعة أعمال المقاول الذى وعد بتسليم الوحدة خلال أسبوع بعد الانتهاء من أعمال التشطيبات المطلوبة. أما المستشار وائل مكرم محافظ الفيوم فأكد أنه يجرى التنسيق لاستغلال مستشفى يوسف الصديق وأوضح أن هناك اقتراحا باستغلال المستشفى كمركز متخصص لعلاج أمراض الكبد، حتى يكون محوراً لمركز يوسف الصديق يقدم خدماته للمرضى من أهالى المركز والمراكز المجاورة، ووعد المحافظ بعرض الأمر على وزير الصحة لسرعة تشغيل المستشفي. وأضاف المحافظ أن هناك جهوداً مكثفة لإعادة إحياء مركز أورام الفيوم المتوقف عن العمل منذ أكثر من 12 عاماً حتى يقدم خدماته الطبية لأبناء الفيوم ولسكان المحافظات المجاورة، مؤكداً أنه تم التنسيق مع وزارة التعاون الدولى لتوفير الأجهزة الطبية اللازمة للمركز والتى تبلغ قيمتها 35 مليون جنيه، وتم عرض الأمر فى اجتماع الجمعية العمومية للجمعية العلمية الاجتماعية مالكة المركز، ليتم التنازل عنه لصالح وزراة الصحة، حتى يمكن الحصول على منحة وزراة التعاون الدولى وتشغيل المركز فى أسرع وقت.