سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
السيسى يؤكد تقديره موقف جاكرتا من 30 يونيو ويدعو الرئيس ويدودو لزيارة القاهرة..الرئيس الإندونيسى يرحب بزيارة أول رئيس مصرى منذ 32 عام ويؤكد: تبادلت مع السيسى الترويج للإسلام الذى جاء رحمة للعالمين
أكدت مصر وإندونيسيا أمس من خلال القمة التى عقدت بالعاصمة الإندونيسية جاكرتا بين الرئيس عبد الفتاح السيسي، والرئيس الإندونيسى جوكو ويدودو ضرورة التنسيق المشترك من خلال المحافل الدولية لمكافحة الإرهاب ودحره، واستعادة قيم الإسلام السمحة وتعاليمه التى تتصف بالرحمة والسلام. كما أكد الرئيسان ضرورة تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية والتجارية بين البلدين من أجل استعادة وتقوية العلاقات التاريخية التى تربط بين البلدين. وشهد الزعيمان مراسم التوقيع على مذكرتى تفاهم بين مصر وإندونيسيا، بشأن إعفاء حاملى الجوازات الدبلوماسية والمهمة والخاصة من تأشيرة الدخول بالنسبة للبلدين، وحول التعاون فى مجال تدريب الدبلوماسيين، من خلال معهدى الدراسات الدبلوماسية بالبلدين. وقد وقع على المذكرتين وزير الخارجية المصرى سامح شكرى، ووزيرة الخارجية الإندونيسية ريتنو مارسودي. وعقب المباحثات الثنائية بين الرئيسين، والتى تلتها مباحثات مشتركة بين وفدى البلدين، ألقى الرئيسان بيانين أمام المؤتمر الصحفى المشترك، أكدا خلاله عمق العلاقات بين البلدين، والتقدير المتبادل بين الشعبين. فمن جانبه، حيا الرئيس السيسى باسمه وباسم الشعب المصري، الشعب الإندونيسي، الذى وصفه بالشعب العظيم، وأعرب عن تقديره البالغ للرئيس الإندونيسى والحكومة الإندونيسية لحفاوة استقباله فى الزيارة التى وصفها بالمهمة، وتعبر عن عمق العلاقات التاريخية التى تعتز بها مصر كثيرا. وقال الرئيس: ناقشنا تعزيز التعاون فى المجالات السياسية والاقتصادية، وعكست المباحثات استمرار تطابق مواقف البلدين تجاه مجمل القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، لا سيما فى الشرق الأوسط و جنوب شرق آسيا. وقال إنه تم تبادل أفكار التعاون البناء، وكيفية التنسيق بين الدولتين فى المحافل الدولية لمواجهة القضايا المختلفة، وعلى رأسها مكافحة خطر الإرهاب والتطرف، فضلا على التعامل مع التحديات التى تواجهها شعوبنا. وأضاف الرئيس السيسى أنه تم الاتفاق على تعزيز فرص التبادل التجارى والاستثمارى والثقافي، والاستفادة من تاريخ العلاقات التاريخية التى تجمع بين الشعبين. وطمأن الرئيس نظيره الإندونيسى على سلامة الطلبة والعاملين الإندونيسيين فى مصر، وأكد له وللشعب الإندونيسى أن مصر آمنة ومستقرة وأنها تحترم وتؤمن كل من يكون على أراضيها. كما وجه الدعوة للرئيس الاندونيسى لزيارة مصر، لمتابعة المباحثات التى جرت أمس، وفتح آفاق جديدة من التعاون فى مختلف المجالات، خاصة السياسية والاقتصادية والتجارية، مؤكدا تطلعه لزيارة الرئيس الاندونيسى القاهرة قريبا. وكان الرئيس الإندونيسى جوكو ويدودو قد حيا فى بداية كلمته الرئيس السيسى والوفد المرافق له، وقال إنه لشرف عظيم أن نستضيف زيارة الرئيس المصري، مؤكدا أن مصر واندونيسيا لديهما علاقات وثيقة منذ فترة ، وأن مصر تعد واحدة من أوائل الدول التى اعترفت باستقلال اندونيسيا. وأشار إلى أنه اتفق مع الرئيس السيسى على تعزيز العلاقات الاقتصادية والتبادل التجارى والاستثمارات بين البلدين، لا سيما بعد التطور الكبير فى الاستثمارات الاندونيسية بالخارج، وقال إنه طلب من الحكومة المصرية توفير الحماية والتسهيلات للمستثمرين الإندونيسيين. وأضاف أنه تبادل الأفكار مع الرئيس السيسى للترويج للديموقراطية والإسلام السلمى الذى وصفه بأنه جاء رحمة للعالمين، وقال إن المناقشات تطرقت للحديث عن الراديكالية والتطرف والإرهاب. وطالب الحكومة المصرية بالاهتمام بالطلبة الاندونيسيين بمصر البالغ عددهم نحو 3 آلاف طالب، وكذلك العاملين الاندونيسيين البالغ عددهم 1200 عامل. وفى تصريحات خاصة للوفد الصحفى المرافق للرئيس السيسى بإندونيسيا، أوضحت وزيرة الخارجية الإندونيسية ريتنو مارسودي، أن المباحثات مع الجانب المصرى أمس ركزت على تعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية بين البلدين، مشيرة الى أن مصر أكبر شريك تجارى لإندونيسيا فى المنطقة، وأن بلادها لديها استثمارات بمصر تقدر بنحو 260 مليون دولار. وأضافت أن المناقشات ركزت كذلك على فكرة تطوير قيم الإسلام، وكذلك الديمقراطية، مؤكدة أن بلادها تنظر إلى الإسلام على أنه جاء رحمة للعالمين، وشددت على ضرورة مكافحة الإرهاب بكل صوره، وتعزيز التعاون فى هذا المجال. وكشفت أن بلادها تسعى حاليا من خلال طرح مبادرة جديدة مع ذكرى مرور 60 عاما من العلاقات الاندونيسية الافريقية، إلى استضافة مؤتمر للدول الإسلامية، للحديث حول ضرورة استعادة قيم الإسلام السمحة، وكذلك كيف نعزز السلام والاستقرار فى المنطقة، مؤكدة أن الإعلام ينبغى أن يلعب دورا بارزا فى هذه القضية. وأوضحت الوزيرة أن رئيس بلادها عادة ما يطلب من مسئولى الدول المختلفة حماية أبنائه من الإندونيسيين، لا سيما أن هناك أعدادا كبيرة من الإندونيسيين ممن يعيشون خارج البلاد. وأشارت إلى أن الرئيس الإندونيسى أبدى رغبته خلال لقاء وفدى البلدين على أن يتابع الوزراء من الجانبين ما تمخضت عنه المباحثات، من أجل تعزيز التعاون بين البلدين فى جميع المجالات، وقالت أن الجانب الإندونيسى يمكن ان يسهم فى مد مصر بالفحم المعمول به فى مجال توليد الكهرباء. وكان الرئيس السيسى قد أعرب - خلال المباحثات المشتركة بين وفدى البلدين عن شكره لنظيره الإندونيسى لإتاحته الفرصة لزيارة بلده الجميل، على حد وصفه، وقال إن الزيارة تؤكد العلاقات التاريخية التى تجمع بين البلدين، وتعزيز العلاقات لإحياء وتطوير التعاون بينهما، مشيرا إلى أنه لم تحدث اى زيارة منذ عام 1983 لمسئول مصرى على هذا المستوي. وزيرة الخارجية الاندونسية ترد على اسئلة رئيس تحرير الاهرام خلال تصريحاتها للوفد الصحفى
ودعا الرئيس السيسى رئيس إندونيسيا لزيارة مصر بلده الثاني، وقال: اسمح لى أن اتقدم لك بالشكر تقديرا لمواقفكم الداعمة مصر، والمواقف المتوازنة من الأحداث التى تمت فى 30 يونيو، كما تقدم له بالشكر على مشاركة بلاده باحتفالات افتتاح قناة السويس الجديدة. وكان الرئيس الإندونيسى أقام أمس مأدبة عشاء على شرف الرئيس السيسى والوفد المرافق له. ومن المقرر أن يقوم الرئيس اليوم قبل ختام جولته الآسيوية، بزيارة إلى مقر الأمانة العامة للتجمع الاقتصادى لدول جنوب شرق آسيا «الآسيان»، حيث يلتقى بسكرتير عام التجمع لبحث سبل تعزيز التعاون والتنسيق بين مصر ودول الآسيان على الصعيد الاقتصادي، لاسيما على ضوء الفرص الواعدة التى توفرها مصر فى إطار العديد من المشروعات التنموية والاستثمارية التى تقيمها حاليا.
والرئيس خلال مأدبة العشاء على شرفه: حريصون على الارتقاء بالعلاقات إلى شراكة حقيقية ألقى الرئيس عبد الفتاح السيسى كلمة خلال مأدبة العشاء التى أقامها الرئيس الإندونيسى جوكو ويدودو على شرف الرئيس امس، عبر خلالها عن تقديره البالغ حفاوة الاستقبال والأجواء الإيجابية التى تسود الزيارة، والتى تعبر عن عمق علاقات الصداقة التاريخية بين البلدين، التى نعتز بها كثيرا. وقال الرئيس: إنه لمن دواعى سرورى أن أكون بينكم اليوم فى هذا البلد العريق والصديق .. وأن أؤكد لشعب وحكومة إندونيسيا عزم مصر الجاد تعزيز علاقاتها وتعاونها مع الدول الآسيوية الصديقة والارتقاء بمستوى هذه العلاقات فى إطار شراكة حقيقية تحقق المنفعة المشتركة لشعبى البلدين وتسمح بتوظيف قدراتنا المشتركة لتحقيق مستقبل أفضل لشعوبنا. وأضاف قائلا: إن مصر التى تتميز بدور رائد فى محيطها الإقليمى وإندونيسيا بثقلها فى العالم الإسلامى يملكان من الطاقات والتاريخ المشترك ما يمكنهما سويا من النهوض بمستوى تعاونهما فى شتى المجالات لمواجهة التحديات المشتركة الآخذة فى التزايد وفى مقدمتها مواجهة الإرهاب والفكر المتطرف والعمل على دعم الفكر المعتدل الذى يقوم على صحيح الإسلام وتعزيز التعاون وتبادل الخبرات فيما بين الدول النامية للارتقاء بمستوى معيشة شعوبها.. ومواجهة الفكر المتطرف والإرهاب اللذين يهددان أمن واستقرار الشعوب. وذكر أن تطابق مواقف البلدين تاريخيا تجاه معظم القضايا الدولية السياسية والاقتصادية، يمثل نقطة انطلاق حقيقية يجب البناء عليها، لما نأمل فى تحقيقه بشأن تعزيز تعاوننا المشترك فى المستقبل، وإطلاق العنان لفرص التعاون السياسى والاقتصادى، وتعزيز التنسيق تجاه مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. واختتم كلمته قائلا: أتوجه إليكم بالشكر مجددا وأتطلع لاستقبالكم فى مصر ضيوفا أعزاء لمتابعة ما تم الاتفاق عليه خلال هذه الزيارة القيمة بشأن مجالات التعاون المستقبلى.