هناك تجربة علمية أجراها علماء النفس الاجتماعي بهدف معرفة الكيفية التي يسيطر بها الحاكم الديكتاتور علي شعبه خاصة في الدول التي تشبهنا, حيث تم حجز خمسة قردة داخل قفص حديدي به صندوق خشبي ومن أسفل القفص سكب العلماء كمية كبيرة من المياه الموصولة بسلك كهربائي بينما يتدلي من أعلي القفص بين فترة وأخري صابع موز مما يغري قرد من الخمسة بالصعود علي الصندوق الخشبي لاحضاره وبمجرد الصعود يتم كهربة الماء فيصعق القرود الاربعة الواقفون علي الأرض المبللة وهو ما يتكرر كلما تدلي الموز مما جعل هناك ارتباطا شرطيا بين الصعود والكهربة وهو ما دفع القرود الي ضرب ومنع ايا منها يحاول الصعود الي الصندوق... وبعد فترة كان العلماء يقومون بسحب قرد من الخمسة واحلال آخر مكانه لكن من دون تعريضه للكهربة لأنه بمجرد محاولته الصعود لجلب الموز حتي يفاجأ بمنعه وإشباعه ضربا من الاربعة الآخرين الذين لديهم خبرة في الكهربة بعد أن أدركوا نظرية الارتباط الشرطي بينما المسكين الجديد لا يدري لماذا يضرب؟! وبعد فترة يعتاد الأخير مشاركة رفاقه في ضرب الضيف القادم رغم أنه لم يذق الصعق وهكذا حتي تم استبدال القرود الخمسة الذين خاضوا تجربة الكهربة ويحل مكانها الجدد الذين يشاركون في الضرب من دون معرفة السبب؟! ويقول العلماء أن الحاكم عندما يعود شعبه علي القهر وقد يدفع الثمن جزء من هذا الشعب وليس كله إلا أن الكل يخشي القهر وان لم يتعرض له.. وهذا هو حالنا مع كل من حكمنا فعندما تخلصنا من رأس النظام السابق توهمنا أننا تخلصنا معه من أصحاب نظرية القرود والديكتاتور والتي عشنا وعاش فيها أجدادنا حتي الآن! ويبدو أن الذي مارس الصعق علينا كالقرود حتي ولو اختفي سواء بالخلع أو بالموت مازال تلاميذه بيننا تمارس نفس الاسلوب من قتل للشهداء وأذاقتنا أزمات وأزمات من أول الانفلات الامني إلي بورسعيد وكأنهم يصعقون بعضنا حتي نفعل ما فعله القردة المضروبين فلا هي تحصل علي حقوقها ولا تحاول الخروج من القفص!. ويبدو أن ما نراه الآن من سيناريوهات خاصة بترشح رموز النظام المخلوع للرئاسة يؤكد أن التلاميذ عائدون وأن الراجل اللي ورا الرئيس القادم هو هو اللي كان ورا الرئيس السابق ؟!. [email protected] المزيد من أعمدة ايمن المهدى