الحديث عن الثقافة العلمية يعني الحديث عن مصطلحات تتشكل لدي الفرد من خلال اتجاهاته والقيم التي يحملها نحو العلم والمعرفة منذ نعومة أظفاره, ينميها عندما يصبح بالغا, ويتم هذا في مدرسته وتجربته المباشرة مع أسرته ومجتمعه... لقد أدركت الدول المتقدمة أهمية الثقافة العلمية لأبنائها, فقامت بإعداد العديد من برامج التربية العلمية, بما في ذلك برامج تطوير مناهج العلوم, بهدف نشرها ومحو الأمية العلمية بين أبنائها. وعلي مستوي الوطن العربي فقد أكدت التقارير ان الدول العربية ومنها مصر للاسف تفتقر إلي الإعلام العلمي والتقاني الهادف والمؤثر الذي يعكس مدي التقدم العلمي والتقاني الجاري في العالم, وأثره علي المجتمع العربي. وبات وعيه بأهمية الثقافة العلمية والتقانية محدودا مع ندرة الاهتمام بالتعاون والتنسيق بين الجهات ذات العلاقة بتبنيها وبالذات في مجال التنمية البشرية, بالاضافة الي قلة الدراسات المعمقة لمعالجة الأمية الإلكترونية المعاصرة, بالرغم من أن الاهتمام بالثقافة العلمية قد بدأ في وقت مبكر في مصر إبان انشاء الجامعة المصرية من خلال رواد العلم آنذاك أمثال مشرفة وأحمد زكي وغيرهما.... أما في مصر نحن في حاجة للثقافة العلمية علي المستوي الشعبي, والتفكير العلمي علي مستوي النخبة في شتي المجالات علي الأقل في هذه المرحلة حتي يتحسن وضع التعليم والثقافة العامة, ويتم تصحيح مسار التعليم, من تعليم تلقيني, لتعليم بحثي ابداعي, يحث علي الفكر النقدي والابتكار وأن نطور من السياسة الثقافية العامة فنجعلها ثقافة تنويرية وأن ننقي وسائل اعلامنا الأرضية والفضائية من برامج التسلية السلبية وخزعبلات التفكير الخرافي والاسطوري. فالثقافة العلمية لم تعد مجرد ترف فكري لنخبة, بل هي ضرورة عصر وأداة تغيير حتمية للأفضل, دون تنازل عن خصوصية وهوية نعتز بهما جذورا, ونمدهما فروعا تثري تنوع الثقافات في العلم. آن الاوان لرد الاعتبار للثقافة العلمية ومناهجها والاهتمام بنشرها, فالامر لم يعد ترفا أو فنتازيا, ولكن بات ضروريا لكي نستطيع أن نغير حياتنا الي الافضل. المزيد من مقالات د.حامد عبدالرحيم عيد