من أكثر الدول التى عرفت الانقلابات منذ استقلالها عن بريطانيا فى السبعينيات من القرن الماضى، كانت قطر التى تعد قرية كبيرة لا يتعدى سكانها الأصليون مليونا تمثل عائلة آل ثانى نحو 40% منهم، وكان أول الانقلابات من الشيخ خليفة بن حمد آل ثانى، والذى انقلب على ابن عمه أحمد بن على فى سنوات حكمه الأولى، وفى يونيو من عام 1995 انتهز حمد بن خليفة فرصة قضاء والده أجازته السنوية فى جنيف، وخلال رحلته من سويسرا إلى القاهرة أعلن حمد عن إقصاء والده عن الحكم. فى جنيف 2013 صدر كتاب فرنسى تحدث عن إمارة الشيطان «قطر» وتوقع المؤلف الترتيب لحدوث انقلاب أبيض على حمد بن خليفة، مثلما فعل نفسه ضد والده، فإن تميم استفاد من التجربة فى الانقلاب على والده، وبالفعل جرى إقصاء حمد من سدة الحكم وتولى تميم إدارة شئون القرية الكبيرة والتى أصبحت ملاذاً للإرهابيين من العالم واحتضان الخطرين على الدول والمطلوبين على قائمة الانتربول والذين يتواجدون على أراضى هذه الدويلة الصغيرة والتى تحوى أراضيها نحو ثلث مخزون غاز العالم وهو مصدر الدخل الرئيسى، وتم استخدام النظام الحاكم لخدمة مصالح أمريكا وإسرائيل لتنفيذ المخطط الأمريكى بتفكيك الجيوش العربية، حتى لا يتبقى فى الشرق الأوسط سوى جيش الصهاينة. هذا هو الدور التخريبى الذى تلعبه تلك الدويلة والتى تلقى الحماية والدعم من الولاياتالمتحدة، وأصبحت علاقاتهما سيئة ومضطربة مع كافة البلدان العربية، مما دفع إلى تحركات داخلية لإسقاط نظام تميم وموزة، وشكلت الشهر الماضى خلايا عنقودية فى قطر وخارجها منها الجيش القطرى الحر والذى يقوده اللواء حمد السليطى، كما يتم تشكيل حكومة فى المنفى وهناك أنباء عن قيام الأمير جاسم بن حمد وهو الأخ غير الشقيق لتميم بإعادة ترتيب الأوضاع وحدوث انشقاقات داخل الحرس الأميرى والجيش القطرى والانضمام إلى المجموعات المعارضة، وسبق الكشف عن خلية تضم 50 من كبار الضباط الذين كانوا سينقلبون على حكم تميم. يبدو أن المشهد سيقود قطر لتذوق نفس الكأس التى شاركوا فيها لتدمير الدول العربية لكن لم نسمع قناتهم العميلة «الجزيرة سابقا» أن تذكر فى أى لحظة التفجيرات وخطف كبارالمسئولين, لأن هذه القناة هى بوق للسلطة وذراع الجلاد ضد معارضيه، لن يفلت «برميل» قطر ونجله الصغير من المحاسبة على الجرائم التى مولوها وساعدوا القتلة المجرمين على ارتكابها فى مصر والبلدان العربية.. لن يفلت هؤلاء من عقاب الشعب القطرى الشقيق والأبطال الصامدين ضد تميم. لمزيد من مقالات أحمد موسي