كانت ولاتزال صحراء الوادى الجديد أقرب إلى عالم الخيال بمرتفعاتها الجبلية وبرمالها الوردية ووديانها الرائعة وعبق التاريخ فيها...فهى من أغنى الصحراوات فى العالم بالأماكن الأثرية والمعالم السياحية وروعة الطقس والمناخ. وعلى بعد 43 كم من واحة الخارجة رأيت أروع صور الجمال الطبيعية النادرة والتى تجمع بين رمال الصحراء بألوانها الوردية وأشجار اللبخة بلونها الأخضر ونقاء المياه التى تخرج من باطن الصخور والجبال .. لوحة يعجز فنانو العالم عن إبداعها ولو فى الخيال . عم سيد حسانين الشهير "بحارس الطبيعة" هناك .. يحكى أن الرومان أطلقوا عليها منطقة" اللبخة، «لأنها كانت مشهورة بزراعة شجر اللبخة النادر، ويوجد بها ثلاثة معابد أثرية من العصر الرومانى والبطلمى، أما معجزة هذا المكان فهى عين اللبخة، وتتكون من 14 خط مياه محفورة داخل الصخور يطلق عليها" مناور" وهى مياه نقية وعلاجية .. ولم يعرف أحد مصدرها حتى الآن. وكانت اللبخة منطقة تلاقى طرق القوافل التجارية قديما ولذلك توجد هناك بقايا مدينة سكنية وأراض زراعية كثيرة وكانت تروى من مياه العين ويعود تاريخها الى مابين القرنين الثاني والخامس الميلادي. ويقول عم سيد إن هناك رواية متوارثة تردد أن ملك المنيا فى ذلك الوقت كان لديه بنت جميلة ، وأراد ملك الواحات أن يزوجها لابنه ، واشترط والد العروس على ملك الواحات أن يمد خطوط المياه تحت الأرض لرى الأراضى الزراعية لكى يوافق على الزواج. طبيعة ساحرة وتراث انسانى يحتاج إلى المزيد من الاهتمام وإدراجها على الخريطة السياحية، حتى لا تظل اللبخة فى طى النسيان.