مشروع مثلث التنمية في صعيد مصر أحد أهم المشروعات القومية بعد مشروع قناةالسويس الجديدة الذي يسهم في استغلال مساحة 840 ألف فدان في المثلث الذي يتكون رأسه من قنا وقاعدته في القصير وسفاجا بالبحر الاحمر وهذا المشروع سوف يخرج إلي حيز التنفيذ حيث تنظم وزارة الاستثمار وهيئة التنمية الصناعية بحضور الشركة الايطالية المخططة للمشروع مؤتمر تنمية مشروع المثلث الذهبى الاسبوع المقبل بوزارة الاستثمار بحضور عدد من الوزراء والمحافظين والخبراء وتشير الدراسات إلي أن المشروع يتضمن إنشاء قلاع صناعية وموانئ ومطارات واستغلال مناجم الذهب والفضة. فى البداية يقول اللواء عبدالحميد الهجان محافظ قنا إن المشروع يقع على الطريق الساحلى الذى يربط حدود مصر الشرقية حتى حدود مصر الجنوبية والغربية فى المنطقة المحصورة بين محافظتى البحر الاحمر ومحافظة قنا وتبلغ اجمالى المساحة التى سيشملها المشروع 38 الفا و281 كيلومترا مربعا ويتمتع المشروع بإطلالة على البحر الاحمر مما يعطيه نافذة على دول الخليج وشرق اسيا وإفريقيا اضافة الى الاتصال بوسط وجنوب القارة الافريقية عن طريق منفذ اسوان البرى والنهرى ويضيف أن المشروع يتضمن إنشاء مجمع صناعات جديدة تدفع حركة التنمية بالصعيد لتعظيم حجم الاستفادة من كنوز مصر فى تلك المنطقة. وقال المحافظ إن اللبنة الاولى للمشروع جاءت عام 2013 بتشكيل لجنة وزارية لمشروع المثلث الذهبى لكى يكون هذا المشروع هو الاهم على الاطلاق فى صعيد مصر مشيراً الى ان هناك عدة قطاعات سوف تنشط وتتضاعف وتتعاظم قيمتها ففى قطاع الصناعة نجد ان وجود منطقتين صناعيتين فى نجع حمادى والكلاحين بقفط سوف يعزز من قيمة الانتاج وانشاء صناعات تكميلية. وفى قطاع الزراعة نجد ان منطقة وادى اللقيطة التى تضم 500 فدان مجهزة تماما سوف تتعاظم ايضا قيمتها خاصة انه تم توفير كل المقومات لها كقرية متكاملة بها وحدة محلية ومدرسة ودار مناسبات وجمعية زراعية ومخازن ومحطتان كهرباء. وعن القيمة المضافة للمشروع واثرها على محافظة قنا أوضح الهجان أن هناك حزمة من المشروعات التى ستكون نواة حقيقية لطفرة شاملة ابرزها البدء فى اعداد دراسة متكاملة لانشاء مصنع للفوسفات بقيمة 600 مليون جنيه لاستغلال خام الفوسفات وكذلك اقامة مجمع صناعى لاستخلاص الذهب يكون مركزه منطقة الفواخير على طريق قفط - القصير في نطاق المثلث الذهبى حيث يوجد خام الذهب بكثافة كما سيتم اعادة استخدام اقدم مصنع لانتاج الذهب فى مصر والذى يعتبر الأول من نوعه فى استغلال الذهب فى مصر منذ عام 1941 والذى توقف به الانتاج عام 1956 بعد التأميم ولا يزال هو اهم مركز للذهب فى الصحراء الشرقية فى مصر ويشير إلى أن المشروع سيوفر عشرات الآلاف من فرص العمل بل مئات الآلاف دون مزايدة فنحن امام قلاع صناعية ومركز لوجيستى لصناعات متعددة سترى النور فى جنوب مصر اضافة الى مرحلة تنموية لم تشهدها المنطقة من قبل ستحدث نقلة نوعية لم يشهدها اقليم الصعيد من قبل. ويوضح السيد محمد عبدالفتاح أدم سكرتير عام المحافظة المساعد ملامح الخطة التى وضعتها المحافظة فى اطار مشروع المثلث الذهبى قائلا إن المحافظة تقوم بتسخير كل امكاناتها لخدمة المشروع حيث تم عقد العديد من الاجتماعات مع قطاعات الاستثمار والزراعة والصناعة والسياحة لوضع مخطط شامل يسهم فى طرح كل موارد المحافظة فى كل القطاعات لخدمة المشروع لتكون تلك المقومات احد ركائز التنمية الشاملة التى سوف يستهدفها المشروع خلال مراحل تنفيذه ليكون بحق مشروعا عملاقا. لم يشهد الصعيد له من قبل موضحا أنه منذ اقامة الدولة لقلعة الالومنيوم فى مدينة نجع حمادى فى الستينيات لم تشهد المنطقة مشروعا مماثلا الا هذا المشروع العملاق والذى تحشد له امكانات الدولة ليكون هدية لأهل الصعيد ومصر. تفاصيل المشروع الاهم فى صعيد مصر ومقوماته كشفها ل «الأهرام» الدكتور مصطفى اسماعيل زيان الخبير والاستشارى الجيولوجى واحد مخططيه قائلا إن مشروع المثلث الذهبى هو أول مشروع استراتيجى يتبنى استخراج وتصنيع الخامات المعدنية والمحجرية فى مصر ويهدف إلى اقامة عاصمة صناعية جديدة من خلال انشاء مركز تعدينى صناعى تجارى سياحى يخدم مصر وافريقيا فى المنطقة المحصورة بين محافظتى قنا والبحر الأحمر ويتم من خلاله ايضا تعظيم دور الثروات التعدينية فى هذه المناطق وتفعيلها لخدمة دور اكبر فى دعم الاقتصاد القومى وتصنيع الخامات بدلا من تصديرها كمواد خام وهو ماكان يمثل خسارة كبيرة للاقتصاد القومى خاصة ان مصر تعد هى الدولة الثالثة على مستوى العالم محجريا كما يتضمن المشروع اقامة مركز اقتصادى لوجيستى قائم على الأنشطة التعدينية بتلك المنطقة كما يعد المشروع طفرة كبيرة لتنمية جنوب الصعيد تعدينياً وصناعياً وزراعياً وسياحياً حيث إن تلك المنطقة حرمت من التنمية لعقود طويلة وهو ما يعطى دفعة حقيقية للتنمية فى مصر خاصة مع وجود مقومات ستسهم فى انجاح المشروع ابرزها ان المنطقة المحددة للمشروع تضم مخزونا معدنيا هو الاكبر فى العالم من الفوسفات والمنجنيز والذهب والكروم والتنجستين والزنك والرصاص والكبريت والبوتاسيوم والفلسبار والجرانيت بانواعه والاحجار الكريمة. بينما يؤكد الدكتورعباس منصور رئيس جامعة جنوب الوادى ان اهتمام الدولة بالصعيد الآن ربما تكون اولى خطواته الجادة التى نتحدث فيها عن مشروع المثلث الذهبى فقد اعددنا فريقا متكاملا من تخصصات مختلفة من أساتذة الجيولوجيا والهندسة والتخطيط والزراعة لرفع المنطقة بالكامل وفحص وتصنيف مواردها الطبيعية باعتبار الجامعة هى بيت الخبرة لمنطقة الصعيد لما بها من امكانات سنسخرها بالكامل لخدمة المشروع وقمنا بالفعل برفع المكان من خامات الى موانئ تصدير الى صخور وانواعها واستخدمات كل نوع والصناعات التى من الممكن ان تقوم على كل نوع. وطالب رئيس جامعة الوادي بتشكيل هيئة مستقلة للمشروع مثل مشروع هيئة قناةالسويس للقضاء على روتين المحليات وتحويلها إلى منطقة لوجستية قائمة على مساحة كبيرة تنتظر ان تمتد من الزعفرانة شمالا الى شلاتين فى آخر الخريطة المصرية اضافة الى انشاء مطارات ومحطات للكهرباء وان تجعل الدولة مشروعها الاهم فى 2016 هو المثلث الذهبى. ويشير رئيس الجامعة إلى ان الجامعة سوف تضع امام المؤتمر رؤية شاملة حول الاستثمارات الصناعية والزراعية والعمرانية والسياحية حتى الطرق وضعناها فى الحسبان. ويكشف المهندس جلال سليمان رئيس اللجنة الفنية لمجموعة العمل الدائمة لمشروع المثلث الذهبى عن ان 26 ممثلاً للوزارات المختلفة ضمن اعضاء اللجنة وان المكتب الاستشارى الايطالى المنوط به عمل الدراسة للمشروع سيسلمها فى فبراير المقبل مشيراً إلى أن المؤتمر المنتظر بمدينة الغردقة يوم الأحد المقبل سوف يناقش آراء الخبراء والاساتذة والعلماء فى كيفية تحقيق اقصى استفادة للمشروع لتدعيم الدراسة التى يعدها المكتب الاستشارى المنوط له بتنفيذ الدراسة ويوضح فى حديثه ان نطاق تنفيذ المشروع سيبدأ من خط عرض 25 الى 26٫75 ودراسة كل المصادر الموجودة بالمنطقة بمسح شامل زراعى صناعى مصادر مياه موانى طرق مجتمعات عمرانية معادن مصانع، ثم تبدأ اللجنة الفنية بمطابقة الدراسة من خلال ممثلى 26وزارة وهيئة من كل الوزارات المعنية فى مصر نحو التطبيق والمطابقة للواقع وإزالة اى معوقات مستقبلية ليكون هذا المشروع بحق واحدا من اضخم مشروعات تنمية مصر فى المستقبل القريب وينهض اقتصاديا بها ويغير الخريطة بعد ضخ مساحة 7 كم الى التنمية الزراعية والصناعية والسياحية وتطوير المنطقة تطويرا جذريا من خلال مخطط شامل ومتكامل ودراسة جدوى المشروعات المقترح اقامتها ومدى قابليتها للتوسع مستقبليا ومرحليا وربطها بباقى الصناعات فى المنطقة المحيطة.