لبنان قد يتحول إلى «دولة فاشلة» على وقع «مظاهرات القمامة»

سلام: لن نستطيع دفع رواتب الشهر المقبل..والصراعات السياسية تشل الحكومة

بسبب تفاقم أزمة القمامة فى شوارع لبنان واختلاف القادة السياسيين على مكان التخلص منها ، واندلاع المظاهرات التى تحولت إلى مواجهات مع الشرطة ، أطلق رئيس الوزراء اللبنانى تمام سلام، أمس صرخة بوجه السياسيين المتنافسين فى البلاد قائلا إنه لن يكون شريكا فى انهيار الدولة
ملوحا مجددا بالاستقالة بسبب شلل حكومته نتيجة - كما قالت وكالة رويترز للأنباء - الصراعات السياسية المحلية والولاءات الطائفية المرتبطة بأزمات أوسع فى المنطقة.وقال إن البلاد مقبلة على وضع مالى لا يسمح بإصدار سندات أوخدمة الدين وهو ما قد يؤدى إلى تصنيفها ضمن الدول الفاشلة، وإن هذه الأمور إن لم يتخذ فيها القرار المناسب فى اجتماع مجلس الوزراء الاسبوع المقبل ستزيد الأمور سوءا وسيزيد الانهيار. وأضاف سلام أنه لن يقبل بأن يكون شريكا بهذا الانهيار، مطالبا كل المسئولين والقوى السياسية بتحمل مسئولياتهم، وذلك فى إشارة إلى استقالة محتملة كان قد لوح بها قبل ثلاثة أسابيع.وشدد على أن استخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين من قبل الشرطة لن يمر دون ملاحقة .كما حذر سلام من أن الحكومة المثقلة بالديون لن تكون قادرة على دفع رواتب الشهر المقبل. وقال مصدر حكومى إن الدين العام للبنان يبلغ ما يعادل نحو 143 فى المئة من اجمالى الناتج المحلي.وقد أطلقت قوات الأمن اللبنانية مدافع المياه على المتظاهرين قرب مقر رئاسة الحكومة وسط العاصمة ،ورد المحتجون بالقاء ألعاب نارية على قوات شرطة مكافحة الشغب.وتراكمت القمامة فى شوارع لبنان الشهر الماضى بعد أن فشل الساسة -الذين قسمتهم صراعات إقليمية ومحلية- فى الاتفاق على المكان الذى سيتم فيه التخلص من نفايات العاصمة.وتم حل الأزمة مؤقتا عندما أزيلت القمامة فى نهاية المطاف ،لكن المشاحنات داخل الحكومة حول اسم الشركة التى ستفوز بالتعاقد الجديد جعلت المعارضين يوجهون اتهامات لها بالفساد.
كانت حملة "طلعت ريحتكم" قد تجمعت أمس الأول فى ساحتى رياض الصلح والشهداء فى وسط بيروت، للاحتجاج على عدم حلّ أزمة النفايات، وطالبوا بإستقالة وزير البيئة محمد المشنوق، وذلك بحضور كثيف للمواطنين وناشطين فى المجتمع المدني، لكن مواجهات اندلعت بين المتظاهرين والقوى الأمنية استمرت حتى قرابة منتصف الليل، وأدت إلى سقوط عشرات الجرحى من الطرفين.
وقال سلام، فى مؤتمر صحفى عقده أمس: "نحن مقبلون على وضع مالى قد يذهب بلبنان إلى تصنيفه من الدول الفاشلة، لن أكون شريكاً فى هذا الانهيار وليعرف جميع المسئولين ذلك، أنا صابر ولكن للصبر حدود، وصبرى مرتبط بصبركم، وإذا قررتم الصبر فأنا معكم وإذا قررتم عدم الصبر أنا معكم أيضا اتخذ الموقف".. وأضاف، أن "إحراجى لإخراجى يمارس منذ زمن، وكنت سأخذ قرارى منذ ثلاثة أسابيع وما زال الخيار أمامي، وسأتكيف مع الموضوع وفق ما أراه مناسبا، وعندما أرى أن صبرى بدأ يضر بالبلد سأتخذ القرار المناسب".. فيما قالت الوكالة الوطنيّة اللبنانية للإعلام أمس، إن حى البعاصيرى وحى النجاصة فى مدينة صيدا، تعرض ليلا إلى رصاص قنص غزير، بالإضافة إلى ساحة الشهداء، حيث طاول القنص النوافذ والطرق والأبنية المقابلة لمخيم عين الحلوة الفلسطينى جنوبى صيدا.
وعلى الرغم من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار والإعلان عن تهدئة، بقيت الاشتباكات متقطعة حتى ساعة متأخرة من ليل أمس، بين حركة "فتح" وتنظيم "جند الشام" المحسوب على القاعدة، تخللها إطلاق نار وقذائف صاروخيّة وإلقاء قنابل يدوية.
وأسفرت الاشتباكات التى جرت أمس الأول، عن سقوط 3 قتلى و20 جريحاً إصاباتهم حرجة، كما أدت إلى اندلاع حرائق فى المنازل وتضرر فى الممتلكات والسيارات واجبرت العديد من الفلسطينيين إلى النزوح فى اتجاه مدينة صيدا.
كما طالت الاشتباكات الجيش اللبنانى الموجود عند مداخل المخيم، الذى رد على مصادر النيران وعمد على تعزيز قواته واجراءاته الأمنية.