أعلنت مصر تدشين حملة قومية لإنقاذ مائة مبنى أثرى بالقاهرة التاريخية. وتعتبر حارات القاهرة القديمة، علامات وشواهد تاريخية، ولهذا هناك اهتمام بتطويرها ضمن مخطط متكامل لإحياء التراث العمرانى للقاهرة التاريخية ، يتم من خلاله ترميم عشرات الأبنية، وإضافة القيمة الجمالية للقاهرة التاريخية لتحفيزالأنشطة السياحية والثقافية. الدكتور محمد عبد العزيز, معاون وزير الآثار لشئون الآثار الإسلامية والقبطية أكد أن وزارة الآثار تهدف لتطوير مبانى الحارات الأثرية والتاريخية، بمناطق النحاسين وبيت القاضي والجمالية والخرنفش وباب زويلة وباب الوزير. فبما أن شارع المعز يعد متحفا مفتوحا للآثار الإسلامية، فهناك نية لربطه بالحارات والشوارع الجانبية والأزقة، بالتنسيق مع أهالي المنطقة، للحفاظ على المباني التاريخية والعمارة الدينية كالمساجد والزوايا والكتاتيب والخانقاوات والأسبلة والحمامات، وكذلك المباني التجارية كالأسواق والوكالات، والتى تتفرع بالحارات، علاوة على إعداد لوحات أثرية توضح اسم الأثر وتاريخه، مع مراعاة عدم إدخال أي تعديلات علي ملامح المبنى من الداخل أو الخارج أو بنقوشه وزخارفه. وقال د. محمد عبدالعزيز: عندما جاء الفاطميون إلى مصر فى عام 969، واختط جوهر الصقلى, قائدهم, المدينة وأحاطها بأسوار ضخمة من الطوب اللبن، واكب ذلك اختيار كل قبيلة مرافقة للجيش لمساحة, تحولت إلى حارة، لسكنى أفرادها. وعندما جاء المعزلدين الله الفاطمى، ظهرت معالم الحارات والبوابات للمدينة الجديدة، والتى كانت ومازالت تحفظ تاريخ هذه الحقبة. ومن أشهر الحارات حارة الروم، وحارة برجوان أحد خدم القصر وقتله الحاكم بأمر الله ، وحارة الجودرية, وهى تنتسب إلى جودر خادم الخليفة الفاطمى عبيد الله المهدى وسكنها اليهود بعد ذلك، و حارة الديلم وهى منسوبة للديلم. وأضاف الدكتور محمد عبدالعزيز: هناك أيضا حارة الباطلية، وهى معروفة بقوم أتوا مع المعز، ولما قسم العطاء بين الناس لم يعطهم شيئا، فقالوا «رحنا نحن فى الباطل» فسموا بالباطلية، وحارة الكافورى، وكانت بستانا للملك الإخشيد، وحارة قائد القوات، وسكنها فى بدء الأمر حسين بن جوهر الصقلى، والملقب بقائد القوات، وحارة العطوفية، وكانت من أجمل مساكن القاهرة، ويليها حارة الوزيرية، وتنتسب إلى الوزير يعقوب بن كلس. إلا أن هذه الحارات أو الخطط تضاعفت فى أيام الأيوبيين والمماليك، وكلها تصب فى شارع المعز لدين الله، والذى يصفه المؤرخون بأنه الشارع الرئيسى، وكانت الحارات تتشعب فى دروب وأزقة، وكان هذا الشارع يسمى أيضا بالشارع الأعظم الذى ترتاده المواكب.