أقبل »لوتشوا أوتا« رئيس الحزب الشيوعى لمدينة »تانجينج« بشرق الصين لحضوره حفل عشاء اتسم بالبذخ الشديد وانتهاكه قواعد الاقتصاد فى الإنفاق ! خلال زيارته للمنطقة الصناعية، أما »تشى هو« رئيس إدارة الدولة لحماية البيئة فقد استقال من منصبه عقب تسرب كيماوى من مصنع للبتر وكيماويات إلى نهر »سنغهوا« أدى إلى تلوث مياه النهر وقطع إمدادات المياه عن 3 ملايين صيني. وفى اليابان انتحر وزير الزراعة »توسيكا تسو« شنقا فى شقته بطوكيو قبيل ساعات من جلسة البرلمان «الدايت» التى كان من المقرر أن يمثل أمامها بسبب فضيحة فساد تتعلق بضلوعه فى قبول تبرعات غير معلنة وإبرام عقود مزورة؛ بينما استقال «سيجى مايهارا» وزير الخارجية بعد اتهامه بتلقى هبة مالية من سيدة أجنبية مقيمة بما يخالف قوانين بلاده معلنا فى مؤتمر صحفى اعتذاره للشعب. وهاهو وزير الدفاع البريطانى »ليان فوكس« يستقيل من منصبه على خلفية الكشف عن علاقته الوثيقة برجل أعمال له مصالح تتصل بشئون الدفاع بعد أن اقر فوكس فى خطابه إلى رئيس الوزراء بالخطأ والخلط بين المصلحتين الخاصة والعامة، أما وزير الطاقة والمناخ البريطانى »كريس هون« فقد استقال فى أعقاب موجهته باتهامات تتعلق بهروبه من غرامة تجاوزه بسيارته حدود السرعة القصوى وطلبه تسجيل الغرامة على رخصة القيادة الخاصة بزوجته، ناهيك عن استقالة »ديفيد بلنكت« وزير الداخلية البريطانى أيضا لاتهامه بمنح تأشيرة إقامة لمربية بالمخالفة بالقواعد المعمول بها. وكذلك فعل (أى استقال) وزير الدفاع السلوفاكى «يوارى ليشكا» بسبب تحطم طائرة عسكرية ومقتل 42 عسكرياً كانوا على متنها، وبالرغم من أن التحقيق لم يدن ليشكا إلا انه أعلن فى مؤتمر صحفى انه استقال تضامنا مع اسر الشهداء، كما استقال رئيس المصرف الوطنى السويسرى «هيلد برند» على خلفية تكسب زوجته من صفقة تحويلات ضخمة قبل أيام من تحديد المصرف المركزى السويسرى سعر الفرنك، حيث قال فى مؤتمر صحفى: «لم استطع تقديم دليل قاطع على عدم علمى بصفقة زوجتى». أما الفرنسيون فقد فوجئوا بتقديم «ليسيان انتهايم» مدير الصحة العامة استقالته فى منتصف أغسطس عام 2003 عندما اجتاحت بلاده أسوأ موجة حارة فقتلت 2000 من كبار السن، وإعلانه تقديم نفسه إلى المحاكمة عن إهمال وتقصير حكومته. وعندما انقطع الإرسال التليفزيونى فى أثناء مباراة المنتخب اليونانى مع نظيره الكورى خلال دورة الألعاب الاوليمبية فى أثينا عام 2004، أعلن »جون كليريمس« رئيس التليفزيون استقالته فور عودة الإرسال معترفا بمسئوليته الكاملة عن الحادث المؤسف مهما كانت أسبابه. أنها لحظات من يقظة الضمير والصدق مع النفس والإحساس بالمسئولية والشعور بالتقصير وعدم الجدارة فى تحمل المسئولية والاستمرار فى القيادة التى دفعت هؤلاء المسئولين والوزراء وغيرهم لا يتسع المجال لذكرهم إلى الإقدام على الانتحار أو الاستقالة، وإننى لا أطالب المسئولين العرب والمصريين فى مثل هذه الحالات وغيرها بالانتحار لأن الأديان تحرمه، وإنما أطالبهم بالاستقالة فورا مثلما فعلت الدكتورة معصومة المبارك وزيرة الصحة الكويتية أول كويتية تتولى منصبا وزاريا، حيث اتخذت قرارها الشجاع بالاستقالة متحملة المسئولية السياسية والأدبية عن حادث حريق مستشفى الجهراء المروع وضحاياه، ومثلما فعل الدكتور إبراهيم الدميرى وزير النقل الأسبق فور كارثة حريق قطار الصعيد. والغريب انه عندما استقال الدميرى ومعصومة تعبيرا عن مسئوليتهما السياسية والأدبية على الأقل تجاه الكارثتين اتهمهما البعض برغبتهما فى الشهرة بينما هاجمهما البعض الآخر بشدة دون أن يشعر بشئ من الخجل، حتى لا تصبح استقالة الوزراء والمسئولين عند الضرورة تقليدا قابلا للتكرار، وما أحوجنا اليوم نحن فى مصر الآن إلى أن تكون استقالة الوزراء والمسئولين عند الضرورة والتقصير وتحمل مسئولية وواجبات القيادة فى مختلف المواقع ثقافة وسلوكا وقبل ذلك كله مطلبا شعبيا. فهل يحدث ذلك؟ نحن فى الانتظار!. لمزيد من مقالات فرحات حسام الدين