وصلتني هذه المشاركة على حسابي الخاص على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك وأعتقد أنه قد تم تناقلها بين الكثيرين من مريدي ومستخدمي هذا الموقع وربما مواقع أخرى كتويتر على سبيل المثال. الكلمات التي وصلتني تثير الضحك بقدر ما تثير الحزن على ما يحدث في مصر في هذه الأيام. هذه الكلمات كانت مرفقة بصورة عبارة عن أشكال هندسية صغيرة ذات ألوان متعددة، والمقصود بها تنويم القارئ تنويما مغناطيسيا. إليكم الكلمات : " انسوا الدستور ... انسوا الدستوور ... انسوا الدستور .... ركزوا فى الرئاسة ... انشغلوا بالرئاسة ... انشغلوا بالرئاسة .... شاطر ولا حازم ... حازم ولا أبو الفتوح ... العوا ولا حمدين ... انسوا الدستور ... ناموا ... ناموا...ناموا " كما هو واضح فالمقصود هو إلهاء الشعب عن شئ في غاية الأهمية هو كتابة دستوره الجديد وتنويمه مغناطيسيا فلا يستطيع إتخاذ القرار السليم بل قبول القرارات التي تؤخذ له والتسليم بها دون أدنى مقاومة وبلا تعليق. فها هو الشعب ينشغل بإنتخابات رئاسية لا ترتقي أهميتها إلى أهمية كتابة دستور دولة ديمقراطية، وها هي اللجنة التأسيسية لكتابة الدستور تتخبط ويثور حولها الكثير من اللغط وتتعرض للانسحابات من القوى المتعددة، ويتوه الشعب المصري في التحليلات السياسية والدستورية حول مدى أحقية أو إجازة اشراك نواب مجلسي الشعب والشورى في هذه اللجنة بالمخالفة للإعلان الدستوري. ها هو الشعب يتوه وسط هذا الزخم وكل هؤلاء الذين سحبوا أوراق الترشيح للإنتخابات الرئاسية وتخرج للآفاق الكثير من النكات على هذا الكم من البشر الذين يهيا لهم أنهم يصلحون لهذا المنصب، وها هو الشعب ينشغل بالفعل بشاطر ولا حازم ... حازم ولا أبو الفتوح ... العوا ولا حمدين... شفيق ولا موسى...ويتخبط أكثر بمفاجأة نائب الرئيس المخلوع وبيانه الذي أكد فيه أنه تراجع عن موقفه وأنه سيخوض الإنتخابات الرئاسية ويدخل حلبة السباق...لينشغل الشعب بالسؤال عن هذا التراجع بعد إعلانه إيثار الابتعاد عن العمل السياسي في هذه الظروف وعما إذا كانت هناك صفقة ما بين القائمين على الأمور في البلاد ! في الحقيقة يتوه الشعب وسط كل هذه الأسئلة وهذا المشهد السياسي الملتبس دون أن يعرف كيف سينتخب رئيسا لا يعرف صلاحياته ! أما كان الأجدى والأولى كتابة الدستورالذي يؤسس لكل السلطات في الدولة ويحفظ الحقوق..؟ لماذا هذا التخبط في إدارة شئون الدولة على الرغم من أن المتخصصين يرسمون الطريق بشكل سلس وواضح ؟ .. رحم الله المتنبي، فقد أنشد بيتا عن أحوال مصر هو من أكثر بيوت الشعر تعبيرا عن الحالة التي وصلت إليها البلاد مع سبق الإصرار والترصد من الذين يديرونها وكأنهم يستمتعون بهذا " العك " السياسي. حيث قال : وكم ذا بمصر بمضحكات ولكنه ضحك كالبكا ... نعم هو ضحك كالبكا بل البكاء المرير المليء بالحسرة...اللهم افرغ علينا صبرا...