على مدى سنوات ماضية كان عدد من المواطنين يتسابقون على السفارة الأمريكية بصفة خاصة وغيرها من سفارات الدول الأجنبية الكبرى لنيل بطاقتها الخضراء للسفر ذهابا وإيابا دون معوقات .. هؤلاء المواطنون كان يراودهم الأمل فى الحصول على جواز السفر الخاص بهذه الدولة أو تلك ومن ثم ينعمون بالمميزات الكثيرة التى توفرها هذه البطاقة المهمة يأتى فى مقدمتها السفر والعودة بحرية باعتبارهم مواطنون امريكيون ،ولا يتعرضون بالتالى للإجراءات المعقدة التى تفرضها السلطات الأمريكية لمنح تأشيرتها للأجانب والإنتظار فترات طويلة . ما أكثر المصريين مزدوجى الجنسية الذين يقومون بإخفاء جوازهم المصرى عند السفر أو العودة ويقدمون الجواز الأجنبى بالموانىء والمطارات لأسباب عديدة أولها عدم تعرضهم لسوء معاملة من جانب ضابط الجوازات بالمطار فضلا عن الشعور بالفخر كونهم يحملون جنسية دولة كبرى مثل الولاياتالمتحدةالأمريكية . التجنس بجنسية أجنبية فى حد ذاته عند البعض من المصريين يكون محلا للفخار والتباهى ولا يتم سراً بل إن كل أفراد العائلة يعلمون به خاصة إذا كانت الجنسية أو الباسبور أمريكانى فضلا عن أن البطاقة الخضراء التى تمنحها السلطات الأمريكية لبعض المواطنين من رعايا دول أخرى يكون مفعولها قوياً فى السفر للزيارة أو السياحة والعلاج والعودة متى شاء دون إجراءات معقدة .. لذلك يسمى من يحملون هذه البطاقة من المحظوظين .. الأمور تغيرت الآن وأصبح كل مرشحى الانتخابات الرئاسية وفى مقدمتهم الشيخ حازم أبو اسماعيل يتبرأون من الجنسية الأجنبية أو حيازة واليهم للجواز الأجنبى وكأنه أصبح عاراً يهرب الناس منه ! الأمر الغريب أن مرشح الرئاسة الشيخ حازم ابو اسماعيل بحسب ما نقل عنه أنه لم يكن يعلم أن السيدة والدته تحمل الجنسية الأمريكية وأنها كانت معها البطاقة الخضراء فقط أو الجرين كارد .. وهو أمر يبعث على الدهشة إذا ما علمنا أن السلطات المصرية والأمريكية أكدت بما لا يدع مجالا للشك حملها للباسبور الأمريكى فى السنوات الأخيرة قبل رحيلها وأنها كانت تقوك بزيارة نجلتها بصفة دائمة فى الولاياتالمتحدةالأمريكية . الأمر كله محير ، والناس اصبحوا وأنا معهم حائرون يتساءلون هل والدة المرشح الرئاسى مصرية أمريكية وبالتالى لا يجوز للشيخ حازم الترشح أم أنها مصرية فقط تحمل الجرين كارد الأمريكى وبالتالى يصبح من حقه خوض الانتخابات الرئاسية ، ومن نصدق هل نصدق مصلحة جوازات السفر والهجرة أم نصدق السلطات الأمريكية التى أعلنت ذلك أم نصدق عدم علم الشيخ حازم .بالأمر كله ، وأنه لو كان يعلم ما تقدم للانتخابات ، ولم يكن يتبرأ من هذه المسألة التى شغلت الناس كثيرا فى هذه الفترة الحرجة . منها لله الثورة التى كشفت المستور وأزاحت الغموض الذى كان يحيط بالسادة المرشحين سواء ذلك المرشح ذى الأصول السورية أو ذاك المرشح الذى له أخ غير شقيق فرنسى الجنسية أو الشاطر المطعون على صحة ترشحه لعدم الحصول على حكم نهائى برد الإعتبار فى قضية الميليشيات ! المزيد من مقالات محمود النوبى