في السنوات الأخيرة سيطرت علي المصريين خاصة كبار المسئولين ورجال الأعمال رغبة شديدة في الحصول علي جنسيات أجنبية وانتشرت هذه الظاهرة بين الأثرياء وابناء الطبقة الجديدة. ووصل الأمر إلي إسقاطهم جنسيتهم المصرية إذا تطلب الأمر ذلك وتحولت الظاهرة إلي إحساس بالتميز..وكانت هناك لعبة غريبة يمارسها هؤلاء ان يرسل المسئول أو رجل الأعمال زوجته الحامل إلي أمريكا أو إنجلترا لتقضي فترة حملها هناك حتي إذا جاء الوليد حصل علي الجنسية بسهولة.. وقد استغل الآباء جنسيات ابنائهم الصغار وحصلوا بعد فترة قصيرة علي الجنسية نفسها.. وقد ظهرت اهمية هذه الجنسيات مع المسئولين الهاربين من العدالة من رموز النظام السابق بعد ثورة ينايرحيث رفضت دول مثل إنجلترا وتركيا واسبانيا تسليمهم إلي مصر لأنهم يحملون جنسية البلد الذي هربوا إليه..وقد أعطتهم هذه الجنسيات حصانة ضد مصادرة ارصدتهم واموالهم في بنوك هذه الدول. والغريب ان معظم المصريين منذ سنوات بعيدة مضت كانوا يرفضون تغيير جنسيتهم تحت أي ظرف من الظروف حتي هؤلاء الذين عاشوا حياتهم في دول أجنبية..مازلنا نذكر الأجيال القديمة التي عاشت هناك وتزوجت اجنبيات ولم تغير جنسيتها وكان من هؤلاء طه حسين ولويس عوض بل إن عددا كبيرا من رجال المال المصريين وكبار المسئولين تزوجوا أجنبيات ولم يتخلوا عن جنسيتهم المصرية وحتي العمال والفلاحون الذين سافروا إلي دول الخليج والعراق وليبيا لم يتخلوا عن الجنسية المصرية. وبعد ثورة يناير إكتشف المصريون السبب الرئيسي الذي جعل المسئولين ورجال الأعمال يهرولون للحصول علي جنسية أجنبية وهو حماية أرصدتهم الهاربة وضمان إقامتهم في الخارج حين تغيرت الاحوال.. وبقدر ما كان الحصول علي جواز سفر اجنبي حلما بقدر ما أصبح كابوسا امام المرشحين للرئاسة الذين أبعدتهم الجنسية الأجنبية من السباق الرئاسي.. كان المصري يفخر في زمان مضي بالجواز الاخضر والآن يهرب منه ويتمسح في جنسيات أخري اعتقادا منه انها الأفضل والأكثر امانا, من لايجد الأمان في وطنه لن يجده في مكان آخر كنت دائما أقول ان الوطن ليس فندقا نسكن فيه ليلة ونرحل إنه مصير وحياة. [email protected] المزيد من أعمدة فاروق جويدة