لابد أن نسلم من البداية, بأن المسلمين مطالبون بالتعامل مع الواقع وعليهم ان يتجاوزوا مرحلة المشاهدة للمشهد الحضاري إلي مرحلة التفاعل. ولعل أولي المشكلات التي تواجه أمتنا في هذا الإسلامية مشكلة التخلف والامية التي تقدر طبقا لتقارير المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة إلاسيسكو ب46% مما يؤكد انه لايمكن ان نحقق رقيا وتقدما في ظل هذه المشكلة وفي ظل ثورة الكمبيوتر, ان اللغة هي اداة التواصل بين الأنا والآخر, ولماذا لانستفيد من تجارب الآخرين في مختلف دول العالم في محو الأمية الابجدية, يحدث هذا في الوقت الذي نجد فيه العالم المتحضر قد محا الأمية الالكترونية او أمية الكمبيوتر, منذ عشرات السنين. ان الفهم الخاطيء للإسلام يؤدي إلي سلوكيات مرفوضة أو بمعني اصح عدم تحديد الاولويات أو الخلط في المفاهيم وتقديم النوافل والسنن علي الواجبات, ومن المعروف انه ما لايتم الواجب إلا به فهو واجب, ومن هنا لابد لهذه الامة ان تتعاون علي الهدف المنشود ورسم استراتيجية واضحة المعالم في معركة الوجود والبقاء وألا تتحول الاتفاقات إلي مجرد بروتوكولات سرعان ما تتبدد في الهواء, اقول رؤية واضحة المعالم, لابد لنا نحن المسلمين من حسن الفهم والثقة في الله أولا وفي انفسنا ثانيا لان فقدان الثقة والتفكير بنظرة جزئية, محدودة من اخطر الأمور التي تسبب انهيار الحضارات, إن غير المسلمين يعرفون هذه العلل وهم ينفذون الينا من هذا المدخل, تمزيق الامة الإسلامية ومحاولة إلهائها بقضايا جانبية مثل القضايا المذهبية وإحياء النعرات العرقية والله تعالي يحث علي وحدة الأمة في القرآن الكريم, أن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون فالامة الإسلامية امة واحدة برغم اختلاف المكان والزمان والمذهب والعرق, ولابد ان نتجاوز المفاهيم الخاطئة, فمفهوم المواطنة الصحيح لا يتناقض مع مفهوم الامة الواحدة, بل كلاهما يكمل بعضه بعضا. والمراقب لما يدور في المشهد الحضاري يلحظ بوضوح الثورات المتلاحقة, الثورة المعلوماتية, الثورة الرقمية وغيرهما من ثورات ومن هنا يجب ان يبدع المسلم في استيعاب تكنولوجيا العصر, ومن ثم نكون منتجين لها, لامجرد مستهلكين فقط! ان الخطورة كل الخطورة عندما نقول ان البون شاسع بيننا وبين الغرب وأني لنا ان نلحق بالركب الحضاري, هذا هو منطق المفلسين, إن الامر يحتاج إلي هيئة تأخذ علي عاتقها عمل قاعدة بيانات علمية علي شكل رسم بياني يوضح مكانة الامة في مجالات العلم والهدف المنشود في مدة زمنية محدودة وأن تتم متابعة ماينجز في تحقيق الأهداف المرجوة. أما ما نشاهده من محاولات فردية لاتحقق الآمال الكبار, فتجربة دولة مثل ماليزيا, وفكر محمد مهاتير محمد جدير بأن يحاكي في بلداننا العربية والإسلامية مع الأخذ في الاعتبار خصوصية كل بلد وظروفه الخاصة, ان غيرنا شغلنا بسفاسف الامور وقد نهانا النبي صلي الله عليه وسلم عن الانشغال بذلك وان الامة التي عظمها الله رب العالمين كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر جديرة بأن تتبوأ مكانها المأمول بين مصاف الامم المتقدمة شريطة ان تأخذ بأسباب الرقي والحضارة. لقد آن لنا ان نتحول من لغة التنظير إلي العمل والتفكير, فالأمر المحزن اننا نكتفي بتشخيص الداء ولانذهب مسرعين إلي الدواء. إن الأمل ان تكون امتنا العربية والإسلامية فاعلة في الواقع الحضاري لامتفرجة كما هو واقع الآن.