في أعقاب الأزمة التي أثارتها طهران حول استضافة تركيا للمفاوضات حول الملف النووي الإيراني وطرح العراق كبديل لها, رفضت كاثرين آشتون الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي بغداد كبديل عن اسطنبول. مؤكدة أنها ليست المكان المثالي لاستئناف المحادثات الدولية مع طهران. وأشارت آشتون, التي ترأس المحادثات باسم مجموعة5+1, إلي أن المشاورات تجري حاليا للبحث عن مكان محايد لعقد المحادثات مع الإيرانيين. وعلي صعيد متصل, قالت مصادر دبلوماسية في طهران إن الحكومة الإيرانية رفضت اقتراحات غربية بنقل مكان عقد المفاوضات مع الدول الست المعنية بملفها النووي إلي عاصمة أوروبية بعد رفض طهران الاجتماع في اسطنبول, فيما اعتبر مصدر روسي مسئول أن إيران تستخف بسيناريو الضربة العسكرية وتكرر خطأ ارتكبه الرئيس العراقي الراحل صدام حسين. وفي أنقرة, اعتبرت صحيفة بوستا التركية أن تغيير إيران لرأيها فجأة في مكان عقد المفاوضات النووية, والمطالبة بنقله إلي بغداد أو دمشق بدلا من اسطنبول قد يخلف جرحا عميقا في العلاقات بين إيران وتركيا. وقالت الصحيفة إن تركيا بذلت جهودا حثيثة لحل الأزمة النووية الإيرانية, وأن الوفد التركي عاد متفائلا من زيارته لطهران الأسبوع الماضي, والتي كانت تهدف إلي التوصل لحل المشكلة دون التدخل العسكري الإسرائيلي أو الأمريكي. ونوهت الصحيفة بأن إيران أعطت الضوء الأخضر لعقد قمة المفاوضات النووية في اسطنبول, وهو ما لم يحبذه الغرب, واستدركت الصحيفة أنه فجأة وباللحظات الأخيرة تغير كل شيء, واقترحت إيران عقد قمة المفاوضات في بغداد أو دمشق. وتساءلت عن الأسباب التي دفعت إيران لتغيير موقفها, معتبرة أن كل شيء مرتبط باختلاف الآراء حول سوريا, ليتضح أن دمشق بالنسبة لإيران أكثر أهمية من تركيا. ورأت الصحيفة أن هذه التطورات فتحت جرحا عميقا في العلاقات التركية الإيرانية قد يدفع تركيا إلي عدم الوقوف بجانب إيران بالتطورات المتعلقة بملفها النووي.